شهر رمضان هو “اللمة”
بقلم / اشرف عبوده
رئيس التحرير التنفيذى
شهر رمضان هو “اللمة” التى تجمع شمل الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء ، هو التجمع على الإفطار وانتظار المدفع واذان المغرب فى جو تسوده روح التسامح والمودة
وقفة مع الذات لا بد منها قبل حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الكريم المليء بالفرص الإلهية للتوبة والعودة إلى الله فهو باب المرور إلى النجاة يفتحه الله لنا في كل سنة فهل نستفيد منه أو نضيعه؟وهل نعترف إذا كنا قد ضيعناه؟ سؤال موجه للجميع وهو دعوة للوقوف لحظات مع أنفسنا لنتأمل في أعمالنا في هذا الشهر الكريم في السنة الفائتة ونعترف إذا كنا قد أخطأنا وضيّعنا أيامه ولياليه النورانية من دون أن نقطف من خيراتها وبركاتها زاداً يغنينا في الدنيا والآخرة.
عندما يكون الاقتناع بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة موجوداً وان وقوع الاعتراف يعني وقوع نية التصحيح يتبدد الخجل وتزول الرغبة في إخفاء الحقيقة
وأحياناً يدرك الإنسان منذ البداية أن هناك مشكلة تعترض الطريق الذي يريد أن يسلكه لكنه يسمح لنفسه بالتغافل عن وضع الحلول المناسبة وهذا ينطبق على ما يحصل للبعض في شهر رمضان حيث يكون لديهم الاهتمام بالاستفادة من أوقات هذا الشهر الكريم لكن عند مواجهة أي عائق يمنع من تحقيق هذا الهدف ينجرفون في الاستهتار وتكون النتيجة كالتالي:”انقضى شهر رمضان حاملاً معه سجلاً مليئاً بالإهمال والتقصير ، قد ينسب البعض التقصير الذي يقومون به في شهر رمضان إلى ظروف يعيشونها كالعمل مثلاً والذي يتطلب تفرغاً كاملاً لأوقات محددة خلال النهار فهل يشكل عمل الإنسان عائقاً أمام رغبته باغتنام أوقات شهر رمضان في العبادة والتوجه إلى الله؟
لا يجب أن يسمح الإنسان للظروف أن تتغلب عليه وتجعله يضيّع أوقات هذا الشهر فالإنسان أحياناً يحاول خلق الحجج لتغطية تقصيره لذلك فقد يردّ البعض التقصير الذي يقوم به إلى أسباب كالعمل أو غيرها وقد تقول امرأة مثلاً أن الاهتمام بالأطفال يأخذ كل وقتها وهذا لا يمكن أن يكون سبباً مقنعاً لان العبادة في الأصل هي حالة روحانية يعيشها الإنسان في داخله وتنعكس على تصرفاته وأعماله”.
وهذه القناعة التي تمتلكها هذه الأخت لا تتواجد فقط في الحالة التي يكون فيها عمل الإنسان مريحاً لأنها تعتبر أن لكل عمل التعب والجهد الخاص به ولذلك فهي تضيف قائلة: “لا يمكن لأحد الإدعّاء انه لم يستطع تفريغ وقت كافٍ للعبادة بسبب العمل أو أي شيء آخر لأننا نسمح لأنفسنا بتضييع ساعات في مشاهدة مسلسلات وبرامج أعدت للشهر الكريم على التلفزيون ثم نتأسف على الظروف التي حرمتنا من استغلال أيام وليالي شهر رمضان والتي أدت إلى عدم انضمامنا إلى لائحة الساعين لإنقاذ أنفسهم من الشقاء والهلاك”.
أن العبادة المطلوبة في شهر رمضان الكريم لا تتضمن فقط الصلوات والأدعية والمناجاة وقراءة القرآن بل هناك جانب معنوي مهم جداً وهو حسن الخلق والورع عن محارم الله لذا فإنه يجب أن يكون شهر رمضان فرصة لتحسين الأخلاق واتباع التقوى في جميع المواقف والأفعال والعبادة تبقى ناقصة إذا كان التركيز فقط على العبادات ولا تكتمل إلا بتهذيب النفس وإصلاح كل السيئات التي تعاني منها والقيام بهذا لا يمكن أن يعيقه عمل أو يضيّعه شيء”. وبعد هذه الاعترافات يبقى التأكيد على أن الإقرار يجب أن يتبعه قرار فهل نكون مستعدين عندما يدق شهر رمضان أبوابنا؟