الأم وزوجة الابن بقلم / اشرف عبوده رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير التفيذى

الأم وزوجة الابن

بقلم / اشرف عبوده

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير التفيذى

                                                                                    

عندما فكرت اكتب هذا المقال … ما أود السؤال عنه أمر مهم جداً وملح خصوصاً في هذه الأيام التي لم يعد للدين تأثيرٌ كبير على كل تفاصيل الحياة، ولم تعد الأخلاق هي الفيصل ولا الشهامة هي العنوان، ولكنه بصراحة واقع وموجود ونلمس آثاره يومياً

يعتبر الشباب القلب النابض في المجتمع أو هو التيار الدافئ الذي يسرد في أوصال المجتمع فيبعث فيه الحيوية والحرارة ويدفعه إلى الحركة السريعة في جميع الاتجاهات والمجتمع الفني بشبابه هو المجتمع القوي المزدهر واليوم سأتكلم عن قضية خطيرة جدا تهدد المرأة والأسر المصرية …

بالنسبة للشباب تمثل خطورة بالغة إذا لم يلق توجيهاً تربوياً يقوم على دعائم الفضيلة والتمسك بآداب الدين، فالتفكير في توجيه الشباب توجيهاً عملياً صالحاً، وإعداده لتحمل أعباء الحياة الفاضلة ليس بأقل قيمة من التفكير

إنّ مسؤولية تربية وتوجيه الشباب تقع على عاتق الجميع لأنها قضية إنسانية يجب أن يساهم فيها كلّ من له علاقة بشكل أو بآخر بالشباب.. ومن أجل إرشادهم وتمكينهم من تحقيق ذواتهم لابدّ من الاطلاع الكافي على مشاكل الشباب وظروفهم.. فيجب إتباع بعض المناهج والخطط من أجل تنمية طاقاتهم وإيصالها إلى المستوى اللائق للمشاركة في إدارة أمور المجتمع.

ايها القارئ .. القارئة ..

حماة تشكو من سوء معاملة زوجة ابنها، وزوجة تشكو من حماتها، والزوج مذبذب بين هذه وتلك.. ليس نفاقاً، ولكنه يحاول إيجاد حلول لهذه المعادلة الصعبة التي وضع فيها، ومطلوب منه التعامل معها بكل حنكة وتوازن؛ فرِضا الأم واجب عليه، وراحة الزوجة من أهم مسؤولياته.. هذه بعض مظاهر الخلل وعدم الاستقرار التي تعاني منها بعض الأسر.

فإن شريعة الله عدلٌ كلها ، ولذلك فهي تأمرنا بأن نبر الأمهات وأن لا نظلم الزوجات فهن مثل الأسيرات.. ولا شك أن مشاكل الأم مع زوجة الابن هي أصعب المعادلات وأشد الأزمات في الحياة الزوجية، وهي من أكثر الأزمات حدوثاً؛ ويرجع ذلك للأسباب الآتية:عدم وجود التربية الإسلامية الحقة، فنحن بكل أسف نتأثر بثقافة المسلسلات التي تعمق هذا الجرح.عدم فهم نفسية الأم، وذلك لأن كثيراً من الأمهات تغار من زوجة الابن التي جاءت لتشاركها في حبّ ولدها وفي جيبه، وقد يوجد في أخوات الزوج من تغار من زوجة الأخ أيضاً.إهمال بعض الأولاد للوالدة بعد الزواج الأمر الذي يزيد النيران اشتعالاً.ميل بعض النساء إلى امتلاك الرجل والسيطرة على موارده وعزله عن أهلهالتدخُّلات السالبة من بعض الجارات والنمّامات من النساء.التصاق بعض الأبناء بأمهاتهم وذلك في حالة الابن الأصغر أو الوحيد.
إحسان الابن لأمه وأخواته وانقطاع ذلك الإحسان بعد الزواج، وهذا يحصل في حالة الابن الأكبر أو الغني غالبا.
لحظة وتوقف قلمى عن الكتابة … ماذا اكتب هل انصف” زوجة الابن “ام انصف” الام ” وهل يوجود “عدل” فى هذه القضية ام فوز طرف على طرف اخر .

