وتبقى ابتسامتك الطيبة ياايهاب
بقلم /جابر سركيس
عضو اتحاد كتاب مصر
البيوت التى كنا نسكنها ونعيش فيها هى االتى تسكننا ونعيش فيها إلى الآن، بيت سركيس، بيت محمد ناصف، بيت فراج مطاوع، بيت لطفى مطاوع، و محمدةالمطارقى، وفريد معوض، وجمال عساكر، ومحمد الدش، وبيت ايهاب. الوردانى فى مجول الطيبه، بناسها الطيبين، بجمعيتها الخيريه، بمركز شبابها، بشوارعها وازقتها الضيقه
هذه البيوت، كانت تجمعنا، على الطعام، على قراءة ما نكتب من قصص وقصائد، ومسرح شعرى جميل لفراج، على إصدار مجلة
،، دلتا،، الادبية،، الماستر،، وعددها الوحيد الذى ضم اعمالا بكر لنا
كنا قلوبا محبه، نقيه، مرحبه باى عمل جديد يكتبه كل واحد منا، نفرح به ونحتفى كأنه عمل كل واحد منا
حين صدرت لايهاب مجموعته الأولى،، ناعسه،، كان يوم فرح
، وحين تمت مناقشتها بنادى ادب قصر ثقافة المحله، كان يوم فرح آخر، نفس فرحنا بمسرحية فراج،، خروجا على النص،،، والفاوريكا،، لمحمد ناصف، وغيرهما من الاصدارات الادبية
نذهب إلى بيت ايهاب، تستقبلنا طيبة أمه عند الباب، وتدعونا فرحه للصعود إلى ايهاب
_ ايهاب فوق
يستقبلنا بورده على السلم، نصعد معه، بعد قليل نشم رائحة الطعام الشهى، نستقبله حين يدخل علينا ببهجه، نأكل معا، نتحدث، تعلو أصواتنا، تنخفض، نضحك
نغادر كل الى بيته، نفترق على وعد بلقاء فى بيت واحد منا، او لقاء الاربعاء بنادى ادب غزل المحلة، او الإثنين بنادى ادب قصر ثقافة المحلة، كانا كأنهما بيتين آخرين لنا، حين تولينا الادارة فيهما، كان تقديرنا لمن سبقونا ولو بعام واحد أو بعدة اعوام تقديرا كبيرا، وكانت محبتنا غامرة لكل عضو جديد حين ياتى، كنا نؤمن إن ظهور موهبه جديده تساعد على تعميق نهر الابداع الذى شقه من سبقونا، كل موهبه جديده تؤكد دور المحله الثقافى والفنى، كنا نشعر ان هناك مسئوليه على عاتقنا جميعا، إن يستمر نهر الابداع فى المحله لا ينضب ولا يتوقف وإن يهب لمصر كل يوم موهبه جديده، حتى صارت المحله بحق ظاهرة ابداعيه لافته للحركه الادبية فى مصر كلها وتنير كتاباتنا مجلات العالم العربى
تفرقت بنا السبل بعد ذلك، سقط بيتى، ورحل جمال عساكر ومن بعده فريد معوض، ورحل متولى الشافعى وغادرنا إلى القاهرة فراج مطاوع ، ومن بعده محمد ناصف الذى لم ينقطع عن المحله، ياتى بين الحين والآخر، يدعونا للقاء فى مقهى،. سمر ،، بجوار محطة القطار، نستعيد ذكرياتنا ساعة أو ساعتين ثم نفترق
بعد دخول ايهاب مجلس ادارة اتحاد الكتاب و تولى امانة الصندوق عكف على العمل بالاتحاد وقراءة لوائحه وشغلته معارك كنت أشفق عليه منها، ادعوه للتوقف، يقول حين يطعن أحد فى ذمتى الماليه فلا يجوز لى عدم الرد
آخر لقاء بك ياايهاب كان على محطة قطار المحله ، السابعه صباحا، أتيت من مجول إلى المحله متوجها إلى القاهرة إلى اتحاد الكتاب ، حمل ثقيل تحمله على كتفيك وابتسامتك الطيبة على وجهك، و حزن شفيف فى عينيك رأيته لأول وأخر مرة