” قصة قصيرة “
إشراقة أمل
بقلم / محمود السمان
“ايوه حاضر من عنيا”….كانوا دايما بيسمعوا الكلمة دي منها, فهي كانت للمستشفي عبارة عن القلب الكبير الذي يتسع للكثير و اليد التقية المتقنة في انجاز أعمالها. انها “أمينة” تلك الممرضة البحر الواسع الذي يمتليء بالخيرات.
كان فعلا اي حالة جديدة تدخل المستشفي , كانت ترعاه رعاية من قلبها بعطف تلك الام الحنون , وعلي غرار وعكس ما يحدث يوميا, أن جأءت حالة في وضع خطير وقد أشرفت علي موعد مع النهاية ويسيل منه دماءا كثيرة أثر حادث علي الطريق في بدايات هذا الصباح, ومن حسن الحظ للمريض ان استقبلته أمينة وقد استقبلته مسرعة في لملة جراحة ودماءه التي تسيل منه –دون تذكر جرح ليلة أمس- ومرت تلك الواقعةعلي خير.
“هيا يا جماعة أجمعوا ها هنا” انها تلك الكلمات التي سمعها ممرضات المستشفي في صباح أحد الايام , في إحدي الدوريات الطبية, للاطمئنان علي صحة العاملين بالمشفي , وكانت نتيجة الفحص انها مصابة “بفيروس سي” سألها أحد الأطباء وقتها “هل تعاملت مع دم بصورة مباشرة وكان لديك جرح ؟؟!!” فدارت في ذاكرتها العديد من الحالات ولكنها كانت تعاملهم كلهم لاداء واجبها وبحذز تام
“أه نعم تذكرت انها تلك المرة التي كانت فيها دماء كثيرة لهذا القادم من حاثة.”
حينها أصابها الحزن إذ علمت بهذا الخبر وتفاقمت بجانب هذا بأن الفيرس نشط , إذ يتحتم عليها البدء في العلاج, وطبعا لا يصح أن تكون الممرضة هي المريضة إنها من المحتمل ان تعدي أحد الاصحاء عن طريق الدم بالخطأ, فلذا تم إيقافها عن العمل حتي يتم شفاءها .
قد أثرت تلك الحادثة عليها فكيف انها كانت تعمل الخير وقد أصابها هذا المرض الذي يكفي بأن اسمه قد يسبب بعض الانزعاج بل كل الانزعاج ,ولكنها كانت تتذكر دائما أنها اخلصت العمل نية الاتقان والاحسان و التقرب الي الله , وهذا ما كان يطمئنها إذ إن الله معها ولعله اختبار ليري صنيعها.
وفي طليعة أحد الايام- بعد أن ثقل عليها العلاج وظواهره المتعبة وبعدما قررت أن توقف العلاج-
جاءتها احدي زميلاتها تقول لها بانهم يرودونك اليوم ضروري في المستشفي, تفاجأت وتسألت : هل قرروا أن يتم إعداتي مرة أخري للعمل وأنا مازلت مريضة؟؟؟!!! ربما لا
فذهبت معها إلي المستشفي وحينما دخلوا الي غرفة الممرضات , وجدت بانهم قد أعدوا لها مفأجاة لم تعهدها من قبل, ” كل سنة وانتي طيبة يا أمينة”
“وهابي بيرز زيتويو يا أمينة” قد
أجتمعوا معظمهم للاحتقال بعيد ميلادها وقد نسيت ذلك منذ فترة ” ولكن عيد ميلادي ليس الأن ” قالت لهم أمينة , ردوا قائلين : حتي تكون مفأجاة ذات سبق وحتي لاتتوقعين ما نجهزه لك.
وكأنهم قد أجتمعوا يدعموها بقلوبهم لا بالشفقة عليها , وكأن ذلك وًلد عندها العزيمة والقوة حتي تستكمل مسيرة العلاج وانها ن شاء الله سوف يشفها الله قريبا .
أمينة بتحكي دلوقت في أول يوم بعد ما ربنا تمم لها الشفاء علي خير وطلعت نتيجة التحاليل بالسلب – أي أنه لا يوجد بقية من هذا الفيرس اللعين- وهي بتحكي الكلام ده دمعة سقطت من عنيها حينما يسر الله لها طريق العلاج وحقا “الخير مابيضعش” وشعرت بحب الناس المحيطين بها وبقوة إرادتها .
وأمينة دلوقت أصبحت كبيرة الممرضات في المستشفي وختمت قائلة ” انا الحمد لله بقيت زي البومب” حمدا الله علي السلامة يا حاجة أمينة.