زفرات قلب
بقلم الشاعر/ سليمان ماضى
أنا أعيش حياتى مطاردا من ذاتى
والشعر منذ ولدت موئلى وحياتى
أطل ورائى على زمن كم مد بى
بالحول والطول وليس كسر فتات
أنا باق على عهدى منذ طفولتى
أقول ها أنا ذا وأقرؤا صفحاتى
انا كطفل فى الحياة يحبو جاهدا
قد يلتقى بحنان أم تمطره بالقبلات
أنا أعيش حياتى بقلب عاشق
يبكى على الأطلال مناجيا مرآتى
كم غدوت جوالا أغرس زهرة
تشيع فى الآفاق عطرا يلطف النسمات
وكم تتوق حياتى ان تحظى بمتعة
تجعل النفس تنأى عن الزيف والبذءات
قد عشت بعضا من سنينى خائفا
شبح الضياع وان تجف قناتى
كم حام حولى أسى عشته ومربى
فى دجى الايام رضيته رغم انه مأساتى
وبرغم خوفى من غد لى يصعر خده
إلا أننى بسنين جد قد بدت قدراتى
رحلت حينا بطول البلاد وعرضها
وسلكت دروبا بها أقصتنى عن الظلمات
ولاح فى غبش الدجى ما يهدهد شقوتى
أهدانى الهى افضل نعمة لحياتى
نجمات وسط الضباب بزت انجما
ازاحت عن كاهلى وعورة الطرقات
وأمدنى ربى بخير عميم بعدما
تجاوزت فى صبر وتململ اغلب الكبوات
وهلت على قلبى ظلال مرور سحابة
أبدلت قيظ حياة عشتها بروضة الجنات
ما أصعب الأيام حين تهزنا فى غلظة
وتديرنا قهرا ضد عقارب الساعات
قد رأيت كثيرا ممن لا يحسن خطوهم
وان ساروا مضوا كنعش لبعض من الاموات
ورأيت من لم يحسنوا شبرا يثبت ذاتهم
ويريدوا ان يكونوا اطبه لبعث رفات
ورأيت من غمسوا فى اوحال خيارهم
قد صاروا لايروا احدا كنوع من الحشرات
هل يستوى نهر يفيض وتجرى معينه
وأخر قد تعطل مجراه بالقييء والقذرات
ليت شعرى يقينى من عذابات تململى
ويفيض على فكرى ببعض نسائم عطرات
فالشعر عندى ملاذى وشاطئ رحلتى
وفى ختام حياتى أبدلنى من الهلاك نجاتى
رفضت طول حياتى أن أكن طفلا صامتا
أو أكن أوراقا مهمشة تخلوا من دلالات
والشعر عندى فلسفة يفيض جلاؤها
يقول حكيم امضى من السيف فى الساحات
سأصدقكم رفاقى وأحبتى بأخر رحلتى
فشعرى منذ قرضته عبقا يفيض بالنبضات
قد عشت حياتى زاهدا لأرث حياتنا
سوى نبض قلب يبق مسموعا على صفحاتى
اجيبونى ماذا سيبقى من جمال عيوننا
بعد الرحيل غير البكاء وفيض من العبرات
وسواد اهداب قد فاق جمالها
وحور عين غمرتها تربة لأعين نضرات
جملت أيامى ببلابل وأسراب حمائمى
وتركت فى قلوب احبتى أصدق الكلمات