خطوة بالتحديد
بقلم / محمود السمان
تعلم طبعاً المقولة المشهورة التي جاء في نصها ” إذا أردت النجاح في حياتك ، فليكن لك في البداية هدف كبير او عدة أهداف تتحرك من خلالها .”
أنا صراحة لا أعلم متي أصبحت هذه الجملة مشهورة؟؟! ومنً الذي قالها؟ لعلي الان فقط استنتجتها من محيط الحياة العامة ، ولكن يا صديقي فلتعتبرها مشهورة عشان خاطري وكأن حد مشهور هو الذي قالها .
عموماً سوف تسمع الكثير والكثير في هذا المجال ، ان تجد الذي يقل لك لابد ولزاماً أن يكن لك هدف منشود وطوح غير منضود وأمل غير مردود.
كلام من صفاته ان يُحرك ساكناً قد استقر فيك ، أن تنتفض حاملاً شعلة في يديك لكي تتقدم نحو هدفك هذا ، ولكن يبقي السؤل الذي حير الجميع ومن المفترض إنه هو السؤال التقليدي، هل علمت السؤال بعد ؟! لا تقلق سوف اُخبرك به ، إنه ماهو هذا الهدف ؟!
بالظبط كل منا حينما يسمع ذلك الكلام – وهذا كلام لا غبار عليه – أن يكن لك منبع لحركة حياتك المحرك الي يجعلك توجه تصرفاتك الي الصالح العام لهذا المنبع ألا وهو الهدف.
فهناك إذا عدة اسئلة سوف استفتحها معك ولنحاول معاً أن نصل إلي نقطة انطلاق حتي تتعدل مسيرة حياتنا .
وكما قلنا بأن السؤال الذي يطرح نفسه الأن علي الساحة .. ما هو هدفي؟!
وتستمر في البحث عنه حتي ننسي أصلاً من مجريات الأحداث والوقائع وحتي ينتهي سحر وقع تلك الكلمات المبهرة في نفسك ، وتقل إن تذكرت ” ياله من هُراء” تُرهات يضحكوا بها علي عقولنا ونحن لاندرك كيفية استخدامها بالشكل المناسب .
فلننظر سويا – ياعزيزي- ما هو وجه الخلل في الموضوع ؟ أو الخلل في التنفيذ إن صح القول بعبارة اكثر سلامة .
لي صديق كلما اُحدثه في موضوع القراءة يقول لي ” لا أطيق المدة التي اتثمر فيها امام الكتاب ياله من وقت مرهق ، فكيف أطيق ان اقرأ ياأخي أنا كده حلو ومستريح روح اقرأ انت وتعالي احكيلي لما تخلص .”
كان هذا بالنسبة لي محل استغراب ، كيف هذا أو يُعقل هذا ؟؟!
في وقتها أدركت شيئاً مهماً للغاية أدركت أن لكل منا اهتماماته الخاصة به وشغفه الشغوف به الذي يعطيه وقته ومجهوده من كل قلبه هذا هو المحرك الاساسي له والتي تنشئ عن فكرته وقناعته التي كونها عن الأشياء فذلك صاحبنا الذي وضع في جم عقله بأنه لا يعشق القراءة ولا يهواها وبالفعل بدأ يسير وفقاُ لهذه القاعدة وهذا المبدأ الذي أصبح الان حتمياً مترسخ في ذهنه .
وبالطبع من الممكن أن تتغير هذه الفكرة والقناعة تباعاً وخطوة بخطوة لا خلاف علي ذلك ، وكن يتبقي ها هُنا كيفية تعاملك وانسياقك مع هذه القناعة هي التي سوف تفرض سيطرتها أم أنت الذي سوف تُغير رتم الأحداث مُحدثا نقلة جديدة في حياتك .
أنهم يسمونها ب ” القناعة الفكرية” ما تحمله في رأسك من مباديء وقيم أنت قائم علي السعي بيها وهي المحددة لحركة حياتك .
وتكمن كلمة السر كلها في كلمة لابد أن تُدرك معانيها الفاضلة لا علي أن تأخذها بمحمل التهاون وهي كلمة ” التواجد” و اختها التي تشبها كثيراً في الحروف ولكن اختلاف في المعني هي كلمة ” التحديد”
فأما الأولي هي لك انت ، أنت الذي تُهيء نفسك أن تتواجد في أماكن مختلفة مُفعمة بما يخص المنبع الذي تتولد منه شغفك وتحركاتك ، هذه الأماكن بدورها أن تُعينك أن تُذكرك إن نسيت – ومن منا لا ينسي- أن تمسك بيديك حين تمل من مواصلة الطريق وجزء منها ان تتواجد في محيط يشد بيديك من جميع الجوانب الي تحقيق مرادك ان يقل لك دوما ” انك قادراً علي المُضي قدما مهما كانت الظروف التي يمكن أن يكن لها رأياً أخر”قد علمونا من طفولتنا المقولة التي طبعت في أذهاننا ” اختار الرفيق قيل الطريق”
نعم شيئاً في غاية الروعة والجمال أن تُحدد من سيرافقك في طريقك في المنبع في كيفية الوصول للهدف هذا لان علي أساسه سوف يأما يدفعك الي الأمام الي مزيد من الانجازات أو يُطيح بك الي نهاية السُلم. ولكن اجعلنا نفترض باننا لم نقابل أحدا يحمل ما يقارب نفس المنبع لدينا هل معني هذا ألا أسير في الطريق؟! بالطبع لأ ، فإذا رأيت الطريق فلا مانع من المشي فيه حتي لو لم تجد رفيقك هذا بمعني لا تجعله عاملاً مُثبطاُ لك في تعطيل حركتك بل كل الفكرة تواجد انت .
وأهمها وأعلاها منزلة علي الإطلاق هو سؤال لابد ان تُجيب عليه ، ليس من منظور الإحتياج فحين تُحقق الرغبة و تُشبع عملية الإحتياج سوف تنطفيء شعلتك وينخفض وميض سراجك ، ولا تنظر إليها أيضاً من منظور الغالبية وتردد الجملة المغلوطة الشهيرة ” هو كله بيعمل كده !” ولا يكفي بأن الجملة مشهورة حتي تتبعها.
بل انظر مفكراً من منظور ” أنت” وتفكر قبل القيام بأي خطوة ماالذي أريده بالظبط؟
أو بالمفهوم البلدي البسيط ( أنا عاوز إيه من الموضوع ده؟) .
وهنا أحب أن اُبشرك بأنك قد أخذت أولي الخطوات في مسيرتك ، وهذه الخطوة التي سمينها منذ البداية إنها خطوة تحديد .