التسول الإلكترونى والنصب الأونلاين مقال اشرف عبوده

التسول الإلكترونى والنصب الأونلاين

مقال اشرف عبوده

لا شك في أن التسول ظاهرة قديمة لكنها بدأت تأخذ أشكالاً جديدة مستحدثة وهى ظاهرة التسول الإلكترونى لا تختلف عن التسول التقليدي فهى قائمة بالأساس على الخداع والتحايل والاستغلال للحصول على المال والتبرعات العينية، فالمتسول الإلكتروني يحاول جذب عطف الناس، ويطلب مساعدات أو تبرعات تحت حسابات وهمية، وأسماء مستعارة وهى وسيلة آمنة لمتسول مجهول الهوية لا يمكن معرفة معلومات عنه، ويسهل استخدام الأسماء المستعارة والرموز والصور المزيفة.   
أصبحنا نعيش في زمن التطور التكنولوجى الذى يصاحبه أيضا تطور في كيفية التعامل معه على كل المستويات، وضمن هذا التطور هو التطور في نظام التسول والشحاته، وهى ظاهرة اجتماعية ولدت في الدول النامية ولم تخل منها تلك المتحضرة، لغير القادرين على توفير حاجاتهم بالعمل، إن بسبب الفقر أو العوز أو المرض أو العجز أو نتيجة ضعف الملاحقة القانونية، وهو الأمر الذى جعل الظاهرة تتطور من تسول بالطريقة التقليدية للتسول الإلكتروني.
لم يعد خافيا حجم التحول الرقمي الذي انتشر في كافة مجالات الحياة والبيئة الافتراضية التي ولدتها مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من الجانب الايجابي التي قدمته لنا تلك التقنيات الحديثة الا انها لا تخلو من السلبيات التي تؤثر على البيئة المجتمعية بصورة مباشرة  من حيث العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية.
 ومن بين تلك السلبيات التي بدأت تظهر في الوقت الحاضر على شكل حالات، الا انها في المستقبل قد تتحول إلى ظاهرة من الصعب السيطرة عليها ونعني بها (التسول الالكتروني) الذي ينتشر في اغلب مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كان مقتصراً على الطرق والشوارع العامة الا انه الان بدأ يتكيف مع التحول الرقمي ويستغله من خلال استخدام عده طرق ووسائل متنوعة ومختلفة ويكون هدفها النصب والاحتيال والتي تدخل ضمن الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر.
حيث يعد التســول الإلكتروني إحــدى المشكلات التــي تشــكل خطــرا علــى المجتمــع لمــا لهــا مــن آثــار علــى الامن الاجتماعي والنفسي والاقتصادي، فمن خلال هـذه الطريقـة يسـتغل المتسـول عاطفـة الاخرين للإيقاع بهــم فــي فخــه الاحتيالي لتحقيــق أكبــر قــدر ممكــن مــن المكاســب الماديــة.
دائما ما يعمل ممارسي التسول الالكتروني على إثارة العاطفة والغرائز الإنسانية وصولا الى هدفهم فكثيراً ما نشاهد من خلال المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي نصوص دينية تحث على الصدقة ومساعدة الفقير يليها طلب المساعدة لإجراء عميلة جراحية او مساعدة يتيم او بإبداء الاحتياج إلى مبلغ من المال، او القول انه لا يمتلك سكناً وغيرها من الطرق التي تجذب الناس لدفع مبالغ طائلة دون معرفة صحتها، ان ظاهرة التسول بصورة عامة لها أبعاد عديدة ومتنوعة ذات علاقة ارتباطية بالمنظومة المجتمعية لأي مجتمع سواء على الجانب الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي والقانوني وكذلك الأخلاقي، اذ لا يمكن عزل هذه المشكلة عن المنظومة الكاملة كونها تعبير طبيعي ونتاج الأزمات التي حلت على المجتمع.
 بالتالي هي حالة غير مقبولة ومن الصعب على المتابعين التمييز بين الحقيقة والخداع من قبل هؤلاء المتسولين، كذلك يصعب القبض عليهم من قبل السلطات ومحاسبتهم وذلك لصعوبة الوصول لهم ومحاسبتهم فأغلبهم ينشئون صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية.
لذا من الضروري التوعية والتثقيف حول هذه الحالات او الظاهرة في المجتمع، حتى لا يقع الفرد فريسة لهؤلاء المحتالين وبين الشعور بالذنب لعدم مساعدتهم في حال لو كانوا فعلاً محتاجين، كذلك توعية الأفراد بضرورة التبرع للجمعيات الخيرية المرخصة، أو للأشخاص المعروفين والموثوقين في محيطنا.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *