الأزهر ضمير الأمة
بقلم / رءوف مصطفى
سيظل الأزهر على مدى التاريخ هو عقل الأمة ورمز للوسطية لا يحيد ولا يميل إلى تيار بعينه أو إلى مذهب بذاته فهو يلزم العدالة والأحكام المبرأة من الأهواء وتاريخه إن شئتم لتتعرفوا على مكانته فعلى سبيل المثال ” كان الشيخ شبراوى وهو الإمام السابع لمشيخة الأزهر موقف تاريخي رواه الجبرتي وهو أن مسيحيي مصر أرادوا الحج إلى القدس وطلبوا من الشيخ الشبراوى فى ذلك الوقت السماح لهم بذلك فأصدر الشيخ فتواه الشهيرة التى كان نصها (أن أهل الذمة لا يمنعون من ديانتهم وزيارتهم ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ) فسادت الفرحة أجواء الكنائس فى مصر وبدأت بعض الأصوات تستنكر فتوى الشيخ وتعتبره متخاذلا لكنه أصر على موقفه وكان للأزهر دور أيضا في حفظ اللغة العربية بعد سقوط الدولة العباسية فى بغداد ثم تتريك الدواوين زمن العثمانيين ولولا الأزهر فى ذلك الوقت ما كان لي ولا لك أن تعرف شيئا يسمى باللغة العربية وأيضا كان للأزهر دوره ضد الانجليز والفرنسيين والقضاء على الفتنة بين مسلمي مصر ومسيحييها عندما اتفق رجال الأزهر وقساوسة الكنائس في مصر على رفض الاحتلال الانجليزي فى ثورة 1919م مما دفع اللورد كرومر المعتمد البريطاني فى مصر بتعديل نظام التعليم وسحب الامتيازات من الدارسين فى الأزهر ومنحها للتعليم المدني حتى الجامع الأزهر نفسه تعرض للسرقة وهو سرقة المنبر الأصلي والتاريخي للجامع وما يزال حتى الآن فى أحد المتاحف البريطانية ولا يمكن نسيان إشعال الروح المعنوية فى جنودنا بعد هزيمة 1967م فلقد كان للأزهر على مدار ست سنوات دور عظيم فى ذلك حتى حققنا نصر أكتوبر العظيم 1973م وهاهو التاريخ يعيد نفسه من محاولات للنيل من شيخ الأزهر الآن فنجده إذا صرح رافضا المجازر التى تحدث لأهل السنة فى العراق من مليشيات الشيعة المتطرفة احتجت الخارجية العراقية واتهمته بالميل إلى السنة ومعاداة الشيعة وإذا أفتى بأن داعش مفسدون فى الأرض تعرض الرجل للتطاول من جانب القلة الباليه الفكر رغم أن حكم الشرع للمفسدين فى الأرض هو تطبيق حد الحرابة حيث أن جزاء من اعتدى على الأعراض والأرواح هو القتل فيا ليت هؤلاء يفهمون (كلمة حق لهذا الرجل ) وأخيرا نجد الأزهر شامخا فى وجه من يريدون النيل منه لأنه الصوت المعتدل على الساحة العالمية الآن كما أنه هو وجه الإسلام الصحيح وقد وضح ذلك جليا فى إجابات الأمام الأكبر أمام أعضاء البرلمان الالمانى(البوند ستاج)حيث وضح:أولا أن الجهاد فى الإسلام ليس منحصرا لرد العدوان فقط بل جعل الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ويدخل فى مفهوم الجهاد الشرعى مقاومة الفقر والجهل والمرض . ثانيا : إن كانت المرأة الشرقية تعانى فالمعاناة فى مخالفة تعاليم الإسلام الخاصة بها والاعتماد على التقاليد الباليه. ثالثا: إن زواج المسلم عقد دينى وليس مدنى يقوم على المودة بين طرفيه وهذا يتحقق من زواج المسلم من غير المسلمة كالمسيحية مثلا فالمسلم يؤمن بسيدنا عيسى وهذا شرط اكتمال دينه ولذلك فهو مأمور بتمكينها من أداء شعائر دينها وممنوع من أهانة مقدساتها أما زواج المسلمة من غير المسلم فالمودة فيه مفقودة فهو لا يؤمن برسولنا محمد ودينه لا يأمره بتمكين زوجته المسلمة إن تزوجها من أداء شعائر دينها لان الإسلام لاحق على المسيحية فهو بذلك يؤذيها بعدم احترام دينها ثم يتحدى شيخ الأزهر الحضور مفحما قائلا :إذا كان هناك معترض على كلامي فأحب أن اسمعه فلم يعترض أحد. ولذلك سيظل الأزهر دائما هو درع الأمة وضميرها على مدى الزمن