كم مذهب في الإسلام
المذهب الإسلاميّ
مَدْرَسة تَقوم على أساس جانبٍ مُعَيّنٍ من جوانب العلوم والشّرائِع الإسلاميّة أو الأفكار العقائديّة، فمنها ما يَكون عَقَائدِيّاً كالأشاعرة والمُعتزلة والجُهَميّة وغيرهما، ومنها ما يكون فِقْهيّاً كالحنفيّة والمالكيّة وغيرها، ومنها ما يكون أُصوليّاً، وقد برز منها على وجه التّحديد الحنفيّة والجُمهور، ومنها ما يختَصُّ بعلم القراءات أو التفسير أو غير ذلك، ولعلَّ أكثر المذاهب الإسلامية انتشاراً وظُهوراً في المُجتمعات الإسلاميّة المذاهب الفقهيّة؛ لما لها من تأثيرٍ مُباشرٍ وارتباطٍ وثيق بالمسائل العَمَليّة الخاصّة بأمور الفرد المُسلم، ولِتَعَلُّقها بحياتهم بشكلٍ مُباشر. نشأة المذاهب الفقهية بدأ ظُهور المذاهب الفقهيّة في القرن الثّاني للهجرة، ولعلَّ أهمَّ العوامل والأسباب التي ساهمت في ظهور هذه المذاهب تنحصر في عاملين رئيسَين هما: العامل السياسيّ والعامل الفكريّ، فقد نَشَأت العشرات من المذاهب الفقهيّة خلال القرن الثّاني والثّالث الهجري لسَدّ هذه المناطق، من خلال بلوَرَة اجتهادات واتِّجاهاتٍ فقهية مُختلفة، حتى قيل أنّ المَذاهب في هذَين العصرَين بلغت خمسين مذهباً انقَرَضَ أغلبها، مثل مذهب اللّيث بن سعد، وعبد الرّحمن الأوزاعيّ، ولم يَبْقَ منها إلا أربعةٌ سُنِّيّة، وأُخرى غير سُنية كالمذهب الجعفريّ، والزيديّ، والإماميّ، والإباضيّ، وغيرها من المذاهب التي تتوزّع في مُختلف أقطار العالم الإسلامي.
وتّجدُرُ الإشارة هنا إلى أنّ أصل الاختلاف لم يكن في ذات الدّين ولا في لُبِّ الشّريعة، ولكنّه اختلافٌ في فَهمِ بعض نصوصها، وفي تطبيق كُلِّياتِها على الفروع، وكلُّ المُختلِفين مُجتمعون على تقديس نُصوص القرآن والسُّنة. المذاهب الإسلاميّة أهم المذاهب الفقهيّة عند السُّنَّة المذهب الحنفيّ نشأته: يُنسب المذهب الحنفيّ إلى الإمام ب[أبو حنيفة النعمان|أبي حنيفة النّعمان]] بن ثابت (80-150للهجرة)، وهو أحد التّابعين، ومذهَبُه أوَّل المَذاهب الفقهيّة ظُهوراً؛ لذا يُعَدّ أبو حنيفة مُؤسّس علم الفقه. مَنهجه: اعتمد الإمام أبو حنيفة في كتابة مَذهبه على القرآن الكريم والسُّنة النبويّة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعُرف. وتُعدّ دول البلقان، والقوقاز، ومصر، وأفغانستان، وتركستان، وباكستان، وبنغلاديش، وشمال الهند، ومُعظم العراق، وتركيا، وسوريا، ومُعظم المُسلمين في الاتّحاد الروسيّ، والصّين تابعةٌ لهذا المذهب. شُيوخُه وتلاميذه: تَتَلمَذَ أبو حنيفة على يَد حمَّاد بن سليمان في العراق، وبَرَزَ من تلاميذه الإمام أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشَيبانيّ
المذهب المالكي
نشأته: يُنسب المذهب المالكيّ إلى الإمام مالك بن أنس الأصبحيّ (93-179للهجرة) حيث ظَهَر مذهبُه في السَّنَة الثّانية للهجرة، وينتَشِرُ مَذهبه في القارّة الأفريقيّة مثل: الجزائر، والسّودان، وتونس، والمغرب، وليبيا، وموريتانيا، وصعيد مصر، وإريتريا، وفي شِبْه الجزيرة العربيّة تتبع كلٌّ من البحرين، والإمارات العربيّة المُتّحدة، والكويت، وأجزاءٌ من السعودية، وعُمان، وكذلك بعضٌ من بلدان الشّرق الأوسط، وفي السّنغال، وتشاد، ومالي، والنّيجر، والجزء الشّمالي من نيجيريا، وكان فاعلاً في الحكم للدّول الإسلاميّة في أوروبا، والأندلس، وصقلّية. منهجه: اعتمد الإمام مالك في مذهبه على الاستدلال بالقرآن والسُّنة ثم بعمل أهل المدينة؛ إذ اعتبره مالك مَصدراً للتَّشريع على خِلاف غيره من أصحاب المذاهب، ثم فتوى الصحابيّ، والقياس، والمصالح المُرسَلة، والاستحسان، والذَّرائع. شيوخه وتلاميذه: كان من أشهر شيوخ مالك الإمام أبو حنيفة النّعمان، كما تَتَلمَذ على يديه الإمام الشافعيّ وابنُ رُشْد.
