قصة مأساوية.. قتل زوجته القاصر بسبب “طبق كشرى“
تعرضت زوجة قاصر للضرب المبرح والتعذيب على يد زوجها قبل أن يلقي بها من أعلى سطح المنزل
كتب- اشرف عبوده
تدور أحداث القصة المؤلمة في قرية كفر يعقوب بمركز كفرالزيات بمحافظة الغربية، حيث شعرت الزوجة وهي طفلة لا يتعدى عمرها الـ15 عاما بالجوع ولم يكن زوجها وأهله قد وصلوا إلى المنزل بعد، فأكلت “طبق كشرى” لتسد جوعها، وحين عاد الزوج الذي يعمل سائق توكتوك إلى المنزل علم بأمر أكلها “بدون إذن منه”، فقام بضربها ضربا مبرحا، مع كيها بالمكواة، وضربها على رأسها بـ”عصا عريضة” ثم جذبها إلى سطح منزل الزوجية وألقاها من أعلى البناية.
وتم نقل الفتاة وتدعى فاتن إلى مستشفى كفر الزيات العام لتلقي العلاج، إلا أنها لم تصمد أمام إصاباتها وفارقت الحياة.
تبدأ فصول تلك الجريمة منذ عامين تقريبا . وقتها كانت فاتن زكي . إ تبلغ من عمرها 12 عاما فهي من مواليد شهر يوليو 2010، وقبل أن نتحدث عن جريمة القتل هناك جريمة أخرى وقعت حينها في حق المجني عليها حينما جنت عليها فسرتها ووافقت على زواجها من المتهم عرفيا، وانتقلت للعيش معه في منزل العائلة بقرية كفر يعقوب بمركز كفر الزيات بعد إلحاح شديد منه وتحايل على القانون، رغم أنها ما زالت صبية في المرحلة الإعدادية وتعيش طفولتها التي انتزعت منها عنوة بزواجها من سائق توك توك، وتدور الأيام والشهور ويتحول الزوج إلى وحش مفترس لم تستطع معه الصبية الصغيرة أن تتحمل أسلوبه معها وكثرة اعتدائه عليها بعد أن تركتها والدتها معه وكأنها تسلمه فريسة لدرجة أنه كان يفرض عليها أوقاتا معينة لتناول الطعام والنزول لزيارة والدتها وإذا ما خالفت تعليماته كانت تتلقى العقاب الوحشي لدرجة أنه كان يقوم بكيها بالمكواة فتصرخ وتحاول الهرب منه لكنه يتهجم عليها وكلما شكت إلى والدتها الأم: تكتفي بمواساتها وتطلب منها التحلي بالصبر
قالت ابتسام حامد والدة “فاتن”،: “بنتي كانت جعانة وأكلت طبق كشرى قبل معاد الغدا ولما رجع زوجها ضربها وكوى جسمها بالمكوة”، وذكرت أن ابنتها استنجدت بها لتأخذها من الباب الخلفي ولكنها خافت أن تلقى نفس المصير قائلة: ” لما اتصلت تستنجد بيا علشان أروح أخدها من الباب الخلفي للمنزل أنا رفضت عشان لما بروح بيضربني أنا كمان“.
وأكدت والدة المجني عليها، أن ابنتها كانت تتعرض للضرب بشكل دائم من زوجها وعائلته منذ بداية زواجها منذ عامين، وذكرت أنها تلقت اتصالا من ابنتها قبل وفاتها بدقائق تخبرها بتعرضها للضرب من زوجها وعائلته بسبب “طبق مكرونة”، قامت المجني عليها بتناوله وزوجها وعائلته خارج المنزل.
وأضافت: “تفاجأت بأن ابنتي نقلت للمستشفى وبعد توجهي وجدتها جثة هامدة، الدكتور قالي مضروبة بالشومة على دماغها وجسمها فيها آثار كي بالمكواة“.
وأشارت إلى أن المتهم تزوج ابنتها عنوة بعد رفضهم له بسبب سوء سمعته، ولجأت وقتها لعمدة القرية حتى يمنعه من التعرض لها ولابنتها ولكنه فشل واضطرت للموافقة على الزواج تفاديا لبطشه بهم، ومنذ هذا الزواج وتعيش ابنتها في عذاب مستمر، حيث كان زوجها دائم الاعتداء عليها بطريقة وحشية وعلى والدتها أيضا عندما تدافع عن ابنتها أو تذهب لزيارتها.
حيث تلقى اللواء أيمن عبد الحميد مدير أمن الغربية. إخطارا من العميد محمد شبل حبيب مأمور مركز شرطة كفرالزيات يفيد بورود بلاغ من الأهالي بمصرع فتاة صغيرة إثر سقوطها من أعلى سطح منزلها بقرية كفريعقوب التابعة لدائرة المركز، على الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية برئاسة المقدم أحمد شيحة رئيس مباحث المركز إلى محل الواقعة وتبين من المعاينة الأولية أن المتوفاة تدعى فاتن زكي إبراهيم 14 عاما لقيت مصرعها نتيجة سقوطها من مكان مرتفع وهو سطح منزلها المكون من 4 أدوار، إلى هنا تبدو الواقعة قضاء وقدر، لكن التحريات التي قام بها المقدم رئيس مباحث مركز شرطة كفر الزيات ومعاونوه، تحت إشراف العميد محمد عاصم مدير المباحث الجنائية كشفت تعرض المجني عليها الضرب المبرح على يد زوجها ” أحمد. رح ” البالغ من العمر 24 سنة بعد مشادة بينهما، حاولت المجني عليها الفرار منه عارية إلى سطح المنزل فصعد ورائها، وبكل حسنة ودم بارد حملها ثم القى بها من أعلى سطح المنزل وسط صراخها الذي لم يمنع المتهم من إكمال جريمته وفر هارباً، مما أدى إلى إصابتها بكسور ونزيف بالمخ ووفاتها. متأثرة بالإصابات التي لحقت بها، تم إعداد عدة أكمنة للمتهم وبعد فحص كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة، تمكن ضباط المباحث من ضبط المتهم واقتياده إلى مركز الشرطة وتحرر محضر بالواقعة وبمواجهته ادعى سقوطها من أعلى سطح المنزل بسبب اختلال توازنها، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وقررت حبسه احتياطيا وندب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على جثة المجني عليها لتحديد الصفة التشريحية وسبب الوفاة في منزل الأسرة .
من جانبه أدان المجلس القومي للطفولة والأمومة، في بيان له الواقعة، وأشار المجلس فى بيان له، إلى أن الزوجة طفلة لم يتجاوز عمرها الـ15 عامًا، وكذلك الزوج القاتل لم يبلغ السن القانونية للزواج، ومن ثم لم يقدر على تحمل المسئولية الأسرية فكانت النتيجة إزهاق روح طفلة بريئة.
موضحًا أن الطفلة في هذا السن لم تتح لها الفرص الكافية لتنضج من الناحية العاطفية والاجتماعية والجسدية والعقلية ولم يتسع لها المجال لتطوير مهاراتها وتنمية إمكانياتها المعرفية واكتشاف الذات ومعرفة قدرتها على تحمل المسئولية العامة والأسرية وهو ما تكشفه هذه الواقعة، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن الأسباب والمبررات التي دفعت والدة الطفلة لتزويجها من المتهم
وطالب المجلس بمعاقبة المتورطين، مستنكرًا إصرار الأهالي من الاستمرار فى هذه الجريمة التي تنتهك الحقوق الإنسانية لفتياتنا الأبرياء، مشددًا على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الوقائع.