وزارة التربية والتعليم وقرارات مصيريه . كتب : عبد الحليم محمود

وزارة التربية والتعليم وقرارات مصيريه .
كتب : عبد الحليم محمود

 

قرارات لم تناقش بعد ولكن ذكرها وحده كافي لإثارة الضجة، هل هى قرارات سيئة أو مقبولة؟ لماذا كان وقعها سيئ على الغالبية العظمى من الشعب رغم منطقية معظمها؟ ولماذا كان البعض من مؤيدي ومعارضي هذه القرارات صارمون جداً؟ هل قصد الوزير إثارة الجدل كما فعل من سبقوه حتى يرمز إلى التغيير والتطوير؟ أم كانت هذه مجرد صدفة؟ دعونا نتناول ذلك
أما دمج المواد فهى خطوة غرضها التبسيط البحت، خاصة مع كون المادة العلمية لم تقل أو تزيد، وهكذا تفاعل معظم أولياء الأمور مع الأمر لأن دفع المال مقابل دروس خصوصية لخمس مواد فقط أكثر توفيراً، وبالطبع لن يستاء الطلاب من تخفيض المواد التي تشكل كوابيساً لهم طوال فترة الدراسة، وأما حذف بعض المواد من المجموع ووضع أخرى فقد أزعج الكثيرين حذف اللغة الفرنسية والألمانية والإكتفاء باللغة الأجنبية الأولى كمادة أساسية، وكان له وقع حزين على أحد المدرسين الذي عبر عن رأيه بتصوير فيديو تفاعل معه الجمهور وتعاطفوا معه كثيراً، لكن المادة لم تُلغى وما زالت تُدرس ولها معلمون يدرسونها، كل ما في الأمر أن الدروس الخصوصية لهذه المادة لن يهتم بها أحد بعد ذلك، وأزعج البعض الآخر أن مادة الفلسفة والمنطق في الصف الثاني الثانوي تصبح مادة أساسية على عكس مادة التربية الدينية التي كانت في نظر الكثير أكثر أهمية، وتبنى الرأى الأخير المتشددين وجماعات السلفية لأن الفلسفة والمنطق برأيهم كفر وإلحاد منذ زمن بعيد، رأى بعض كبار السن أن هذه القرارات هادمة للتعليم وأن النظام الذي أخرج العلماء والأدباء عليه أن يستمر، وكان هذا رأياً يليق بهم لعدم وعيهم الكامل بما أصبح عليه العالم الآن من تطور ملحوظ جعل المواد الدراسية من الإبتدائية وحتى التخرج من الكلية قد لا تفيد الكثيرين في عملهم الحقيقي أكثر من كونها شهادة مكتوبة على ورقة مختومة، ويظل السؤال هل سيتم الموافقة على هذه القرارات أم يصبح كل ذلك في طى النسيان، الحقيقة الوحيدة هى أنه بعد الموافقة على هذه القرارات لن تُطبق إلا بعد عام من اعتمادها، وهى فترة كافية للتكيف معها، والشعب المصري كان وما زال وسيزال أبداً قادراً على التأقلم مع أوضاع الدولة التي تفرضها الحكومة والظروف مهما كانت قسوتها، وبإمكان معلمي اللغة الفرنسية الآن أن ينضموا لهذه الطائفة الكبيرة من الشعب التي تبحث عن عمل تجيده حتى لو كان خارج مجال دراستها لأن مجال الدراسة لم يعد مقياساً يجب التمسك به منذ زمن يسبق حتى هذه القرارات بسنين عديدة.

شاهد أيضاً

موائد الخير فى كل مربع على الطرق السريعة والفرعية بالغربية

موائد الخير فى كل مربع على الطرق السريعة والفرعية بالغربية   عاطف دعبس   لو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *