فجر جديد .. فى الذكرى الـ 36 لتحرير سيناء
كتبت / اشرف عبوده
الاستثمار والتنمية فى سيناء يساعدان فى القضاء على الإرهاب خاصة بعد النجاحات الكبيرة التى حققها أبطال العملية سيناء 2018 من بواسل الجيش والشرطة فى هزيمة الإرهاب والإرهابيين.
تنمية سيناء سيعمل على جذب السكان إليها من الوادى والدلتا، خاصة بعد نجاح الدولة فى ربط سيناء بالوادى والدلتا وإنجاز مشروعات البنية الأساسية بمجال الطرق والكبارى والأنفاق المهمة أسفل قناة السويس.
المواطن المصرى حال تواجده بسيناء سيشجع المستثمر الأجنبى لإقامة مشروعاته بها، خاصة وأن تلك المحافظة بها ثروات كثيرة يجب أن يستفاد بها أهلها.
كما أن التواجد البشرى بسيناء سيغير الفكر المتطرف ويدحر الإرهاب ويغير العمل التجارى القائم على السلاح والمخدرات والتهريب لأفكار استثمارية وتعميرية.
أن أهداف تنمية سيناء تتمثل في تعزيز دمج سيناء في النسيج القومي المصري وإدخالها في مجال اهتمام المستثمرين، وزيادة جاذبية سيناء للاستثمار الوطني والأجنبى من خلال وضع خريطة للاستثمارات المتكاملة، ودعم البعد الأمني والسياسي للحدود الشرقية للدولة، وإعادة توزيع خريطة مصر السكانية، مع إقامة مجتمعات عمرانية جديدة ببنية أساسية متطورة.
قرار تاريخي
إن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى رقم ١٠٧ لسنة ٢٠١٨ بتشكيل لجنة يرأسها المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، تتولى طرح أراضى مشروع تنمية شمال سيناء، هو الانطلاقة الحقيقية لتنمية سيناء خلال الفترة المقبلة.
الأراضى التى تعمل عليها اللجنة مساحتها 400 ألف فدان ترتكز فيها التنمية عبر محورين رئيسيين هما توفير الموارد المائية ثم البنية الأساسية مع اتخاذ كافة الإجراءات لضمان الحفاظ على هذه البنية بعد تنفيذها وضمان توفير المياه للأراضى.
الـ400 ألف فدان مقسمة على مناطق هى سهل الطينة وجنوب القنطرة، وتضم 125 ألف فدان فى نطاق محافظتى بورسعيد والإسماعيلية من الناحية الإدارية لكنها تقع فى سيناء على الضفة الشرقية لقناة السويس، وتم الانتهاء من البنية الأساسية فيها وزراعتها حالياً ودخلت الخدمة وبدأت الإنتاج.
والمساحة الثانية فى منطقة رابعة وبئر العبد، وتضم 156.5 ألف فدان، وهى مهمة للغاية لأنها بداية خط مواجهة الإرهاب ولكونها تتوسط المسافة بين العريش شرقاً والقنطرة غرباً، والدولة تهتم بها وتريد تنفيذ تنمية كبيرة فى هذه المنطقة تحديداً، كما أن هناك بمنطقة السر والقوارير 85 ألف فدان وتقع فى نطاق محافظة شمال سيناء، ومنطقة المزار والميدان بها 33٫500 فدان وتقع فى نطاق شمال سيناء، ليصل الإجمالى إلى 400 ألف فدان.
تم التخطيط لإنشاء 25 مأخذ مياه من البحر، عبارة عن محطة رفع كبيرة تغذى خطوطا ضخمة بتكلفة إجمالية مليار جنيه، المأخذ الواحد يغذى من 5 آلاف إلى 25 ألف فدان، بتكلفة 30 إلى 300 مليون جنيه، حسب المساحة التى سيغذيها.
تم الانتهاء من تنفيذ 12 مأخذا بشكل كامل، ويجرى حالياً تنفيذ 11 مأخذا، ويتبقى مأخذان من المنتظر طرحهما لشركات تنفيذ خلال الفترة المقبلة فى انتظار الموافقات المطلوبة.
تكلفة تنمية مشروع 400 ألف فدان تبلغ حوالى 7 مليارات جنيه، وستتم الاستفادة من مياه مصرف بحر البقر، ليضيف 5 ملايين متر مكعب لمياه ترعة السلام لرى الأراضى الخاصة بالمشروع.
المشروع ليس تنمية زراعية فقط، ولكن إنشاء قرى توطين للسكان، منها 5 قرى فى سهل الطينة، 2 تحت الإنشاء جنوب القنطرة، كما أن أكثر من 90% من الـ400 ألف فدان صالحة للزراعة، وهناك 125 ألف فدان مزروعة بالفعل بزراعات مثل بنجر السكر، ويمكن إقامة صناعات على هذه الأرض مثل التى تعتمد على الإنتاجية الزراعية كمصانع السكر والتعليب والزيتون.
منطقة حرة بنوبيع
موافقة مجلس الوزراء على إنشاء منطقة حرة بنوبيع على مساحة 226 فدانا خلال عامين، شمال شرق ميناء نويبع البحري بمحافظة جنوب سيناء.
القرار مهم ضمن خطط تنمية سيناء كما يكتسب أهمية مضاعفة فى ضوء أن منطقة نويبع الجديدة هى أول عودة لإنشاء المناطق الحرة بعد توقف طويل، إذ كانت آخر منطقة حرة أنشأتها مصر فى العام 2005.
سيناء.. الامل
وتتمتع سيناء بموقع جغرافي واستراتيجي هام .. هو كلمة السر والعنصر الحاسم في تاريخ وحاضر ومستقبل سيناء . . فهي حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا .. وهي معبر بين حضارات العالم القديم في وادي النيل ودلتا نهري دجلة والفرات وبلاد الشام .
تقع بين ثلاثة مياه : البحر المتوسط في الشمال ( بطول 120 كيلو متراً ) وقناة السويس في الغرب (160 كيلو متراً) وخليج السويس من الجنوب الغربي (240 كيلو متراً) ثم خليج العقبة من الجنوب الشرقي والشرق بطول (150 كيلو متراً) .
وهكذا تملك سيناء وحدها نحو 30 % من سواحل مصر بحيث أن لكل كيلو متر ساحلي في سيناء هناك 87 كيلو متر مربعاً من إجمالي مساحتها مقابل 417 كيلو متراً مربعاً بالنسبة لمصر عموماً ..
وخلف كل كيلو متر مربع من شواطيء سيناء تترامي مساحة قدرها 160 كيلو متراً مربعاً مقابل 387 كيلو متراً مربعاً بالنسبة لمصر في مجملها.
وقد انعكست الأهمية الدينية ،و الجغرافية والاقتصادية لسيناء علي مكانتها ، و تطورها التاريخي حتي أضحي تاريخها بمثابة سجل شامل للأحداث الكبري في المنطقة في الماضي البعيد والقريب معاً . ..
أثبتت الدلائل العلمية والتاريخية أن الإنسان المصري قد عاش في سيناء وقام بتعمير مناطق عديدة في الشمال والوسط والجنوب من أرضها منذ العصر الباليوليتي أي منذ نحو 100 ألف سنة .. كما كانت سيناء في ذلك الوقت طريقاً للهجرة بين آسيا وأفريقيا . . فقد عثر علي أدوات من ذلك العصر عند الروافعة و أبو عقيلة والعريش والحسنة ، تشبه ما عثر عليه منها عند وادي النيل .. الأمر الذي يؤكد أن سيناء كانت معمورة منذ ذلك العصر .. وأن حضارتها كانت جزءاً من حضارة وادي النيل .
أما أول ذكر لسيناء في الآثار المكتوبة المعروفة الباقية فيعود إلي عام 3000 قبل الميلاد عند بدء تكوين الأسرة المصرية الفرعونية الأولي علي يد نعرمر مؤسس هذه الأسرة وموحد البلاد .
حيث ذكرت سيناء كمصدر لمناجم النحاس والفيروز والزبرجد .. ولكن استغلال هذه المناجم لم يبدأ في هذا التاريخ المدون ولكن قبل ذلك بمئات السنين منذ أن عرف المصريون النحاس وصنعوا منه أدواتهم أي منذ فجر خروج البشرية من العصر الحجري إلي عصر استخدام المعادن .
