رأيت النور
بقلم / على الفقى
ما أن رأيت القبة الخضراء فوق مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى انهمرت الدموع دون قصد ورقص قلبى برعشة خفيفة ، الوجوه التى رأيتها .. كل هؤلاء البشر جاءوا من كل حد وصوب الاستبشار فى عيونهم ، تكبدوا مشقة أسفارهم ومصاريف باهظة من كل أنحاء الدنيا وهم راضون لا يبتغون سوى رضا الله ورسوله ..
كنت أتعجب ! كيف يصور العالم الغربى على أن المسلمين مرتزقة ، إرهابيون ، همجيون ، قاتلون .. كيف ؟ وما أراه فى وجوه هؤلاء الملايين من البشر المسلمين الذين جاءوا منصاعون للطاعة تاركين أولادهم وأهليهم وأموالهم وأعمالهم فى معية خالقهم ليس لشئ غير الالتزام بالأوامر والنواهي يطلبون المغفرة وحبا فى رسولهم الكريم ، رسول الإنسانية جمعاء ، ياليت من يرسمون الصور المسيئة للرسول يشاهدوا هذا المشهد لتجمع المسلمين حول كلمة واحدة ومحبة فى شفيعهم الأوحد ، وكذا من يدافعون عن هؤلاء الشرازمة بحجة حرية الفكر والعقيدة ، لقد سمعت الآلاف من هؤلاء المعتمرين يرفعون أكفهم بالدعاء على كل من أساء للرسول العظيم – أعظم وأكرم خلق الله – عند روضته الشريفة ، كما تركوا عنده (ص) أحلامهم وآمالهم مبلله بأكف الضراعة . نفس الوجوه المضيئة يبكون عند الكعبة الشريفة ويتشبثون بباب الملتزم الذى يقع تحت كرسى عرش الرحمن ، لعل الله يتوب عليهم ويفتح باب الاستجابة لدعائهم بالشفاء والرخاء والمغفرة والرحمة وينهلون من ماء زمزم لأنه لما شرب له بأمر مجرى هذا الماء الذى يأتي من نهر بالجنة .
هؤلاء هم المسلمون الطيبون المخلصون لله ورسوله ثم لأوطانهم . ليس هم الذين يقاتلون من أجل المناصب ولا من أجل الأموال ، ولا من أجل عز فى الدنيا ، بل هم أبسط من ذلك لا يبتغون سوى الستر فى الدنيا والآخرة .
ولا ننكر أن ما يحدث على الساحة العربية من قتال فيما بين الطوائف المسلمة ، فانه بنفث من الشيطان الغربى والأمريكي والصهيوني الذين استغلوا فى الحكام العرب الضعف وهوان شعوبهم عليهم بحبهم للسلطة والكرسي والمال وقد نفضوا عن رؤؤسهم
الديمقراطية والتنمية والإنتاج والمنافسة على العلم والمعرفة والرخاء والعدالة الاجتماعية للشعوب .
وذلك لأن هؤلاء الحكام لم يروا النور الذى رأيته فى وجوه شعوبهم ولم يروا النبوغ المندمج بالسماحة فى العيون ولم يروا الذكاء المقترن بالعبقرية والتواضع فى كلام وأفكار هؤلاء المسلمين .