ماتيسر من حديث صاحبى … بقلم – جابر سركيس- عضو اتحاد كتاب مصر

ماتيسر من حديث صاحبى

بقلم – جابر سركيس
عضو اتحاد كتاب مصر

فى اليوم التاسع من ٢٥ يناير  قال لى : رأيته راى العين يضئ السماء فى رؤيا لاتزال عالقة فى مخيلتى حتى الان
ماذا رأيت ؟!
نجم يضئ السماء بالقرب منه ميلاد قمر
هذا النجم أوقن انه سيضئ سماء الدنيا  بعد الافول التام قريبا لكل اشكال الارهاب والتطرف التى انتسبت الى ديننا السمح ، وحكى لى  حين دخل مسجد عبد الحى باشا خليل ، الذى يحبه ، ليستريح قليلا بعد عصر اليوم العاشر من ٢٥ يناير ، وانه بعد الوضوء لازالة ماعلق به  من تراب اثارته اقدام كاد ينبجس من دقاتها ماء البحر الذى توار ى من سنين وصار شارعا ينصف مدينتنا ، وبعد صلاة ركعتين اسند ظهره لعامود المسجد وفتح المصحف فطالعته اول ايه ،، أتى أمر الله فلاتستعجلوه ،، فنظر الى اسم السورة ، النحل .. ياالله  …انها نفس الاية التى سمعتها امس من شيخ سمح الوجه ردا على سؤال واحد كان يتردد على الاف الالسنة
اتى امر الله فلاتستعجلوه  جذبنى وجه هذا الشيخ الشاب النحيل ، لاحظ صديقى القديم  الذى رايته صدفه بجوارى  اهتمامى به ، فقال ، هذا الشيخ بلدياتى
…………………..
هذا ماكتبته فى يومياتى عن ثورة ٢٥ يناير فى الذكرى الاولى لهذه الثورة المجيده التى ادت رغم فترة انتقالية صعبة الى تحول ايجابى عما كان قبل يناير ٢٠١١ ،
هذه الثورة التى رغم ان دستور ٢٠١٤ يعتبرها ثورة تنضم الى ثورات الشعب المصرى المجيده ضد الاستعمار و ضد الاستبداد والفساد ومن اجل العزة والكرامة لمصر والمصريين ويشيد بها السيد رئيس الدوله كما يشيد بثورة ٣٠ يونيو التى اقتلعت حكم الاخوان الى غير رجعه باذن الله
الا ان البعض مازال يتعامل معها على انها ليست ثورة بل مجرد فورة، والبعض يتعامل معها على انها مؤامرة شارك فيها الاخوان وشاركت فيها جهات اجنبية
لااحد ينكر الدور الذى قامت به الدول الاجنبية وعلى راسها امريكا والكيان الصهيونى فى سبيل تقزيم دور مصر وتقسيمها ولااحد ينكر دور الاخوان فى التعاون معهم لتحقيق هدفهم فى الوصول الى حكم مصر الذى عملوا لاجله بعقيدة وعمل دائبين لاكثر من ثمانين عاما
لكن فى نفس الوقت علينا الا ننكر او نتحاهل انها ثورة شعب شاركت فيها كل فئات المجتمع وتياراته الساسية والا الانتجاهل الظروف والاسباب الموضوعيه القوية التى ادت الى هذه الثورة، من زيادة شعور واحساس المصريين من سوء الاوضاع الاقتصادية و المعيشية وافقار اغلب المصريين ، وتدنى كافة الخدمات و تزاوج المال والسلطه الذى تمثل فى تسليم ثروات مصر لحفنة ممن يسمون برجال الاعمال استطاعت ان تخلق طبقة كبيرة من الفاسدين فى كثير من مؤسسات الدوله لتسهيل كل اعمال السطو على مقدرات الشعب المصرى وثرواته
من بيع ثروة مصر من شركات القطاع العام بعد تشويهه وتخسير كثير من شركاته عن عمد باختيارا ادارات فاسده وغير كفئ لادارته، هذه الشركات التى كان لها دور كبير فى اعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة ٦٧ لذا كان لزاما التوجيه من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى اللذين تتحكم فيهما امريكا ، بالقضاء عليها بكل السبل لدورها ومساهمتها الكبيرة فى اعادة بناء الجيش المصرى
، هذه الشركات التى قال المشير طنطاوى حين كان وزيرا للدفاع فى عهد مبارك عن واحده منها هى شركة غزل المحلة، انها احدى افرع القوات المسلحه لما كانت تقدمه للجيش المصرى من مهمات ودعم
حسين طنطاوى الذى يذكر له انه كان الوحيد، بعد اغتيال المرحوم رفعت المحجوب، الذى كان يبدى تحفظه على بيع القطاع العام فى اجتماعات مجلس الوزراء الى جانب تحفظه على توريث الحكم لجمال مبارك والذى كان يتم تهيئة كل الاجواء ليخلف والده فى الحكم
وكان من ضمن المخطط لتسهيل ذلك السيناريو تكوين طبقة جديده ليس لها ولاء لوطن او دين او شعب ولكن ولاء للثروة والمال ولجمال مبارك الذى اتى بهم لمجلس الشعب والحكومه حتى ياتوا به رئيسا لمصر
لولا ثورة يناير
هذه الثورة التى ضمت كل فئات الشعب المصرى وطبقاته وتياراته السياسيه وليس الاخوان فقط الذين سعوا للمغالبه حتى وصلوا الى رئاسة جمهوريه مصر العربية متنكرين لوعودهم السابقة بالمشاركه مع كل التيارات السياسية وليس المغالبة والاستحواذ على كل شئ ، هذا الطمع والنهم الى السلطه الذى ادى الى مرور مصر بفترة من اصعب فتراتها سالت فيها دماء طاهرة لمدنين وشهداء من الجيش المصرى ، نحمد الله الان اننا تجاوزنا هذه الفترة الصعبه من ارهاب وعنف ونخطو الان الى تجاوز الفترة الصعبه من معاناة المصريبن المعيشيه ونامل ان يكون ذلك قريبا باذن الله