أطماع الغزاة.. تاريخ حافل
تاريخ سيناء حافل بالحروب والحملات منذ عهد الفراعنة إلى العصر الحديث؛ فهى البوابة الشرقية لمصر، وبها طريق حورس الذى يمتد من قناة السويس غربا حتى رفح على الحدود مع فلسطين شرقا، ومنه دخل الهكسوس إلى مصر، ومنه خرج أحمس ليطاردهم، وعبره خرج ملوك مصر القديمة للسيطرة على أرض كنعان وسوريا حتى بلاد ما بين النهرين، وجاء منه إلى مصر الأشوريون، والفرس، والإغريق، والرومان، والفتح الإسلامى، والتتار والصليبيون وغيرهم.
سيناء أرض الأنبياء والديانات السماوية بدءا من الخليل إبراهيم -عليه السلام- الذى عبرها، وموسى عليه السلام الذى أقام بها مع شعب بنى إسرائيل فترة من الزمن، و”العائلة المقدسة” التى عبرتها وهى فى طريقها إلى مصر، وهى الموقع الاستراتيجى لمصر، ومحور الاتصال بين أفريقيا وآسيا وبين المشرق والمغرب.
لما كانت سيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض..و هي البوابة الشرقية .. و حصن الدفاع الأول عن امن مصر.، من هذا المنطلق تظل أرض سيناء البوابة الشرقية لمصر مثار أطماع الغزاة المتطلعين لنهب خيرات هذه المنطقة التي تضم كنوزاً في ثنايا ترابها .
هجوم الهكسوس علي بلادنا ،ووقوف أحمس في مواجهتهم بجنود مصر الأوفياء. وهاهو التاريخ يعيد نفسه وتؤكد مسيرة الأيام أن أرض الفيروز مطمع للأعداء ويتطلع كثيرون للاستيلاء عليها والتقدم نحو السيطرة وفرض الإرادة علي مصرنا العزيزة. ولعله لا يغيب عن خاطرنا تلك الأسطورة التي تتردد علي ألسنة الصهاينة -إسرائيل من النيل إلي الفرات – ومطامعهم لا تتوقف من أجل تحقيق هذه المطامع.
ألوان كثيرة من المكر والخداع والتربص للاستيلاء علي هذه الأرض المباركة وتدبير المؤامرات لتحقيق الأهداف الخبيثة.
ودوما كانت هذه البقعة الغالية فى بؤرة اهتمام الوطن حتى أصبحت رمزاً للسلام و التنمية .
فهى بمقوماتها الطبيعية و مواردها الزراعية و الصناعية و التعدينية و السياحية ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل .. إلى رقعة أرض مأهولة واسعة تغطى 25% من مساحة مصر .. رقعة تتسع لاستقبال الأعداد المتزايدة من السكان ..و احتضان الطموحات و التطلعات الكبرى لهذا الشعب رقعة تبنى لهذا الجيل و الأجيال القادمة و تضاعف من فرص العمل والنمو ،ومن القواعد الإنتاجية و المراكز الحضارية .. و القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري.
مركز عالمي للسياحة ..
تعد سيناء كنز سياحى ثمين تم اكتشاف جزء منه فانبهر بها العالم وتدفق إليها مئات الآلاف سنوياً من أنحاء المعمورة .. ومازال الجزء الأكبر من هذا الكنز يعد بالكثير من النمو السياحى .حيث تتمتع سيناء بطبيعة ساحرة تتنوع ما بين الجبال والسهول والوديان والشواطئ الجميلة بالإضافة إلى مياه البحر حيث الشعاب المرجانية والأسماك النادرة والطبيعة الخلابة.
وتعد سيناء مركزاً عالمياً للسياحة إذ تتوفر بها كل أنواع السياحة من سياحة دينية .. ثقافية .. تاريخية .. رياضية .. ترفيهية .. علاجية .. هذا بالإضافة إلى بنية أساسية ومشروعات سياحية تسمح بزيادة أعداد السائحين وترضي جميع الأذواق والدخول.