“خديجة” والارهاب …اللعين…
بقلم / عبدالعزيز مبارك
خديجة .. إذا رايتها عرفت أنها مصرية المنبت .. قمحية اللون ..بل لونها كلون طمى النيل الذى يمر على قريتها صالحجر .. قوامها وبريق عينيها.. تماما كنفرتيتي الملكة الفرعونية التى كان لها تمثال فى قريتها بالرغم من انها لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها .. أصابها ما أصابها وجدت نفسها نزيلة لمعهد الأورام بالقاهرة لتحصل على جرعات ضد مرض السرطان اللعين الذى يصيب أى إنسان دون مقدمات .
بالأمس ليلا … وهى على سريرها بالمعهد سمعت صوت كلاكسات بيب ..بيب .. زاغيد … زاغيد … هيصة … تركت السرير .. وفتحت زجاج الشباك بجانبها .. ونظرت .. ورأت موكب العروسة .. فرحت ونادت على فتحية وعائشة وأم الخير تعالوا .. تعالوا .. عروسة … عروسة وتخيلت نفسها فى اللباس الأبيض وهى عروس .. وصدمت عندما تحسست رأسها ولم تجد شعره واحدة وذهبت فى تخيلاتها بالرغم من أنها وزميلاتها أصبن من تكسر الزجاج وواقعين على الأرض.. وتخيلت نفسها عروس فى ليلة الزفاف وأصوات الناس والسيارات فى الزفة حتى المسعف الذى حملها تخيلته عريسها يحملها فى ليلة الزفاف وسيارة الإسعاف هى السيارة المزينة بالزهور والورود .. ولم تصحوا من هذا الحلم إلا على صوت الطبيب الذى يقول لها حمدالله على سلامتك يا خديجة … وحينئذ عرفت أنها كانت وسط الحدث .. انفجار هائل هز المكان واحرق السيارات وكسر الزجاج واحرق البشر حتى العروس والمعازيم لم يسلما من الحرق .. مأساة .. واى مأساة انه الإرهاب اللعين .. وتذكرت ما كنت فيه من حلم .. ونزول شعرها ويضاف إليه جرح قطعى فى الجبهة سيظل أبد الدهر ولن يتحقق الحلم .. وفوجئت بالطبيب يمسح دموعها ويريت على كتفيها ويقول لها يا خديجة بإذن الله ومشيئته سوف تشفين ولن يكون هناك اثر للجرح، لن تتدخل بجراحة التجميل وستعودين إلى بلدك أصلية كبلدك مصر .. وسيحفظها الله من هذا الإرهاب اللعين .