هل من متعظ؟!
بقلم/ رءوف مصطفى
هل تخيلت يوما اللحظة التي تقترب فيها من الخروج من الدنيا؟! تلك الأنفاس الأخيرة في حياتك الدنيوية، وكيف تري الدنيا في تلك اللحظة؟! وكيف يمر شريط ذكرياتك من أمام عينيك مثل فيلم سينمائي ولكن هذه المرة من تأليفك أنت وتمثيلك؟! هل تخيلت كم الحسنات القليلة التي فعلتها مقارنة بكم المعاصي الهائلة التي ارتكبتها؟! وهل تخيلت القليل ممن جبرت بخاطرهم مقارنة بالعدد الهائل الذي آذيته وكسرت بخاطره وظلمته وسببت لهم أضرارا مادية ونفسية؟! بل وكنت توهم نفسك أنك مظلوم؟! هل اتضحت الحقيقة الآن أمام عينيك؟! هل أدركت الآن أن أموالك ونفوذك بل وأولادك سيتركونك بعد قليل لتواجه وحدك ماقدمت يداك؟! وهل تيقنت أن كل هؤلاء جميعا الذين ارتكبت من أجلهم أكبر الآثام وتسببت في إيلام الآخرين سيتركونك وحدك؟!. وللأسف لامجال لأن نقول رب ارجعون، فهذا نهاية المشوار الأبدي الذي ستعيش بعده حياة أبدية في الآخرة علي أساسه. فهل من متعظ؟!