المذهب الشافعيّ
نشأته: يُنسَبُ المذهب الشافعيّ إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ (150-204 هجرية). ومّما يُميِّز المذهب الشافعيّ أنّ صاحِبه تتلمذ على يد تلميذ أبي حنيفة محمد بن الحسن الشيبانيّ، ثم على يد الإمام مالك، فجمع بين المدرستين، واستدرك عليهما الكثير من المسائل. منهجه: اعتمد الإمام الشافعيّ في مذهبه على الاستنباط من القرآن والسُّنة وجعلها بدرجةٍ واحدة في الاستنباط، وكان من أُصول مذهبه كذلك الإجماع، وأقوال الصّحابة، والقياس، وقد أبطل الشافعيّ العمل بالاستحسان وكان من قوله: (من استحسن فقد شَرَّع).
المذهب الحنبليّ
نشأته: يُنسب المذهب الحنبليّ إلى الإمام أحمد بن محمد بن حنبل (164-241هجرية)، ويُعتبر المذهب الحنبلي مُختلفاً عن بقيّة المذاهب حيث إنّ الإمام أحمد كان مُحدِّثاً بالدّرجة الأولى، وكان كلما سُئِل عن مسألة فقهيّة فأجاب عنها دوَّنَها تلاميذُه، ثمّ بعد ذلك جمعوا تلك المَسائل فجعلوها مذهباً له، لذلك فقد ظهر خلافٌ بين العلماء فيما هل يُعتبر الإمام أحمد فقيهاً أم مُحدِّثاً. منهجه: اعتمد الإمام أحمد كثيراً على الأسلوب الذي اتّبعه مُعلّمه الشافعيّ، وذلك من حيث الأخذ بالكتاب، والسُّنة، والإجماع، والفَتاوى، والقياس. شيوخه وتلاميذه: تتلمذ الإمام أحمد بن حنبل على يد الإمام الشافعيّ، أما تلاميذه فأبرزهم الإمام ابن تيمية، وابن قيم الجوزيّة اللّذان يُعتبران مُؤسّسا المذهب الحنبليّ ومُجدِّداه
المذهب الظاهري
نشأته: يُنسب المذهب الظاهريّ إلى منهج صاحِبِه الأساسيّ، وهوالأخذ بظاهر النّصوص، أما مؤسِّسُه فهو داود بن علي الأصبهانيّ الذي أصبح يُعرَف بأبي داود الظاهريّ نسبةً لمذهبه، وقد تأثَّر داود الظاهريّ بشيخه الشافعيّ كثيراً، ممّا جعله لا يَعتَمِدُ في مذهبه إلا على القرآن والسُّنة فقط، حيث كان الشافعيّ يَجعَل لهما منزلةً خاصّةً في الاستدلال. شيوخه وتلاميذه: تتلمذ داود الظاهريّ على يد الإمام الشافعيّ وقد كان عنده من النُّجباء، ومن أبرز تلاميذ داود الظاهريّ الإمام ابن حزم الذي التصق اسم المذهب به لاحقاً؛ لنُبوغِه فيه، وتَصدّيه لمُخالفيه بشراسةٍ وجدارة.
المذهب الإباضي
يُنسب إلى عبد الله بن إباض التميميّ (المتوفى عام 80 هـ) ويرجع أصل مذهبهم إلى الخوارج الذين عاصروا عليّاً رضي الله عنه، وأصول فقه الإباضيّة كأصول المذاهب الأخرى المُعتمَدة وهي: القرآن، والسُّنة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والمَصالح المُرسلة، والاستصحاب، وقول الصحابيّ، وغيرها. وهم يتبرؤون من تَسْمِيَتهم الخوارج أو الخوامس، وكانوا يُعرفون بأهل الدّعوة، وأهل الاستقامة، وجماعة المسلمين، وما يزال مذهبهم قائماً في سَلطنة عُمان، وفي شرق أفريقيّا، والجزائر، وليبيا، وتونس.
