شباب يكتبون تاريخ مصر
بقلم / الكاتب الصحفى
أشرف عبوده
رئيس التحرير التنفيذى
الشباب أغلي ماتمتلك الأمة ، الأمة تمتلك كثير من المقدرات .. مقدرات اقتصادية ، ومقدرات عسكرية ، ومقدرات جغرافية ، ومقدرات إنسانية وأغلي ما تمتلك الأمة المقدرات الإنسانية وأغلي المقدرات الإنسانية هم الشباب . و إذا أردت أن تعرف مستقبل أي أمة فلا تسل عن ذهبها ورصيدها المالي، فانظر إلي شبابها واهتماماته ، فإذا رأيته شباباً متديناً ولدية انتماء وطنى لارضه وشعبه فاعلم أنها أمة جليلة الشأن قوية البناء ، وإذا رأيته شباباً هابط الخلق ، منشغلاً بسفاسف الأمور ، يتساقط على الرذائل فاعلم أنها أمة ضعيفة مفككة ، سرعان ما تنهار أمام عدوها .
فاليوم اعرض عليكم بطل مقالى وهو قائد المدرعة العسكرية “البطل الأسطورة ” الذى خاطر بحياته دون أن يفكر لأجل إنقاذ حياة المدنيين». ليتنا بهذه الشجاعة . وانما يوجد نماذج من الشباب المصرى الناجح …
“فدائية لا تعرف الخوف.. شجاعة لا تهاب الموت”.. هي العقيدة التي تربى عليها المجند المصري داخل القوات المسلحة المصرية، وتجسدت في كثير من المواقف البطولية على مر الزمان.
هذه المرة كان بطلها مجند مغوار تمكن من إحباط عملية إرهابية كبرى كانت تستهدف إحدى كمائن القوات المسلحة جنوب مدينة العريش والتي كان سينتج عنها خسائر جسيمة في الأرواح قد تصل إلى استشهاد ما يقرب من 50 إلى 60 فردًا من المدنيين والعسكريين.
من أنت؟.. أى بطن طيبة حملتك؟.. وأى أرضٍ خصبة أنبتتك يا بطلنا الجديد؟.. يا بطلنا الشجاع الثابت الذكى.. ما سر هذه الثقة التى استشعرناها كلنا وأنت تقود دبابتك لتدهس العربة “المفخخة” بمن فيها من “القتلة الجبناء”، وتنقذ أرواح العشرات من المدنيين وزملائك من العسكريين فى كمين العريش.
أسألك يا قائد الدبابة، كيف اكتسبت سرعة البديهة هذه والذكاء الفارق هذا والتفكير السليم المُرتب الذى اتضح من تحركك بهذه السرعة لتدهس العربة، وتنبه جميع المتواجدين فى الكمين للخطر، ثم تعود وتبنه زملاءك وتبتعد كذلك عن الموجة الانفجارية، لتحمى الآلة العسكرية التى تقودها، كل ذلك حدث فى ثوانٍ معدودة كان الارتباك بها كفيلا بضياع كل شىء وسقوط العشرات من الشهداء من رجال الجيش والمدنيين؟ والإجابة نعرفها يا صديقى، نعرف أن الله ألهمك الثبات، فتحركت وزملاؤك بما يمليه عليك الواجب المقدس، فتلاشى الخوف والارتباك وساد قلبك الاطمئنانُ والثقةُ، فكان تصرفك مثاليًا وثابتًا استحققت الإشادة عليه من كل المتابعين فى العالم، واستحققت أن تكون بطلًا ملهمًا لدى كل المصريين، وأن تخلد قصة بطولتك لتروى للأجيال القادمة كقصة ملهمة من بين آلاف القصص التى يحفظها التاريخ المصرى عن أبطال جسدوا معنى التضحية من أجل هذا البلد. فتحية لك وتحية لكل رفاقك ولقادتك فى أرض معركة الشرف والكرامة.
ومنذ ايام قليلة .. لفت الشاب «ياسين الزغبي»، انظار العالم إليه، بقوة إرادته، فقط أنظر لابتسامته الراضية بعد استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له خلال افتتاج جلسات أعمال المؤتمر الوطني للشباب وكاميرات الإعلام، ليصبح بعدها حديث مواقع التواصل الاجتماعي ، هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها ياسين أمام جمهور كبير، فقد استضافته الفضائيات سابقا، وتحدث عن قصته ورحلة كفاحه منذ عام 2014 ، لقد فقد ساقه اليسرى عندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا وذلك بعدما تعرض لحادث بشرم الشيخ وصدمه قارب أثناء السباحة وتمكن من تركيب ساق صناعي بعد قيامه برحلة علاج بالخارج ، دخل في تحدي ركوب الدرجات الأول بعد تمكنه من التدريب على موازنة الخطوات عقب تركيب الساق الصناعي ، في شهر نوفمبر عام 2015 شارك في رحلة مدرسية لركوب الدراجات حتى “العين السخنة”، والتي أعلنت عنها مدرسة “الجزويت”، وكانت هذه اللحظة هي الحافز له لمواصلة حياته واستمراره في ممارسة رياضة ركوب الدرجات ، قاد الدراجة من القاهرة إلى العين السخنة في مدة 7 ساعات ، شارك هذا العام في مؤتمر”نينجا وريور بالعربي”، وحصل على تشجيع كبير من المتواجدين بعد نجاحه في تخطي أول حاجز في المرحلة الأولى؛ ولكنه خرج من السباق بسبب الحاجز التالي ، سافر “ياسين” للعديد من المحافظات من أجل جمع رسائل تحمل شكاوى ومطالب الشباب غير المشتركين في مؤتمر الشباب الرابع بالأسكندرية حتى وصل لتسليم الرسائل للرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال المؤتمر، ووعده الرئيس “السيسي” بتلبية كافة المطالب الموجودة في الرسائل التي جمعها من المواطنين.
أما الشخص الثانى ، فهو لاعب رفع أثقال من ذوى الاحتياجات الخاصة تمكن خلال عام واحد من ممارسته الرياضة من أن يصبح بطلا عالميا وحصل على 10 ميداليات ذهبية خلال عشر سنوات واخرى طالبة صيدلة لاعبة كاراتيه حصلت على 5 ميداليات متتالية فى بطولات العالم، كما ضمت النماذج أحد المهندسين فى مجال الميكاترونكس حصل على درجتين من الماجستير من جامعات أوروبا، كذلك طالب يبلغ من العمر 20 عاما أصبح صاحب 25 اختراعا منها استخدام المياه كوقود للسيارات بدلا من الغاز والبنزين.
بالاضافة اول شاب مصري يصعد إلى قمة جبل إفرست .. قمة أعلي جبل في العالم.. تحدي صعب.. يحتاج إلى عزيمة وإصرار من فولاذ.. وخيال خصب.. يجمح من مصر إلى نيبال.. ليصل إلى القمة.. وينجح في تحقيق حلمه وأسطورته الشخصية.. رحلة تأخذ من الإنسان الكثير من الوقت والمجهود والتدريب والمذاكرة لكنها تعطيه أكثر من هذا.. هذا الشاب هو مثل وقدوة لشباب كثيرين لا زالوا يخافون من الإقدام علي تحقيق حلمهم وأسطورتهم الشخصية.. ففكرته وأسلوبه لا تخطر لأحد علي بال حتي في الأحلام… لكنه استطاع أن يفرض أسلوبه وفلسفته الخاصة علي كل المقدرات.
أنا أعتقد أن كل شاب يجب أن يخلق الفرصة لنفسه فلا يجب علينا الانتظار أن تأتي الفرصة لنا أو تتاح لدينا بأي صورة من الصور ومن المهم جدا أن كل فرد يتعلم مهنة أو حرفة و يحاول أن ينفع بلده بها وليس من اللازم أن يكون في مصر بل من الممكن أن ينفع مصر من الخارج