أشباه الرجال
بقلم / لميس الحو
ضاعت الرجولة فى زمن ساد فيه أشباه الرجال ، والحديث ليس على المطلق أو قابل للتعميم ، فلكل قاعده شواذها ولكل مٌسلَمه استثنائها ، فهناك رجال كالأشجار فى قوتها وصلابتها حتى وإن اقتلعتها تموت واقفه لا تركع.
أما اشباههم كالرمال تطيح بها الرياح ويموتوا على اسوء حال لا سيرة ولاذكرى.
أشباه الرجال هم من يختالون بأنفسهم على غير حال ويَدعون العظمه دون جاه ولا مال ولا علم.
أشباه الرجال هم من ينكسرون امام المواقف الصعبه والظروف الضاغطه وهم ايضا من يسيرون على مبدأ انا ومن بعدى الطوفان ، هم من يعزفون عن أصلابهم وأرضهم ويزرعون بذور الخيبات فى أرضٍ أخرى.
شبيه الرجال من يقطع رحمه ويصل من لاوصال له ولن يُسأل عليه امام الله ، من يؤتمن فيخون ويغدر بمن كان له كل الكون ، من يتخذ الكذب أسلوب حياه ، من يقدم امرأته فى معارك الحياة ويختبىء ورائها ، من يتباهى بها فى مجالس الرجال دون حياء ، من يسمح لزوجته ان تكون مطمعا” لناظريها لا غيره على عرض ولا غيره على شرف .
أشباه الرجال من يتوسدون حجور زوجاتهم ويتخذونهم سرا” وملجئا” ويهجرون حجور أمهاتهم اللاتى انجبنهم وخرجوا من ارحامهن ، ويمزقون رباط الأخوة ويعكرون الدماء التى تربط بينهم وبين إخوانهم.
أشباه الرجال من يظلمون زوجاتهم طوعا” لأهليهم وارضاءا”لهم ، فإذا رأيتم امرأه يوما” تتصرف كالرجال فلا تلومونها فربما رُزقت برجل تنازل لها عن كافة حقوقه.
شبيه الرجال من يتخلى عن والديه فى الكبر ونسي أن الزمن يدور فى دائرة مغلقه وأنه سيلقى نفس المصير. شبيه الرجال من يتخلى عن امرأه وثقت به وهو يخوض في عرضها ويطعنها فى شرفها ويخدعها بالحكايات والروايات ويدس لها السم فى عسل الكلمات.
أشباه الرجال لا قيم ولا مثل ولا مبادئ ولا أخلاق.
ولو قيسنا رجولة اليوم بمقياس الرجولة الحقيقى لما وجدنا ما ننشده الا من رحم ربي.
فيا أيها الرجال اصلحوا ذوات نفوسكم قبل أن تحاسبوا ، فحساب الرجال عند الله أشد وأقوى.
سَتُحاسب أيها الرجل على نفسك اولا” فكل نفس بما كسبت رهينه، وسَتُحاسب على زوجتك وأهل بيتك وأولادك فكل راعٍ مسؤل عن رعيته .
أعطاكم آلله القوامه بما اوصاكم واتاكم من رجولة فكونوا قوامين ورجالا” مسؤلين.