المذاهِب الفقهية عند الشيعة
المذهب الزيدي يُنسب إلى زيد بن عليّ زين العابدين بن الحُسين (58 – 122هجري)، ويُعدُّ مَذهبه مَذهباً خامساً بجانب المذاهب الأربعة، ويميل هذا الفقه إلى فقه أهل العراق مهد التشيُّع والأئمة، ولا يختلف كثيراً في عهد ظهور الزيديّة الأولى عن فقه أهل السُّنة.[٤] المذهب الجعفري يُنسب إلى الإمام أبي عبد الله جعفر الصّادق بن محمد الباقر بن عليّ زين العابدين (80 – 148 هـجرية). أمّا أبو جعفر، محمد بن الحسن القُمِّي فهو ناشر مَذهب الشّيعة الإماميّة في الفقه، والإماميّة يقولون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً، وهم كالزيديّة لا يعتمدون غالباً في الفقه بعد القرآن إلا على الأحاديث التي رواها أئمتهم من آل البيت، كما أنّهم يرون فتح باب الاجتهاد ويُنكرون الإجماع إلا إذا كان الإمام داخلاً فيه. ومَرجع الأحكام الشرعيّة هم الأئمة دائماً لا غيرهم. وفقه الإماميّة، وإن كان أقرب إلى المذهب الشافعيّ، فهو لا يختلف في الأمور المشهورة عن فقه أهل السُّنة إلا في سبع عشرة مسألة تقريباً، من أهمّها إباحة نكاح المُتعة. وينتشر هذا المذهب إلى الآن في إيران والعراق.
مراحل تطور المذاهب الفقهية
مرّت المذاهب الفقهيّة بعد قيامها وتبلور مناهجها بثلاث مراحل أساسيّة:
مرحلة التّأسيس والبناء:
امتدّت هذه المرحلة على ما يَربو عن ثلاثة قُرون حتّى سقوط بغداد (سنة 656)هـ. تميّزت هذه المرحلة بتنظيم وترتيب الفقه المذهبيّ، كما أُلِّفت مُدوّناتٌ جَمَعت المسائِل الخِلافيّة مع المذاهب الأُخرى. مرحلة شُيوع ظاهرة التّقليد وإغلاق باب الاجتهاد: مع بداية القرن الثّامن الهجريّ، حيث اقتصر النّشاط الفقهي على اجتِرار التّراث الفقهيّ عن طريق شرحه واختصاره أو تنظيمه من دون إضافة جديدة. مع طُغيان المَباحث اللَفْظيّة والمسائل الافتراضية، فابتعد الفقه عن الحياة. مرحلة التَّجديد والانْطِواء: مع بداية القرن التّاسع عشر، حيث أخَذَت الدّراسات الفقهية تشُقّ طريقها نحو التّجديد والتّطوير ومُواكبة العصر ومشكلاته المختلفة تحت ضغط التطوّر الزمنيّ، وتَقَدُّم المعارف الإنسانية، والاحتكاك بالحضارات، فظهرت نُخبَةٌ من العلماء قادوا حركة التّجديد وحذَّروا من الجمود والرّكود. طبقات المُجتهدين والفقهاء قَسَّمَ العلماء المُجتهدين إلى الطّبقات الآتية:
المجتهدون الكبار: وهم أصحاب المذاهب المعروفة والمُندثرة، ولكلٌ منهم منهجه الخاص في الاجتهاد تأصيلاً وتفريعاً؛ كأبي حنيفة، ومالك، والشافعيّ، وأحمد، والأوزاعيّ، والليث بن سعد، وابن أبي ليلى، والثوريّ.
المجتهدون المُنتسبون: وهم أصحاب هؤلاء الأئمة وتلاميذهم. وهؤلاء يتّفقون مع إمامهم في القواعد والأصول، وقد يختلفون معه في التّفريع، وآراؤهم تُعتبر من المذهب الذي ينتسبون إليه، حتى ولو كان رأيه غير مَرويٍّ عن صاحب المذهب كأبي يوسف، ومحمد، وزُفَر من أصحاب أبي حنيفة، وكعبد الرّحمن بن القاسم، وابن وهب من أصحاب مالك، وكالمُزَني للشافعيّ.
مجتهدو المذاهب: وهم لا يختلفون مع أئمتهم لا في الأصول ولا في الفروع، ولكن يُخَرِّجون المسائل التي لم يرد عن الإمام وأصحابه رأياً فيها، مُلتزمين بمنهج الإمام في استنباط الأحكام. وهؤلاء هم الذين يُعتَمَدُ عليهم في تحقيق المَذهب وتثبيت قواعده وجمع شَتاته.
المُجتهدون المُرَجِّحون: وهؤلاء مَهمّتهم ترجيح بعض الرّوايات على بعض، مُراعين القواعد التي وضعها المُتقدِّمون في هذا الباب. طبقة المُسْتَدلِّين: وهؤلاء لا يستنبطون ولا يُرَجّحون قولاً على قول، ولكن يستدلّون للأقوال، ويَبْينون ما اعتمدت عليه، ويُوازِنونَ بين الأدلّة من غير تَرجيحٍ للحُكم، ولا بَيانٍ لما هو أجْدَرُ بالعمل.
أقرا ايضا :
** كنائس القليوبية تطلق مبادرة لمساعدة أقباط سيناء المنتقلين إلى الإسماعيلية
**لهذه الأسباب لا يستطيع الرئيس إقالة شيخ الأزهر!