قصيدة بعنوان
التشرُّد والفقر
بقلم /زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
فلسطين
والفقر البحر الوافر
شربتُ من النَّوى مُرّاً مُمِرِّاً
ودمعُ العينِ يَشرَقُ بالحنين
وكابَدَت الضُلوعُ مَضيقَ صدرٍ
وإعصاراً يُعربِدُ بالأنينِ
وتاه الفكرُ مع إدبارِ يومٍ
وحلَّ ظلامُ ليلٍ يكتويني
بعيدُ كلُّ ما أرجو وصدٌّ
من الأيامِ يرسو في وتيني
حبستُ القلبَ في بئرٍ عميقٍ
بلا أملٍ يعيشُ وكالجنينِ
فدنيا ما ترى إلاَّ عذاباً
يؤرِّقُ من تمادى باللعينِ
وساوسُهُ تُجَمِّعُ كُلَّ همٍّ
وذكرى إذ تعودُ مع السِّنينِ
تقطَّعَ مااهترا من حبلِ وصلِ
لأهل غريبةٍ من كُلِّ لينِ
إلامَ يعيشُ فردٌ في فضاءٍ
كطيرٍ تاه عن عُشٍّ مكين
بلا مأوى تدورُ بِيَ اللَّيالي
ونومٌ في النّوى لايعتريني
مراراً قد وقعتُ وكان عوني
إلهي لا ينامُ وذا يقيني
زوايا للمنازلِ في ظلامٍ
يواري من يسيرُعن العيونِ
أُسَلِّمُ للكرى تعباً وكرباً
نهاري بات يمشي مع قريني
أيا شيطانُ فارقني لعلِّي
أنالُ بأدمعي قُربَ المُعينِ
لقد حلَّ الصَّقيعُ بكلِّ جزءٍ
من الجسدِ المعنَّى بالمُهينِ
فجوعٌ لا يفارِقُ من تمنَّى
فراقَ العُمرِ مِنْ بُعدٍ ضَنِينِ
إلهي من يقودُ خطايَ دوماً
وقد سلَّمتُ أمري كالرَّهينِ
ويسألُ من يراني في عناءٍ
أُجيبُ بدمعةٍ قد تحتويني
فيُسلِمني لبيتٍ لليتامى
ومن فقدواالعوائلَ في سفينِ
فأغرقُ في بحار الهمِّ حتَّى
تُفَرَجَ كُربتي ممَّن يليني
جمعنا همُّ تشريدٍ وفقرٍ
فكانت سلوتي في كُلِّ حينِ
مناجاةٌ وتجديدٌ لقلبٍ
فمن ملك القلوبَ لهُ أنيني
فسبحانَ الَّذي يرعى بلطفٍ
خلائقهُ..وقد فاضت شجوني
أُصلي ما حييتُ على رسولٍ
بُعيدَ الحمدِ إذ وصلٌ مُعيني
تقاربت القلوبُ بحبِّ ربِّي
يديُمُ عطاءَهُ إذ يجتبيني
فسبحانَ الَّذي يحيي عظاماً
وآمالاً .. فلا يأسٌ بديني