يعد فيس بوك بمثابة عالم مفتوح يتيح للكثيرين التواصل مع الآخرين حول العالم، وهو الأمر الذى يجعله مكانا محببا لهم يجدون فيه كافة متطلباتهم ورغباتهم، لكن الكثيرين لا يعرفون أن لشبكة التواصل الاجتماعى جانبا مظلما -ليس ذلك الجانب المتعلق بالممارسات الخاطئة للمستخدمين -ولكنه يتعلق بالشبكة الاجتماعية نفسها وممارستها على المشتركين بها سواء من خلال التجسس عليهم أو خداعهم أو حتى من خلال الأثر النفسى السيئ عليهم، حيث نرصد هذه الآثار كما يلى:
*التجسس وشراء بيانات مستخدميه:
رغم أنه من المعروف أن شبكة فيس بوك تتجسس على مستخدميها وتقوم بجمع الكثير من البيانات عنهم من خلال ما يقومون به على الشبكة الاجتماعية، إلا أن تقريرا جديدا كشف أن “فيس بوك” تقوم بشراء معلومات إضافية عن المستخدمين والتى تضم الكثير من البيانات الخاصة بهم بما فى ذلك الدخل الشخصى، والأماكن التى يأكل بها الأشخاص، وكم عدد البطاقات الائتمانية التى يمتلكها المستخدم وفقا لما نشره موقع ibtimes الأمريكى.
وقد اعترف متحدث باسم “فيس بوك” بهذا الأمر، قائلا إنهم يحصلون على هذه المعلومات من خلال بعض المصادر الخاصة، والتى غالبا ما تكون سماسرة البيانات التجارية الذين لديهم إمكانية الحصول على المعلومات عن الناس غير مرتبطة مباشرة بالسلوك عبر الإنترنت، حيث أن الشبكة الاجتماعية لم تكشف عن تلك المصادر لأن هذه المصادر لم يتم جمعها عن طريق فيس بوك وغير متاحة للجمهور.
فيما تبرر فيس بوك قيامها بهذا الأمر، للمساعدة فى تقديم اقتراحات تتناسب مع احتياجات ومتطلبات المستخدمين دون حاجتهم إلى بذل أى مجهود.
*خداع المعلنين:
وكشف أكثر من تقرير يؤكد قيام فيس بوك بتقديم عدد من القياسات الخاطئة فى عدد من الخدمات والتى من ضمنها خدمة المقالات الفورية، حيث اعترفت الشبكة الاجتماعية بوجود خطأ فى تحديد مدى شعبية ميزة المقالات الفورية /instant articles التى تتيح للمستخدمين قراءة المقالات داخل فيس بوك بسرعة وسهولة، حيث أخطأت فيما يقرب أربع مرات بعدما بالغت فى قياس نشاط المعلنين على المنصة، لتقدم لهم بيانات غير صحيحة حول مدى تفاعل القراء مع هذه المقالات.
خطأ آخر نتج عن مبالغة فيس بوك فى حساب مشاهدات الفيديوهات على المنصة، والذى أدى لخداع المعلنين، فضلا عن إثارة غضب المشاهدين واتهام الموقع بالتلاعب بهم وتقديم معلومات وبيانات خاطئة وغير حقيقة لا تعبر عن الواقع.
*يجعلك تعيسا فى حياتك وأكثر حسدا للآخرين
كانت الصدمة الثالثة تتعلق بدراسة حديثة أجراها بعض الباحثين بجامعة كوبنهاجن والتى أشارت إلى أن “فيس بوك” يجعل المستخدمين تعساء فى حياتهم وغير سعداء، خاصة المستخدمين الذين لديهم طابع الحسد فيكونون أكثر عرضة للاكتئاب، فيما أشارت الدراسة إلى أن المستخدمين الذين ابتعدوا عن فيس بوك لفترة من الوقت كانوا أكثر ارتياحا من الحياة ويقّيمون أنفسهم بشكل أفضل.