رسالة لكل مغرور
كتب/ أشرف عبوده
نتعامل يومياً مع الكثير من الأشخاص المزعجين، إلا أنه بالتأكيد نتفق جميعاً على أن أسوأ أنواع الشخصيات هي الشخصية المتكبرة والمغرورة ، يعتبر الغرور بشكل عام عبارة عن مزيج من مشاعر التعجرف والتكبر والغطرسة، وأن تكون مغروراً ذلك يعني أنك إنسان لا تقدر الآخرين ولا تحترم ما يقومون به؛ بالإضافة إلى أن الشخص المغرور يعتقد أن كل شيء يدور حوله وأنه محور الأحداث التي تجري في محيطه. الغرور يعني أن تعتقد أن ما تقوم به هو سبب نجاح أي شيء يحصل معك أو مع الأشخاص المحيطين؛ بالإضافة إلى أن مشاعر الغطرسة والتكبر تدفع الإنسان إلى التكلم بدون توقف عن نفسه وعن إنجازاته، بالإضافة إلى دفعه لإعادة سرد القصص التي تجعله يبدو بمظهر لائق بشكل مستمر حتى لو لم يكن هناك داعي لذلك .
قد يعتقد الكثير من الأشخاص أن المغرورين هم الأكثر ذكاءً وقدرة على التفوق في العمل أو الجامعة أو غيرها من المؤسسات او الشركات ؛ إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً. لقد تبين أن الغرور نابع عن قلة ثقة بالنفس وضعف بالإدراك وجهل بالمعلومات وكيفية التعامل مع الاخرين
يحاول الشخص المتكبر لفت الأنظار إليه وتركيز العيون على ما يقوم به لكي يشبع غروره. يمكنكم أن تلاحظوا أن الأشخاص المغرورين غير قادرين على الاستمتاع بنجاح من يحبون، لأنهم يعتبرون أي نجاح للآخرين فشل لهم، وبالتالي سيحاولون دائماً أن يجذبوا اهتمام الآخرين بأي شكل ممكن ويحولوا انتباه الآخرين عن أي نجاح غير نجاحهم.
يعتقد الأشخاص المغرورين أنهم أفضل من الآخرين في كل شيء، سواء كان في المظهر أو الثقافة أو التعليم أو أي شيء آخر؛ لذلك ستلاحظون أنهم يبدون حالة من الازدراء لكل ما تقومون به أو كل ما تقولونه.
لا يمكن للشخص المغرور أن يقبل فكرة أنه على خطأ، ولهذا السبب ستلاحظون أن الأشخاص المتغطرسين قد يفعلوا أي شيء لكي يكونوا على حق، وقد يكذبوا ويخادعوا إن اضطرهم الأمر من أجل إثبات صحة ما يقومون به أو ما يقولونه.
يعمد الأشخاص المتكبرون إلى الكلام بشكل مستمر وبدون توقف، حتى ولو كان الموقف لا يحتاج إلى الكثير من الكلام
يجد هؤلاء الأشخاص أن كل من يخالفهم الرأى هو مجرد عدو يجب التخلص منه وإزالته من قائمة المعارف. هذا صحيح عزيزي القارئ، لا يستطيع الشخص المتكبر أن يقف بوجه من يخالفه الرأي، ولهذا السبب يعتقد أن الحل الوحيد للتخلص من هذا “التهديد” هو اعتباره عدو ومحاربته بشتّى الوسائل.
من الضروري أن نعلم كيفية الرد والتعامل مع المغرورين والمتكبرين، فبسبب كثرة انتشارهم في المجتمعات، نحن بحاجة دائماً إلى معرفة أفضل الطرق التي تساعدنا على التخلص من أذاهم، والرد عليهم بدون أن نشعر بالضيق
هل تعلمون أعزائي القراء أن كل الأشخاص المتكبرين والمغرورين والمتغطرسين يمتلكون نقطة ضعف مشتركة؟ هذا صحيح، إنها انعدام ثقتهم بنفسهم! لا تستغربوا ذلك أعزائي، فعلى الرغم من أنهم يحاولون الظهور بمظهر المسيطر طوال الوقت، إلا أنهم لا يملكون أدنى ذرّة من الثقة بالنفس.
نعم أنا أحمد الطيب …
استوقفتني هذه العبارة في مكالمة مولانا شيخ الازهر عندما سألته والدة أول الثانوية الازهرية هل حضرتك الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ؟
فأجاب بكل تواضع وأدب ..
نعم أنا أحمد الطيب …
هذه عبارة خالدة ورسالة للمتكبرين والمغرورين الذين فتنتهم الدنيا وغرتهم وقالوا أننا نمرة واحد ..
إذا كنت صاحب علم فالطيب تعلم في الأزهر حتي أصبح أستاذا بجامعته وكذلك حصل علي الدكتوراه من السوربون ..
إذا كنت صاحب منصب فقد تقلد عمادة كلية أصول الدين ورئيس جامعة الأزهر ومفتي مصر وشيخ الأزهر ما لم يصله أحد …
إذا كنت تتحدث لغات فهو يجيد الفرنسية والإنجليزية …
إذا كنت صاحب مال فالطيب من عائلة ثرية للغاية …
إذا كنت تفتخر لنسب فهو من آل الطيب الأشراف وساحة عائلته ملاذا للجميع يطعمون بها الطعام للجميع …
إذا كنت مشهورا فهذا الرجل يحبه المسلمين جميعا ويعرفونه العجم قبل العرب وقاد به رئيس أندونيسيا السيارة …
رجل أتاه الله العلم والمناصب والمال ومع ذلك يتحدث عن نفسه مجردا ..
نعم أنا أحمد الطيب ..
بكل تواضع وأدب جم …
أظنها رسالة لكل مغرور ومفتون فالتواضع والبساطة هم سمة الكبار شأنا ومثلا.
قد يكون الشخص المغرور فرد من عائلتك أو أحد أصدقائك، لذلك لا تتصرف معهم إلا بكل احترام، وحاول مساعدتهم قدر الإمكان قبل أن تقطع علاقتك معهم.