تنازلت عن دم ابنها وحضنت قاتله.. محكمة جنايات المحلة تنظر القضية.. ووالدة المجني عليه تطلب من القاضي العفو عن قاتل ابنها بسبب سرقة “شبشب”
كتب – اشرف عبوده
في قضية شغلت الشارع المصري خلال الساعات الماضية، فاجأت أم المحكمة بالتنازل عن حق ابنها القتيل، بل أكثر من ذلك عمدت إلى احتضان قاتله في مشهد أثار ضجة واسعة بين المصريين على مواقع التواصل.
وقفت والدة الطفل عادل ياسر جلال أمام محكمة جنايات المحلة بمحافظة الغربية معلنة تنازلها رسميا عن حق قتل نجلها، وطالبت بالبراءة لقاتله وهو شقيقها فراج عبد الحميد مبروك.
ونظرت محكمة جنايات المحلة الكبرى الدائرة الثالثة برئاسة المستشار سامح عبد الله عبد الواحد وعضوية كل من محمد عادل شاهين وأحمد زغلول المنوفي وأمانة سر عمرو جمال ثاني جلسات محاكمة المتهم بقتل ابن شقيقته البالغ من العمر 15 عام،ا بعد أن تعدى عليه بالضرب بالشومة، بعد أن اتهم جار المتهم المجني عليه بسرقة “شبشب” من أمام منزله، وما أن ظفر المتهم بالمجني عليه تعدى عليه بالضرب بشومة وسقط المجني عليه مغشيا عليه، حتى فارق الحياة وجلس المتهم هو وجاره وأخذا يتعاطيان مخدر الحشيش.
كان المستشار حلمى عطاالله المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا، قد أحال المتهم فراج عبد الحميد مبروك، للمحاكمة الجنائية،في القضية رقم 3182 لسنة 2024 جنايات ثالث المحلة والمقيدة برقم 825 كلى شرق طنطا، لقيامه بتاريخ 19 يناير 2024، حال كون المجني عليه طفلا لا يتجاوز 18 عاما وقت ارتكاب الواقعة قتل المجني عليه الطفل عادل ياسر جلال أبو عيانة عمدا من غير سبق إصرار أو ترصد، بأن عاجله بعدة ضربات مستخدما شومة واستقروا برأسه ووجهه فنتج عن ذلك إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، أحرز المتهم شومة بدون مسوغ قانوني مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون أن يوجد لإحرازها او حملها مبرر من الضرورة الحرفية أو المهنية.
وأضافت والدة ضحية خاله بسبب شبشب ده أخويا اللي ربى ابني ومكنش يقصد يقتله، ابني كنا بنحاول نربيه بسبب شقاوته ومكنش نافع في تعليم، ابني اتولد ونزل على إيد أخويا مش معقول هيفكر في قتل ابني، أنا خايفة أخويا يضيع زي ما ابني ضاع.
ووجهت محكمة جنايات المحلة بمحافظة الغربية رسالة مؤثرة للمجتمع، عقب النطق بالحكم على المتهم بقتل ابن شقيقته، بسبب سرقة شبشب بدائرة قسم ثالث المحلة. وأكدت محكمة جنايات المحلة في رسالتها أن التفكك الأسري هو الذي أنتح هذه المأساة، التي راح ضحيتها طفل لم يكمل عامه الخامس عشر، حيث إن الأم انصرفت إلى زوج آخر بعد الطلاق والأب اتجه إلى زوجة أخرى، أما الطفل فلم يجد إلا خال لم يستطع معه صبرا، ولم يثابر على تربيته وكفالته فكانت نهايته المأساوية على يديه.
وأضافت محكمة جنايات المحلة في رسالتها، أن حق التأديب إنما شرع للتقويم لا لتكسير العظام وإزهاق الأرواح.
وقضت المحكمة بمعاقبة المتهم بقتل ابن شقيقته بالضرب حتى الموت بالسجن المشدد 10سنوات، حيث عدلت المحكمة القيد والوصف من القتل العمد إلى الضرب المفضي إلى الموت.
صدر الحكم برئاسة المستشار سامح عبد الله عبد الواحد، رئيس محكمة جنايات المحلة، والمستشار محمد عادل شاهين.
كانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على المتهم، وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم قد تلقى شكوى من جاره بقيام المجني عليه “ابن شقيقة المتهم”، بسرقة شبشب من أمام منزله، وفور عودة المجني عليه للمنزل، تعدى عليه المتهم بالضرب بالشومة، حتي سقط مغشيا عليه، ثم جلس مع جاره داخل نفس الغرفة وقاما بتعاطى مخدر الحشيش، وفارق الطفل الحياة، وتمت إحالة المتهم للمحاكمة الجنائية.