الأصل أن الزوجة تسعى للاستقرار والسكينة في بيت الزوجية؛ فهي تتزوج لتعيش في أسرة سعيدة يكتنف أفرادها الحب والمودة والرحمة والتعاون، ولكن هناك من يحدث منها عكس هذا؛ فهي لا تقبل لحماتها كلمة، وتعاملها معاملة فيها من الشدة والندية ما يحول الحياة بينهما لجحيم لا يطاق. أن تكون هذه الزوجة صاحبة شخصية متسلطة وغير سوية، ولا تقبل التدخل في حياتها ولو تدخلاً طبيعياً. أن يعاملها أهل الزوج معاملة قاسية؛ فتنقلب عليهم وتقابل المعاملة بالمثل.  أن يكون الزوج كثير الحديث عن أهله ولا يعجبه شيء مما تفعله له زوجته؛ لأنه لا يرقى لما كانت تفعله له أمه؛ فتدب الغيرة من أمه في نفسها؛ وهو ما ينعكس على معاملتها لها.  معاملة الزوج لزوجته معاملة سيئة؛ فهي لا تشعر بالأمان والاطمئنان معه؛ وهو ما يؤثر على علاقتها بأهله؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.  عدم التكافؤ في الحياة الاجتماعية؛ فتكون الزوجة مثلاً أغنى من أهل زوجها أو ذات تعليم أعلى منهم.  اختلاف البيئات والثقافات؛ فلكل بيئة أعرافها وتقاليدها التي تختلف عن البيئة الأخرى، وإذا لم يكن كل طرف يدرك ذلك جيداً فإنه سيحدث صدام لا محالة.

أن تكون هذه الحماة عندها حب التملك الزائد حتى لأبنائها؛ فلا تريد أن يشاركها أحد في أبنائها (وهذا الأمر فطري في كل الحموات، لكن نسبته تختلف حسب شخصية كل حماة، وطريقة تعبيرها عنه).  أن تكون هذه الحماة قد عوملت معاملة قاسية من حماتها في الماضي (كزوجة)؛ فيكون انطباعها عن العلاقة بين الزوجة والحماة هي هذه المعاملة التي لاقتها هي.  أن تكون الحماة غير راضية عن هذه الزوجة من البداية، وأن ابنها هو الذي أصر على موقفه؛ فتعاملها الحماة على أنها شخص غير مرغوب فيه في البيت.  أن يُشعر الزوج أهله بأنه يحب زوجته أكثر منهم ويقدمها عليهم. أن يكون هذا الزوج هو الوحيد لأمه؛ فتشعر الأم أن هذه الزوجة ستأخذ منها فلذة كبدها.

لي صديق وصل لوضعٍ نفسي سيئ، وللأسف أن السبب هو مشاكل أمه مع زوجته، وهو يحاول الإصلاح ولكنه يخرج أحياناً في وضعٍ نفسي سيئ جداً، وكان مقتنعاً تماماً بأن أمه هي المخطئة، وأنا أؤكد أيضاً وفعلاً أن أمه هي السبب وبكل صدق وتجرد ولكنه صار يستاء من أمه لدرجة أنه يعتقد أن عندها شرّا وأنها لا تحب له ولزوجته الخير. وأنا -وبكل صراحة- أقول أن الخطأ على الاثنتين، ولكن الأم أكثر بكثير لأنها سيدة الموقف، وما تقوله يُنفذ فوراً، وبأيدها تسعد ابنها وتفرحه وتدخل على البهجة والاستقرار وطفم الحياة .

