لا ضرر ولا ضرار
بقلم / رءوف مصطفى
إن الإضرار بالآخر أمر يدعو إلى العجب فلا هو أراح لأنه آلم غيره ولا هو استراح لأنه يرتعد من رد فعل الآخر.فهذا الجنون بعينه فهو يتبع رغباته الشريرة ونفسه المتكبرة بسلوك يندم عليه عاجلا أو آجلا.
إن إيذاء الآخر ومكابدته وإلحاق الضرر به وتحقيره وترويعه وشتمه وتهديده وتتبع عوراته ونشر هفواته هذا كله لا يفعله إلا لئيم وذميم ومن امتلأ قلبه بالبغضاء وأفعم بالعداوة بل وليس مسلما كامل الإسلام كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)وقال صلى الله عليه وسلم(من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله)
أذى الآخرين بكافة صوره لسانا أو سلوكا أمر ترفضه الأديان ومبادئ الأخلاق الإنسانية.
إذا أردنا تقييم شخصية ما من جانب الاتزان والعقلانية فنستطيع أن نقوم بذلك من خلال الاطلاع على سيرتها في العلاقة مع الآخرين فإن كانت علاقات تبادر إلى إيذائهم فهي شخصية ناقصة ,وإن كانت العلاقة مع الآخرين علاقة طيب ومودة وأن الآخرين آمنون من أذاها,وراضون عن العلاقة معها لأنها لا تعتدي فهي كاملة وناجحة ولها عقل راجح.
وللأسف فالشخصية الناقصة هي السائدة فهم يجعلون القتل والإيذاء بدعوى الدفاع عن الدين وحماية العقيدة حينا,وبدعوى الدفاع عن الوطن والنفس حينا آخر ,ألا فاحذروا الأمرين ,إن من حمل السلاح أو أذى الناس دفاعا عن الدين فقد وضع الدين فوق الله الذي يأمر بالحب لا بالقتل والله كفيل بحفظ دينه وليس بحاجة إلى عبيد خاطئين ينقذونه,وليس لأحد من العصمة ما يجعل رأيه صوابا لا يأتيه الباطل بل أكثرهم يدافعون عن رأيهم وحدهم بل وعلى حقوقه ومزاياه ويتخذ من الدين عذرا يعتذر به.
وأخيرا فهناك بشر يحتاجون إلى عمليات تجميل داخلية مثل تكبير القلب وشفط الحقد وتكسير خلايا الشر من نفوسهم ونفخ ضمائرهم الهزيلة.
اقرأ ايضا :
**محاولة إسقاط
**أنتبهوا لهذا المرض
**الأزهر ضمير الأمة
**نوازع إنسانية