بين المطرقة والسندان
بقلم / عباس عبدالجليل عباس
قطرات هي تحدد معالم الفكر وتفصح عن مكنون صاحبه، فتلك القطرات ماهي الا أحرف تشابكت بعضها البعض حتى صارت كلمات ثم مالبثت أن تكونت منها بعض الجمل، محددة نوعية المداد وماهيته، ان كان فبه ونعم، وان لم يكن، فسلام قولا من رب رحيم، نعم هي الحقيقة فالقلم واحد والمداد متغير،فمتى كان المداد مسمما فهو قاتل لامحالة ومتى كان ترياقا فبحول الله ومشيئته شفاءه ناجع،
فيا سادة اذا رأيتم القلم يتحرى الصدق ويسعى اليه دون اكتراث لعاقبة فاشهدوا بنقاء مداده
ومتى حاد القلم عن القيم والمبادئ والطريق القويم التي اساسه الايمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله،فقد خاب مداده وخبث، فياحامل القلم،مدادك هو ماتربيت عليه من قيم ووقرت بقلبك وصدق عليها عملك ورسالتي هذه هي لي، قبل أن تكون لك، حافظ على طهر مدادك ونقائه واعلم أن كل مايقدم في كؤوس من الذهب ليس بالعسل أو بالحليب المصفى واعلم أن ماوضع في إناء من حجر أو شجر ليس بالضرورة أن يكون غير مضمون مشربه فربما كان هو الترياق،هذا ولتعلم أن نجاعة الدواء في مرارته وأن خبث الداء في صغر فيروسه ودقته.