ولكني بالتأكيد وقفت مع أمه بكل قوة وقلت له: إنها ليست – لا سمح الله – تتعامل بالسحر أو الشعوذة أو أي شيء من هذا والعياذ بالله، وخصوصاً أن هناك نوعية كهذه، وأمه فقط ما تفعله وإن كان غير مبرر أنها تسبب نكداً وضيقاً، وربما لأنه ابنها البكر فهذا يزيد حساسية الموضوع؛ وقلت له: إن صلاح الزوجة مرتبط برضا الأم والإحسان لها، وأن الأم لا يمكن أن تكون إلا الأولى، ولكن بصراحةٍ نحن بشر، والإنسان يتغير بعد سنين من النكد والمشاكل؛

إن غيرة الحماة من زوجة الابن وتسلطها أمر طبيعي جداً، فهي تشعر بأن هناك فتاة سرقت منها ابنها الذي لم يكن في حياته غيرها، وكانت تحظى بحبه واهتمامه له فقط، ولكن الأمر تغير فهناك فتاة أحلى وأصغر منها تحظى بهذا الحب والاهتمام، وتتخوف دائماً من أن ابنها لن يستمر في تدليله لها، وأن تلك الفتاة انتصرت عليها فتبدأ في التدخل في كافة جوانب حياتهما وإثارة المشاكل. وحتى نتجنب هذه المشاكل تعالى نتعرف عليها وهى :
ـ التوازن : يكون هنا الدور الأساسي للزوج في خلق حالة من التوازن في التعامل بين الأم والزوجة؛ بحيث يشعر كلا الطرفين بأنه ليس هناك طرف مفضل على الآخر، ويعطي كل طرف منهم الاهتمام والحب بقدر الطرف الآخر، لإقناع والدته بأنها لن تكون أبداً في مرتبة متدنية عن الزوجة.
ـ السرّية : لابدّ للعلاقة الزوجية أن تحظى بقدر من السرّية؛ بحيث لا يبوح أحد الطرفين بمشاكلهما إلى الأهل فتتفاقم دون جدوى، بل يجب عليهما محاولة التفاهم والتخلص من المشاكل بعيداً عن تدخل أي أحد.
ـ التقرّب : يجب على الزوجة أن تحاول دائماً التقرّب من الحماة ومصاحبتها والحرص دائماً على استشارتها؛ حتى وإن كانت لن تأخذ بهذه النصيحة أو المشورة، ويجب إحضار الهدايا لها خاصة في المناسبات مثل عيد ميلادها أو عيد الأم حتى تشعر بالحب والاهتمام.

واخيرا احب ان اضيف ايضا فى مقالى هذا :

على الزوج أن يراعي اختيار الزوجة المناسبة لوسطه الاجتماعي، وأن يحاول تحبيب أهله في زوجته منذ البداية  الزوج هو همزة الوصل بين أهله وزوجته؛ فليكن فطناً في هذا الأمر؛ وليحرص على إظهار حسنات زوجته أمام أهله، وحسنات أهله أمام زوجته، وليستوعب أي مشكلة ويئدها في مهدها.  إذا شعر الزوج بسوء معاملة من أهله لزوجته ولم يستطع التأثير عليهم؛ فليعوض هو زوجته بأن يغدق عليها مشاعر العطف والحب والحنان التي تشعر معها باطمئنان، وأن لها من تركن إليه إذا ضاقت بها الدنيا والناس جميعاً.  ليحذر الزوج من كثرة حديثه عن زوجته وحبه لها وأهميتها في حياته أمام أمه، وكذلك ليحذر من فعل ذلك عن أمه أمام زوجته؛ حتى لا يوغر صدر هذه على تلك، وليضبط العلاقة بينهما بحيث يظهر أمام كل منهما أنها أحب الناس إليه، ويا حبذا لو أهدى لكل منهما هدايا تؤلف قلبها وتزيد حبه لها. إذا وجد الزوج أن علاقة زوجته بأمه أصبحت متوترة ولا سبيل لتحسينها فليحرص حينئذ على إبعاد زوجته عن أمه والفصل في العلاقة بينهما إلا في الضرورات.

 

شاهد أيضاً

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس المال البشرى لتحقيق التنمية)

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *