قصيدة بعنوان ” القمر والوحش “
بقلم / محمد البومسهولي
المغرب
أحبك مسقط رأسي أفراafra ,أحبك بلا حدود-تلك القرية الهادئة الجميلة- حباها الله بطبيعة جميلة غناء. أنواع من الفواكه والخضرتَغُصُّ بها البساتين.
أهلها عمليون نشطون .ليس لهم وقت يكفيهم لاستغلال أرضهم.
هاههم بين الحقول,يشذِّبون, يهذِّبون يسقون يزرعون, يجنون,يشحنون, يبيعون. يتفانون, ويتسابقون, ويتنافسون, في تطوير الزراعة, مستغلين في ذلك نهر دادس: درعة; الذي لايبخل عليهم بالري صيفا وشتاء.
أفرا القرية الجميلة كالعروس في ليلتها هذه الأيام ; أزهار اللوز.
زادتها رونقا وبهاء;الروائح العطرة هذه الايام تزكم الانوف,وتُغري بالتجوال;نعم التجوال. يحلو لي أن أنتهز وجود القمر النَّيِّر الذي يضفي على القرية سحرا وجمالا.
إذا ما حل الليل والقمر في كبد السماء يوزع الضياء على القرية النائمة ;أقوم بجولة وسط الحقول, بين ممرات القصب وأشجار الصفصاف, مصارف المياه الرقراقة تلبي حاجة الفلاح بسخاء.
خرير المياه,حفيف الاشجار, والقصب, زقزقة طير مذعور, و ضفدع في طريقه إلى بركة قريبة يسابق الزمن.
وأنا بين الأدغال إلى حيث مجرى النهر الخالد يلتوي التواء الأَيمِ في لمعانه وصفائه البراق.
معتزا بطوله ومملكته الشاسعة; كيف لا وقد استمد منبعه من الاطلس الى الصحراء.
اقف عليه ومن شدة الصفاء والنقاء ,وانعكاس نور القمر المضيئ, على صفحته أكاد اراني.
وكأنني أمام مرآة في بهوِ قصر فخم.
لم أكن وحدي فهناك مدياع صغيرتفوح منه اغنية لفيروز: سكن الليل.
وبعد غياب طويل زرت القرية وقد استضافني جاري; إستأذنته الإنصراف لأني سأ كون الليلة في ضيافة النهر الخالد;استمتاعا بالليلة المقمرة ,بادرني بالقول وبنبرة الآمر الناهي:إياك ثم إياك أن تخطو خطوة نحو الحقول ليلا;انتابني شعور بالدهشة, وقبل أن استفسر؟
بادرني قائلا: إنه الوحش
نعم الوحش: الخنزير البري ;غزا القرية قبل عام, بمباركة السلطة.
إن قريتنا أصبحت محمية للخنزير البري.
وإنه يأتي على الحرث فيعيث الفساد والدمار.
ودعت صاحبي وأنا أردد: الخنزير ..الخنزير.. لا حول ولا قوة الا بالله!!!؟