المريض ” السبوبة” بقلم / اشرف عبوده

المريض ” السبوبة”

بقلم / اشرف عبوده

 

 

إن العلاقة بين الطبيب والمريض مهمة لكلا الطرفين. فكلما كانت العلاقة أفضل من ناحية الاحترام المتبادل والمعرفة والثقة والقيم المشتركة ووجهات النظر حول المرض والحياة والوقت المتاح، تحسنت كمية وجودة المعلومات المرتبطة بالحالة المرضية للمريض والتي تنتقل في كلا الاتجاهين؛ مما يعمل على تعزيز دقة التشخيص وزيادة معرفة المريض حول حالته المرضية. أما عندما تكون هذه العلاقة ضعيفة، فإن قدرة الطبيب على إجراء تقييم كامل تكون معرضة للخطر ويصبح المريض أكثر عرضة لفقد الثقة في التشخيص والعلاج المقترح

واليوم انقلبت ملائكة الرحمة إلى تجار الآلام، صار اللهث وراء كسب مزيد من الأموال والتربح على حساب المرضى شعار المرحلة، لا تتوقف المنافسة بين المستشفيات الحكومية  والمستشفيات الخاصة او العيادات والمراكز الخاصة على اصطياد المرضى البسطاء لعلاجهم .. وكله بثمنه..؟

«اصطياد» الحالات الخاصة أصبح يعمل به سماسرة، سواء من الأطباء أنفسهم أو غيرهم داخل المستشفى، وينقسم هولاء السماسرة إلى نوعين «داخلى وخارجي»، من خلال وجود شركات متخصصة في جلب المرضى للأطباء والمستشفيات يتم التعاقد معهم، وإيهام المريض بأن التعاقد مع الشركة يجعله يحصل على نسب خصومات على الكشف والعمليات الجراحية، وتلجأ إليها المستشفيات الجديدة التي لا يُقبل عليها المرضى حتى يتردد عليها المرضى

يقع هنا نجاح الطبيب في إقناع المريض بالدخول للقسم الاقتصادى أمر لا يتم «لله وللوطن» كما يتخيل البعض، بل يحصل الطبيب على أجر أعلى أو الدخول تحت بند «الحالات البرايفت»، يسمح للطبيب بتحويل حالات من العيادة الخاصة إلى المستشفى الحكومى واستخدام غرفة العمليات وغرف الإقامة وحصول الطبيب على أتعابه،

و من خلال التجارب نكتشف الحقيقة المرة … أصبح المريض عند أغلبية الأطباء عبارة عن “سبوبة”  يتاجر بها الطبيب فى كل مجالاته من اجل المال دون أى مشاعر إنسانية أو غيرها من الاجتماعية .. الكلام مش كلام عادى تعالى نشوف … أولا عمل تحاليل عند المعمل “….. فلان…..” والأشعة عند فلان ….. والعلاج من الصيدلية اللى تحت العيادة أو اقرب صيدلية وتعود بيه للدكتور علشان يراجع العلاج ويتأكد من انك صرفت العلاج من الصيدلية التى يأخذ نسبة منها … اما بالنسبة بعض العمليات التى تحتاج المستشفيات الخاصة او المراكز المتخصصة  فينصح الطبيب المريض بعملها فى  مستشفى او مركز والحساب مع الدكتور وليست المستشفى .. وكله ” سبوبة ” أما النوع الثانى من الأطباء الكبار الذى يتولى مناصب كبيرة  فى  المستشفيات الحكومية او التامين الصحى او المستشفيات الجامعية او الأساتذة الكبار الجامعيين فاهم حاجة عندهم” الفيزيتة”  تكشف عند الدكتور فلان … علشان تقدر تدخل قسم المستشفى المراد ….  وبعد دخول المستشفى  نواب الدكتور :  العملية فى المستشفى سهلة بس الدكتور الكبير مش فاضي  وعلشان هو يعملها لازم تدخل المستشفى الخاصة اللى يمتلكها أو شريك فيها او يعمل بها ” السبوبة ”

وتتفاقم «سبوبة الأقسام الاقتصادية» بالمستشفيات، في ظل وجود فرق مساعدة من النواب لكل الاستشاريين وأساتذة الجامعات الذين يعملون في مستشفيات وزارة الصحة، يساعدون في «اصطياد» الحالات والمرضى، ويكون المقابل في ذلك هو رضا الاستشارى على النائب، خصوصًا أن أغلب النواب يسجلون رسائل الماجسيتر والدكتوراه وشهادة الزمالة المصرية مع الإستشاريين وحتى ينال رضا الاستشارى والأستاذ، وييسر له إجراءات الدراسات العليا.

اما عن المراكز  والمستشفيات الخاصة فهى كارثة كبرى  من اول ما تدخل باب المستشفى حتى تخرج منه فمثلا مراكز الغسيل الكلوي الخاصة، نصب من نوع خاص على المرضى بهدف جني مبالغ مالية دون وجه حق، إذ أنها  تجبر المريض على دفع فرق سعر جلسة للغسيل الكلوي

أن تلك الوقائع تحدث بنسب كبيرة داخل المستشفيات الحكومية، وهى مرفوضة تمامًا وتعتبر استغلالا للمريض البسيط، وأي مريض يتعرض لاستغلال الطبيب له بأن يتقدم بشكوى إلى نقابة الأطباء او وزارة الصحة  وتقوم بالتحقيق فيها

أصبح المرض تجارة رابحة لمن انعدمت ضمائرهم. فى العدد القادم استكمال المقال عن الجمعيات الأهلية لرعاية مرضى الأورام والكبد والقلب و…الخ

 

شاهد أيضاً

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس المال البشرى لتحقيق التنمية)

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *