مازالت السفينة تبحر
بقلم / رءوف مصطفى
وتسير سفينة الحياة بنا في امواج عاتية لاتعرف الاستقرار فتعلو بنا أحيانا وتهبط بنا أخري فلا ندري لماذا علت ولاندري لماذا هبطت؟! يطول ليل ويقصر بعده نهار وهكذا ونحن لاندري شيئا عن انفسنا ولا أين تتجه بنا السفينة بل عجزنا عن معرفة بعضنا البعض نحن ركابها. فالوجوه وجوه بشر لكن يسيطر عليها الأنا بل وتحكم من قبضتها علينا. فنجد العيون زائغة والأطراف تتحرك بعشوائية. فالأمر جلل والتشتت واقع والحزن سائد واليأس قائد.
فمنا من رضي بحاله ومكث بالسفينة، ومنا منا من حاول توجيهها من اجل أن ينجو، ومنا من قفز في البحر. لكن مازالت السفينة تبحر بنا ونحن في حيرة من أمرنا ولاندري من الناجي؟!
هل من بقي بها وقنع بحاله أم من حاول توجيهها مرات ومرات وفشل؟!
أم من قفز في البحر ظنا منه أن يلتقمه حوت يونس؟!.
أيها البر أيتها اليابسة متي تظهرين لنا؟
فنحن في حاجة إليك، فنحن منك وانت منا. فلتأتينا إن كنت تؤمنين بأدني صلة قرابة بيننا ؛ فالموت في باطنك مريح عن حياة خادعة نعيش فيها في متاهة وغربة مع من نعرفهم ونلقاهم.
فأي شيئ قسوة بعد ان وجدت نفسك غريبا وانت وسط أهلك. ماهذا ضوء قمري وأناس بشوشة ومروج خضراء، أهذا هو الأمل؟ نعم هو كاد أن يتحقق. إني أطير في الهواء والجو ربيعي، ماهذه الروعة؟!
أخيرا أشعر بالرضا والسعادة. رحماك ياربي فأنت رب غفور واسع الرحمة، الآن أراكم صغارا ودنياكم حقيرة جدا. الحمدلله هاهي السعادة والنعيم