كيف نطور ونغير مفاهيمنا للتفكير والعمل……
ا د / محمد ابراهيم طه
كلية التربية- جامعة طنطا
الفرق بين البلدان الفقيرة والغنية لا يعود إلى قدمها في التاريخ.
فمصر والهند يفوق عمرها 2000 عام وهي فقيرة.
أما كندا واستراليا ونيوزيلندا لم تكن موجودة قبل 150 سنة بالرغم من ذلك هي دول متطورة وغنية.
ولا يمكن رد فقر او غنى الدول إلى مواردها الطبيعية المتوفرة.
لليابان مساحة محدودة ، 80% من اراضيها عبارة عن جبال غير صالحة للزراعة أو لتربية المواشي ،ولكنها تمثل ثاني اقوى اقتصاد في العالم .
فهي عبارة عن مصنع كبير عائم ، يستورد المواد الخام لإنتاج مواد مصنعة يصدرها لكل أقطار العالم.
مثال آخر هو سويسرا فبالرغم من عدم زراعتها للكاكاو إلا أنها تنتج أفضل شوكولا في العالم .
مساحتها الصغيرة لا تسمح لها بالزراعة أو بتربية المواشي لأكثر من اربعة أشهر في السنة إلا انها تنتج اهم منتجات الحليب وأغزرها في العالم.
إنها بلد صغير ولكن صورة الأمن والنظام والعمل التي تعكسها ، جعلها أقوى خزنة في العالم.
لم يجد المديرين من البلاد الغنية من خلال علاقاتهم مع زملائهم من البلدان الفقيرة فروق تميزهم من الناحية العقلية ومن ناحية الإمكانيات عن هؤلاء في البلاد الفقيرة.
اللون والعرق لا تأثير لهما . فالمهاجرون المصنفون كسالى في بلادهم الأصلية هم القوة المنتجة في البلاد الأوربية.
أين يكمن الفرق إذا؟؟
يكمن الفرق في السلوك، المتشكل والمرسخ عبر سنين من التربية والثقافة.
عند تحليل سلوك الناس في الدول المتقدمة نجد أن الغالبية يتبعون المبادئ التالية في حياتهم :
1.الأخلاق كمبدأ أساسي
2.الإستقامة
3.المسؤولية
4.إحترام القانون والنظام
5.إحترام حقوق باقي المواطنين
6.حب العمل ومساعدة الآخرين
7.حب الإستثمار والادخار
8.السعي للتفوق في الأعمال الخارقة
9.الدقة
- التسامح
في البلدان الفقيرة لا يتبع هذه المبادئ سوى قلة قليلة من الناس في حياتهم اليومية.
لسنا فقراء بسبب نقص في الموارد أو بسبب كون الطبيعة قاسية معنا .
نحن فقراء بسبب عيب في السلوك..وديننا القويم علمنا أرقى أنواع السلوك وأطيبها وأطهرها… وبسبب عجزنا وإهمالنا المبادئ الأساسية التي علمنا إياها ديننا الحنيف.