فى ذكرى رحيله.. حكايات طه حسين

فى ذكرى رحيله.. حكايات طه حسين

                                                       

لا ينكر أحد أن طه حسين واحدا من أبرز العقول المصرية عبر تاريخها، شغل نفسه بالهموم الثقافيه للمجتمع وانشغل الناس به وبأفكاره، حتى الحكام الذين عاصرهم .. كانت له معهم حكايات:

طه حسين هو طه حسين علي سلامة، والمعروف باسم ( طه حسين )، عميد الأدب العربي، ولد في 14 ( نوفمبر ) عام 1889م، وعاش طفولته في الصعيد المصري، في محافظة المنيا، وفقد بصره بعمر الثلاث سنوات بسبب عدم علاجه بطريقة جيدة، وتغلب على فقدان البصر من خلال اعتماده على الخيال في تكوين صور لوجوه أفراد عائلته، المكونة من والده، ووالدته، واثني عشر أخاً وأختاً، وقد عاش حالة من الانعزال، ولم يكن يلعب مع باقي الأطفال، وفي عام 1917م تزوج من سيدة فرنسية اسمها ( سوزان )، تعرف عليها أثناء دراسته الجامعية في فرنسا. تعليمه التحق في الدراسة بكُتاب القرية، وتميز كواحد من الطلاب الأذكياء في حفظ وفهم الدروس المختلفة، وحرص على الاستماع لقصص الأنبياء والفتوحات، واتقن تجويد القرآن الكريم، وحفظه كاملاً وهو بعمر السبع سنوات، وفي عمر الأربعة عشر عاماً غادر قريته، متوجهاً إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، ولكنه لم يتعامل بأسلوب جيد مع شيوخ الأزهر، وكان ينتقد أغلبهم، مما تسبب في طرده. وفي العام الذي طرد فيه التحق طه حسين في الجامعة المصرية، ودرس فيها الحضارة الإسلامية، والمصرية، والفلسفة، والأدب، وعمل على إعداد رسالته في الدكتوراه، ليكون أول طالب يحصل على هذه الدرجة من الجامعة المصرية، وتقدم بطلب لإكمال دراساته العُليا في فرنسا، والتحق بجامعة مونبلييه ، ومن ثم أكمل دراسته في جامعة باريس، ليحصل على درجة ثانية من الدكتوراه. عمله بعد أن أنهى دراسته في فرنسا عاد إلى مصر، وعمل أستاذاً للأدب العربي في الجامعة المصرية، ومن ثم عُين عميداً لكلية الآداب فيها، ونتيجة لبعض المشكلات التي واجهها أُحيل للتقاعد، وعمل على تحرير جريدة ( الوادي )، ولكنه عاد مجدداً للعمل كعميد للكلية، وعمل في وزارة المعارف المصرية، ثم عُين رئيساً لجامعة الإسكندرية، وفي عام 1950م شغل منصب وزير المعارف في الحكومة المصرية، وكانت هذه آخر وظيفة يشغلها، ليتفرغ بعد ذلك للعمل الأدبي. مؤلفاته لطه حسين العديد من المؤلفات الأدبية، التي انتشرت في المكتبة العربية، ومنها مؤلَّفُه وعنوان رسالة الدكتوراه الأولى ( عن أبي العلاء المعري )، وأثيرت له العديد من المشكلات الكبيرة بين السياسيين والمثقفين، واستمرت الأزمات تلاحقه، وازدادت عند نشره كتاب ( في الشعر الجاهلي )، وفي خضم ذلك عمل طه حسين على تأليف كتاب اعتبر من أوائل الأعمال الأدبية التي تهتم بكتابة السيرة الذاتية، وكان هذا الكتاب ( الأيام ) والذي يعد عملاً إبداعياً، ولم ينشر في البداية ككتاب كامل، بل تم نشره على شكل أجزاء متتالية، في أعداد مجلة الهلال عام 1926م. وبدأ الكتابة عن طفولته كما عرفها، وفقدان بصره، وطريقته في تناول الطعام، وبدايته في التعليم، والحياة القاسية التي عاشها، ودراسته في فرنسا، وزواجه، وعودته إلى مصر، والعديد من الأحداث الأخرى التي حصلت في حياته، ليتمكن طه حسين من خلال هذا الكتاب بنقل صورة عنه للقراء، وتم جمع كتاب الأيام كاملاً، وتوزع على ثلاثة أجزاء. وفاته توفي طه حسين في القاهرة بمصر، في تاريخ: 28 ( أكتوبر )، عام 1973م.

طه حسين والملك فؤاد                    

فى سنة 1932 صدر قرار من وزير المعارف أحمد لطفى السيد بنقل الدكتور طه حسين من الجامعة إلى كبير مفتشى اللغة العربية، فأثار هذا القرار استياء طلبة كلية الآداب، فأضربوا عن دروسهم و شاركهم فى ذلك طلبة الكليات الأخرى.

وحسبما نشرت «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق» كان سبب استبعاد «طه» هو ما أثاره كتاب «فى الشعر الجاهلي» من أزمة تمت استغلالها سياسيًا.

و كانت هناك أسباب أخرى إضافة على ما سبق، منها رفض طه حسين منح الدكتوراه الفخرية لبعض الأشخاص الذين حصلوا عليها، ومطالبته بإعطائها لآخرين.

طه حسين وجمال عبد الناصر

يرى الدكتور جابر عصفور، فى إحدى مقالاته ” أنه فيما يتعلق بالثقافة فإنى أؤمن أن مشروعها الناصرى ليس سوى تطبيق لأهم العناصر العملية فى كتاب طه حسين “مستقبل الثقافة فى مصر” الذى فرغ طه حسين من إملائه سنة 1938. وكان ذلك بعد أن حصلت مصر على استقلالها بموجب معاهدة 1936. ولكن أين نجد المشروع الناصرى للثقافة؟ الإجابة موجودة فى المجلدين اللذين كتبهما ثروت عكاشة بعنوان: «مذكراتى فى السياسة والثقافة». لقد اهتم ضباط يوليو 1952 بالإعلام فأنشأوا وزارة للإرشاد القومى تولاها فتحى رضوان، وكتب عنها فى كتابه عن أشهر عمله مع عبد الناصر، ثم اتسعت تسمية وزارة الإرشاد لتضم الثقافة، إلى أن روئى استقلال الثقافة بوزارة مستقلة سنة 1958. وعهد عبد الناصر بالوزارة إلى ثروت عكاشة مرتين، فقد أوكل إليه تحقيق الحلم الذى كتبه صلاح جاهين وغناه عبد الحليم حافظ عندما جعلنا نغنى معه: زصناعة كبري. تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا فى كل قرية عربية.

طه حسين والسادات                                                                

فيما يتعلق بالسادات فإن علاقتهما كما تسجلها الكتب كانت قبل أن يصبح السادات رئيسا لمصر، حيث صدر مرسوم فى 12 يناير 1950، بتعيين الأديب طه حسين، وزيرا للمعارف، فى حكومة الوفد، وبقى فى منصبه حتى سنة 1952.

خلال هذه الفترة، بعث الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما كان سكرتيرا للمؤتمر الإسلامى، برسالة إلى طه حسين، يطلب منه كتابة بعض البحوث الخاصة بالإسلام، وتشمل القرآن الكريم وعلم الحديث وحرية الإرداة والفكر فى الإسلام.

 

 

شاهد أيضاً

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس المال البشرى لتحقيق التنمية)

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *