الخطر الداهم فى منزلنا
بقلم / اشرف عبوده
أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن الوسائل الاعلامية التقليدية، ولا يعتد بها في العمل الصحافي نظراً لافتقادها للمصداقية، والدقة والمسؤولية في بعض الأوقات ، إن الأدوات التي نستخدمها في حماية أنفسنا يمكن تخريبها واستخدامها ضد مصالحنا ، هناك حالات استقطاب فى المجتمعات ، وأن الناس تعيد محتوى الأفكار على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ، أن الأخبار المفبركة هى مجموعة من المعلومات الخاطئة وتغير فى النتائج حيث تمثل خطورة على حياة الشخص وحياة الآخرين. وأن المعلومة الصحيحة هي الأساس ونحن فى أزمة فى الإعلام ، على الرغم من وجود تسارع عالمى، وهناك تغيرات كثيرة والسوشيال ميديا هى مصادر معلومة ولابد من التعامل معها لأنها تحمل وجهين القبول والنفى. و على الجمهور الوعى تخطى مرحلة الاخبار المفبركة، وبرغم من أن هناك بعض الجهات الخارجية مثل الجماعات الإرهابية وغيرهاا من الدول المعادية تستخدم الكثير من الاخبار المفبركة، والصحافة هى الضحية فى هذه القضية. إن اخلاقيات المهنة الصحافية، ترتبط بمنظومة قيم تنعكس على السلوك الانساني وأن الحل في تطهير الاعلام من التضليل، ونشر المعلومة لصالح السبق على حساب الدقة، يتأتى بتبني الاعلام التقليدي لوسائل مهنية، وبصحافيين مهنيين، وبمعايير واخلاقيات واضحة، مع توفير مادة اعلامية، صحيحة، تراعي الدقة والسرعة من اجل منافسة ما بات يعرف بالاعلام الجديد او وسائل التواصل الاجتماعي التي تفتقر إلى الحيادية، والصدق، والاخلاق.
أن الأخبار الكاذبة تسبب التفرقة بين الناس، حيث تقوم حسابات الرد الإلكترونى بمحاكاة التصرفات البشرية فيقومون بنشر روايات معينة وروابط تحمل أخبارا محددة لاستقطاب المستخدمين ، أن القصص المنتشرة يجب أن يبحث لها المستخدم عن أصل وتأكيد حيث تهتم منافذ الإعلام التقليدى بعدد المشاهدين وما يهمهم ، فقد تروّج شائعة تتسبب في هزيمة جيش، أو قيام حرب، أو قتل نفس، أو إفساد في الأرض، أو إقامة بدعة لا أصل لها أو هدم سنة ثابتة في الشرع، أو صرف المسلمين عن قضية من قضاياهم المصيرية. وقد يكون مصدر الإشاعة غير المسلمين وكتبت بما يوحي الحرص على الإسلام، فينخدع بها المسلمين ليكونوا جنودا في ترويجها. وكم قرأنا في التاريخ عن ما يسمي بالحرب الإعلامية النفسية، وكيف تستخدم فيها خبرات خاصة لترويج الشائعات وبث الذعر والخوف في نفوس العدو لإثارة الإشاعات أهداف ومآرب , تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها , فمنها ما هو ربحي ( مادي ) كما حصل في عام 2009 عندما تفجرت إشاعة مدوية في السعودية باحتواء مكائن الخياطة سنجر على مادة الزئبق الأحمر , مما أدى إلى وصول أسعار هذه الخُرد إلى مئات الآلاف من الريالات ! . ومن الإشاعات أيضاً ما يكون خلفه أهداف سياسية وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات في الحروب أو في الحالات الأمنية غير الاعتيادية , وتهدف هذه الاشاعات إلى تسبيب ربكة في الطرف المعني بالإشاعة كما حصل في الثورة الليبية لمعمر القذافي مثلاً عندما شاعت شائعة قوية بهروبه من ليبيا فاضطر للتصوير من أمام سيارته ليثبت للناس أنه ما زال موجوداً في ليبيا. أيضاً اللعب واللهو هو من أهداف مُثيري الشائعات , والشائعات التي تقوم على هذا المبدأ عادةً ما تحوم حول المشاهير كوفاة لاعب أو حدوث حادث لفنانة وغيره من الشائعات . وبالامس القريب لم تتوقف جروبات الواتس آب، والفيس بوك، عن شائعات انتشار فيروس الالتهاب السحائى، لدرجة أن بعض الآباء والأمهات منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، وبدأوا فى تتبع تلك الجروبات، ولجأ أغلبهم إلى العطارين والوصفات البلدية، والعلاج بعسل النحل والقرفة، والأعشاب وكل ما نسمع عنه من وسائل النصب التى يروج لها “تجار الصحة”، خاصة أن البيئة مؤهلة تماما لتقبل الشائعات، والمواطن المصرى يسلم أذنه بسهولة شديدة للسوشيال ميديا، ويتعامل مع ما تنشره باعتباره حقائق مؤكدة ، ومن الشائعات من يصنعها المجتمع بنفسه خصوصاً للأمور المزمع أو المترقب حدوثها وذلك بكثرة ترديدها و السؤال عنها تنخلق شيئاً فشيئاً هذه الشائعات . فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صواب وقد يدعمها أحياناً بعض الوجهاء ورجال الدين , وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد , وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشرب المجتمع لها . إن ما يحدث من نشر للشائعات وبث الزعر والقلق فى نفوس المواطنين بمصر لا يمكن أن يحدث فى أى بلد فى العالم وعلينا أن ننتبه جيدا لحجم الشائعات والأكاذيب التى يتم ترويجها على السوشيال ميديا، خاصة أننا نعرف جميعا من خلفها وكيف يتم استغلالها. ومن هنا أنادى بضرورة تزويد الشعب بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله ، كما أنادى أهلي وناسي وشعب مصر العظيم أن يكون فى وعى تام مما يدور حوله ويتخذ كافة الحماية لحياته وحياة أسرته بالتوعية إليه … أضف واحذف الصفحات والحسابات التى تقوم بمتابعتها لتعرف مختلف وجهات النظر، حتى التى تتعارض مع ما تعتقد بدون تبنيه أو الإيمان به. افتح العديد من الروابط الإخبارية لتتغلب على تقنيات منصات التواصل الاجتماعى التى تتابع نمط استخدامك والصفحات التي تتابعها. لا تفترض صحة أى مقطع فيديو تراه، نظرا لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعى. راجع الحسابات التي تتبعها، وما إذا كانت تتعمد نشر موضوعات محددة أو لها أخطاء إملائية، حتى لا تقع فى فخ الحسابات. اعرف تحيزاتك لأننا كبشر غالبا نصدق ما يوافق تحيزاتنا ونرفض العكس. الحذر من عملية الثقة فيما ينشره من نثق بهم، فثقتنا بالأشخاص لا يجب أن ننقلها لما ينشرونه. إن أقوى أساليب مواجهة الشائعات هو تربية المسلم لنفسه وغيره على التصدي للأخبار التي تأتي من وكالات او صفحات مشبوهة او غيرها يقولون وقلنا وحدثني صديقي وأخبرني من أثق فيه