الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب
“ماكينة الكلام والهجوم على الناس “
•• ليس ماقاله المذيع تامر أمين بسيونى وعلى مسئوليته، عن استغلال ناس – كتيييير- من أهل الصعيد للأطفال صبيان وبنات، للصرف عليهم بعد تشغيلهم فى الورش والبيوت، صحيح !!
فهذا الكلام ينطبق على قلة من الناس بطول مصر وعرضها
•• وبالعكس فكل ما ذكره عن بنات الصعيد خطأ فى خطأ، فبنت الصعيد لا تخرج من بيتها إلا للعلم والزواج والعمل
ولكن المشكلة أن ماكينة الكلام التى تجرى على لسان معظم المذيعين الأن، تجعلهم يسخنون كما يسخن -المكن – من التشغيل المستمر
•• فالمذيع يجد نفسه مع المشاهد ويترك له العنان ليزيد ويستزيد فى الكلام عن أى موضوع مطروح للنقاش، وطبعا التجويد بعد التسخين شئ وارد، فلا أحد يراجع المذيع فيما يقول، فهو يقول ويفصل ويخرج من فكرة إلى فكرة أخرى، بدون مراجعة ولا تفنيد ولا حتى الاستعانة بصديق ليضيف له ولو على سبيل الإسترشاد
•• يتحدث المذيع وفى رأسه الحذر من العيب فى سياسة الحكومة، ويسعى فقط طرح الفكرة التى يعتمدها للدفاع عن توجه الحكومة وتهيئة الرأى العام لما تريده
وقد يغير كلامه بعد فترة إذا تغير توجه الحكومة، فلا فكرة ثابتة فى ذهنه، ولكنه يقول ما طلب منه الحديث فيه، ليس إلا، وكل مذيع وثقافته ووعيه وحساسيته، وحساباته
•• وطبعا قضية الأسرة والإنفجار السكانى حديث ذو شجون وليس بجديد، فلطالما تحدث الإعلام عن أثاره السلبية على حياتنا، وأن الزيادة تلتهم التنمية.. الخ
•• ولكن الجميع هاجم الناس التى تنجب بلا عقل ولا وعى ونسوا مسئولية الحكومة عن ذلك فضلا عن تشجيعها بلا قصد للزيادة السكانية
•• فالتسرب من التعليم وعمالة الأطفال مشكلة موجودة عادى، ومن زمان وستظل زمن تانى كمان، ومنتشرة فى بحرى وقبلى بين معظم الأسر الأشد فقرا، لكن التحفيل على المجتمع من معظم المذيعين، لا يليق والحديث عن العلاج وتلافى الأسباب أهم وأجدى ، فالمشكلة معروفة والحل غير سحرى،
لكن الإعلام أو معظم الإعلاميين يحبون الحكومة عن الشعب ويلقون عليه اللوم، ويتناسوا مسئوليتها، وأسباب تفشى المشكلة
والحل يبدأ من عندها، بتلافى أسباب الفقر وتوفير حياة كريمة، وتحقيق العدالة الإجتماعية ونفاذ القانون على الجميع، حتى تكون العزوة فى الكيف وليس فى الكم
•• قضية الأسرة وتنظيم النسل مسئولية من العيار الثقيل، ولا يحلها الهجوم على الشعب، ولكن يحلها مواجهة الأفكار المتطرفة لبعض رجال الدين وعدم قناعتهم بفكرة التنظيم من الأصل، ورفع مستوى الحياة فى الريف والحضر، والإرتقاء بخدمات الصحة والتعليم
•• إعتذار تامر أمين درس لكل المذيعين الذين يتبنون سياسة الهجوم على الناس وتحميلهم أسباب الهم والغم وسوء الأداء وإنهيار القيم،
لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، فالإعلام هو إعلام الشعب قبل الحكومة،
ويامسهل