قصة قصيرة
بعنوان ” زيارة “
بقلم على الفقى
لم استطع كبت فرحتى وأنا أخطو باب منزلها واصعد الدرج ببطء حتى تستطيع هى أن ترتب ما قد يكون قد فات امها من ترتيبات فى الشقة ربما لم تسعفها المكالمة التليفونية استعدادها لاستقبال زائر لأول مرة.. المكان الذى ولدت به وشهد طفولتها ويتم صباها واستكانة شبابها وتمردها على حياة لم تخترها وجدران شاهدة على قهرها وقدرها لتحظى بلقب غريب على أعين الأسرة وانيابها الناهشة لكل قطعة لحم من تصرفاتها وحروفها المطلقة .. مما جعلها تشحذ الابتسامات بنكات مفتعلة لتقتنص ضحكة تهزم بها الماضى وتجذبنى لقوة الارتباط بها . جلست فى الصالون العتيق الضخم احدق فى صورة الأب الراحل مبتسما لابتسامته الخفيفة فى البرواز ويشبهنى إلى حد كبير كما قالت لى . دخلت السيدة الأم. طويلة .مهندمة .تلف جسدها النحيف فى روب مشجر زاهى الألوان .لفت انتباهى حاجبيها المخططان بقلم حواجب عريض .جلست أمامى فملات كرسى الصالون العميق وجذبت الحديث مع ابنتها حول موضوع خاص بالعائلة بينما كنت ابتسم لوجهها المشرب بالبودرة الوردية التى لم تخفى تجاعيد الزمن .صوتها العالى يحمل لغتها الساحلية التى تبهج المكان وتثير ابتسامات أشعر انها بلهاء كلما نظرت لى وألقت كلمات ترحيب باهتة مما جعلنى لم استمر وقتا أطول فاستاذنت بحجة ان لابد العودة لبلدتى البعيدة قبل الليل . تناولت يدها المعروقة فتركت أصابعها الطويلة للسلام الفاتر وبوجه لم يتأهب للمقابلة ولا الحوار الذى كنت أود ان اطلب خلاله يد ابنتها .بينما كانت نظرات الأب المعلقة على الحائط تبتسم لوداعى كنت افكر كيف ستقابلنى هذه السيدة الزيارة القادمة وهى الاهم ..