(أمتلك حلماً)
بقلم / محمد الزغبى
هناك الكثير من الأحلام ذهبت أدراج الرياح , كانت فى الأمس ترفرف فى أمل وحماس واذ بها تلاشت سريعاً وسقطت من زحام الحياة وعدم الثقة والكسل وضعف الهمة هذا كان سبباً لتبتعد عنا وننساها .
ضع حلمك أمامك .. وأستمر فى النظر إليه .
ودعنى أعود معك بالزمن للوراء .
للقرن الثالث الهجرى .
وفى سوق من أسواق بيع الدقيق فى مصر إذ بعبد أسود دميم بجانب صاحبه يعرضون للبيع فدار بينهم هذا الحوار .
العبد : ماأمنيتك فى الحياه ياصحبى ؟
الصاحب : أتمنى ان أباع إلى طباخ ماهر لأكل مااشاء وأشبع ولاأجوع : وماذا عنك؟
العبد : أما انى فأتمنى أن أملك هذه البلاد فأكون ملكها المتوج وصاحب الكلمة العليا فيها .
هذا العبد هو كافور الأخشيدى الذى وقع فى يد أحد تجار الزيوت فيما بعد .
وبعد ذلك خرج من تحت قبضته ليشتريه محمود بن وهب الكاتب فتعلم عنده القرأه والكتابة وكان موصلاً بمحمد بن طغج لاحظ الحاكم قوة كافور وفطانته وذكاءه فقربه إليه وبعدها بفتره مات الحاكم : فقام كافور بمكانه أواسط القرن الثالث الهجرى وفى يوم ما مر كافور الأخشيدى على صاحبه الطباخ فى السوق وهويعمل بجد .
فالتفت وقال
( لقد قعدت بهذا همته فكان كما ترون وطارت بى همتى فصرت كما ترون ولوجمعتنا همه واحده لجمعنا مصير واحد )
كلاً منا بأمكانه تغير مستقبله مع ماتجود به همته .
نتقدم قليلاً لنعرض مثالاً أخر على التمسك بالحلم والثقه فى تحقيقه .
محمود بن ممدود (سيف الدين قطز) من بيت ملكى بن أخت جلال الدين الخوارزمى سيطر التتار على دولة خوارزم وخطفه التتار وأطلق عليه اسم (قطز ) وتعنى (الكلب الشرس) لشدة مقاومته لهم .
باعوه فى اسواق الرقيق فى دمشق ثم اشتراهه احد الأيوبين وظل يتنقل من سيد إلى أخر حتى وصل لعز الدين أيبك ليصبح أكبر قواده وبعد وفات عز الدين أيبك أصبح واصى على حكم مصر ومن ثم سلطان البلاد .
وكان قبل مجيئه لمصر (رأى الرسول قد جاء له فى المنام وقال له أذهب لمصر فأنك ستملكها وتنتصر على المغول )
وقدكانت هذه الرؤيه وقود لحلم المظفر قطز الذى تمكن من تحقيقه فى نهايه المطاف بانتصار عظيم على التتار فى عين جالوت .
* بشر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال (لاتفتحنا القسطنتينيه فلنعم الأمير أميرها , ولنعم الجيش ذلك الجيش )
السلطان محمد الفاتح
السلطان محمد الثانى تولى الحكم بعد وفاه والده عام 1451م وكان فى سن العشرين .
كان من أم على مايبدو كانت جارية أو محظية وكان لديه أخوين من أمهات اكثر نبلاً ولكن الظروف سرعان ماتغيرت بصوره غريبة ومفاجئة بعد وفاه أخويه الأكبر فى ظروف غامضه وهكذا أبتسم القدر للصبى محمد وأصبح الوريث الشرعى الوحيد للعرش وكان دائماً يتمنى تحقيق بشارة الرسول ويقوم بفتح القستنطينية
حتى ان تمكن فى النهاية من تحقيق غايته وتحقيق النصر .
فاصحاب الأحلام لايكلون .. لايملون أوينسون الهدف والغاية النبيلة التى تحركهم دائماً وتزيد من عزم صاحبهم .
لاتخشى شيئاً احلم مادام الله منحك المقدرة على التفكير فى هذا الحلم فثق انه سايمحك القوة والعزيمة والمهارة والمقدرة على تحقيقه .
(الأحلام دائماً خالدة اما ان تشرق أو ان تظل افله )