الطفل الرشيد
ياسين ناجي
كان الأب في طريقه إلى سفر طويل، فأوصى ابنه الوحيد الصغير ياسين الذي يبلغ عمره عشر سنوات بأن يحقق له حلمه، فسأله
الابن محزونا: وما هو حلمك يا أبي؟
قال له الأب: أريدك أن تسمع نصيحتي يا بني.
الابن: وما هي يا أبي؟
الأب : أريدك يا بني أن تكون أفضل الناس أدبا وخلقا وعلما ودينا.
الابن: وكيف أكون كذلك يا أبي؟ الأب: بأن تكون يا بني طفلا رشيدا.
الابن: طفلا رشيدا! كيف، وما هي سمات الطفل الرشيد يا أبي؟
الأب: الطفل الرشيد هو الطفل الذي تجتمع فيه مجموعة من الصفات تكوّن قاعدة أو نظرية.
الابن: وما هذه النظرية يا أبي؟ الأب: النظرية هي أن الله رحيم بعبده منذ طفولته وهي أنه من بعد أن ينطق ويتكلم فهو يعرف ويتعلم أن الله قسّم للإنسان من بعد مرحلة الطفولة حياته إلى حياتين الأولى منها هي الأهم.
الابن: لم يا أبي؟
الأب: لأن الحياة الأولى تبدأ من بعد بداية فترة الدراسة الابتدائية بعامين، حيث يكون عمر الطفل في ذلك الوقت 7 سنوات تمتد إلى فتره البلوغ، حيث يكون عمره تقريبا 14 سنة، أما الحياة الثانية تبدأ من البلوغ حتى وفاته، وفي هذه الحياة تحسب له ذنوب على سيئاته وحسنات على أعماله الصالحة؛ أما في الفترة الأول فلا تحسب عليه السيئات.
الابن: وماذا إن فعل صالحا يا أبي هل أيضا لا تحسب له حسنات في تلك الفترة؟
الأب: لا يا ولدي.. إذا فعل صالحا تحسب له حسنات، وهذا يدل على رحمة الله بالعبد منذ طفولته؛ ففي هذه الفترة إن استقام الطفل وسمع كلام الله وأطاع أمه وأباه، فسوف تكتب له الحسنات.
الابن: وما هو كلام الله؟
الأب: هو أن يفعل الإنسان الخير لكل الناس، من يعرفهم ومن لم يعرفهم ومن دون انتظار أي مقابل، وأن يحاول تغيير الخطأ أينما كان وبكل الوسائل.
وبعد سفر الأب بعامين، وصل الطفل إلى 12 سنة، ومنذ ذلك العمر حتى سن الرابعة عشرة نفذ كلام أبيه وعرف بين معارفه بالطفل الرشيد،
فقرر أن يكتب كل ما حدث في هذه الأعوام ووضع لقصته عنوان: “الطفل الرشيد” فحققت القصة نجاحا رائعا واستفاد منها كل الأطفال وطبقوها على حياتهم، فصارت حياتهم أجمل مما كانت