بؤرة فساد
بقلم / لميس الحو
بموجب التقدم العلمى والتكنولوجى والانتشار السريع لشبكات الانترنت اصبح العالم قرية صغيرة وبالاستخدام السيىء للتكنولوجيا والفهم الخاطىء لها وما يتم تداوله وعرضه على شبكات النت جعل من هذه القرية بؤرة فساد، الصالحون فيها قليلون، المتعقلون الذين يميزون بين الحق والباطل، الصواب والخطأ، الصالح والطالح قليلون.
تعرضت شعوبنا العربية ومجتمعاتنا الإنسانيه بكل ما كانت تحمله من عادات وتقاليد وقيم ومثل وأخلاقيات الى اجتياح كاسح من الانهيار الاخلاقى والقيمى، تبدلت المفاهيم وانقلبت المعايير على اعتاب التطور والتكنولوجيا ووقعت فى براثن العولمه التى جعلت العالم قرية الكترونية صغيرة تترابط اجزاؤها عن طريق الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية والقنوات التليفزيونيه وشبكات الإنترنت فكانت الوقيعه والشرك الذى نصبه الغرب للدول العربيه وخاصة مصر زعيمة الأمة العربية التى كانت فى مقدمة أهداف المخططات والاجندات السياسية التى تعمل جاهدة على هتك عرض الشعوب العربية وإثارة الفتن بها .
ومن اخطر انواع العولمة، العولمة الثقافية والإعلامية وتعنى سيادة قيم ومفاهيم الدولة القوية عبر وسائل الإعلام، أى سيطرة الثقافات القوية ونشر قيمها وهيمنتها على الثقافات الضعيفة.
لقد وقعت شعوب العالم الثالث فريسة سهلة لثقافة صدرتها الشعوب الغربية للتأثير على بنيتهم الثقافية وتكوينهم المعرفى، ويعد الانترنت عنصرا” هاما” للعولمة الثقافية لانها ألغت المسافات وعبرت الحدود دون جواز سفر فلم يعد الانترنت مجرد اسم او رمز فى حياتنا بل اصبح واقعا” وأسلوب حياة يومى لكل مواطن ومقياس للتقدم والتحضر فى عالم اليوم، حتى أن الأبحاث والدراسات اثبتت ان الأفراط فى استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعى يؤدى إلى إرتفاع معدل الانحرافات الأخلاقية وقدرة الأبناء على الإفلات من الرقابة الأسرية وكذلك حالات الطلاق ونسبتها المرتفعة والخيانات الزوجية وزيادة معدل الجريمة واعتناق مفاهيم وأفكار خاطئة ومجاراة لموضات دخيلة لا توافقيه مع مجتمعاتنا الشرقيه والانجراف خلف الملهيات والبعد عن الحياة الطبيعية التى يجب أن يعيشها الانسان وممارسة أدواره الطبيعيه فيها وللأسف الشديد هذا الذى يسمى الإنترنت اسهم فى فك عروة الترابط بين الأبناء والاباء وجعل الأبناء ينشأون فى ضوء قيم إجتماعية وثقافية خاصة بهم تمحو تأثير الأسرة تماما وغيرها وغيرها من التغيرات المجتمعية الباليه التى ألقت بظلالها السيئة على المجتمع.
فنحن نعيش اليوم عصر الاغتراب وفقدان الهوية الذى يرى فيها الشخص نفسه غريبا’ عن ذاته، الظروف والتغيرات هى التى تتحكم فيه وتجعله عبدا” لها.
فيا عباد الله لاتكونوا عبادا” لغير الله.