لماذا القانون غير رادع لهؤلاء؟
بقلم / اشرف عبوده
لا شك أن غياب الشفافية يشجع على الفساد، وهو قوة مدمرة أشد المتألمين منها هم الفقراء والمساكين، وآثار ذلك واضحة للغاية. فالفساد يحرم المرضى من الدواء والعقاقير، ويحول دون بناء المدارس، ويؤدي إلى انجراف الطرق تحت الأمطار، ويهدر المال العام ولم تعد مظاهر الغش والفساد الإداري وقفا علي البيع والشراء والرشوة والمحسوبية, بل تعدت ذلك إلي إحجام الموظفين عن القيام بمهام عملهم, والتلاعب في التوقيع بكشوف الحضور والانصراف وتقاضي الرواتب دون تقديم أي عمل يذكر مقابل ذلك, أو تحري الحلال فيها, واستخدام سيارات العمل وتليفوناته وأوراقه في أغراض شخصية والوساطة والمحاباة من الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع, والمراد بها الأعمال والممارسات التي يقوم بها من يستفيدون من مواقعهم أو وظائفهم أو سلطاتهم في منح الامتيازات لأقاربهم ومعارفهم أو من تربطهم بهم مصلحة علي حساب غيرهم من أصحاب الحقوق بغض النظر عن أحقيتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم وكفاءاتهم
لقد أيقن العالم أجمع ووقر في عقيدته بأن آفة الفساد على إختلاف مظاهرها تُعد المعوَّق الأكبر لكافة محاولات التقدم، والمقوَّض الرئيسي لكافة دعائم التنمية ، مما يجعل آثار الفساد ومخاطره أشد فتكاً وتأثيراً من أي خلل آخر ، فإنه لا يقتصر دوره المخرب على بعض نواحي الحياة دون البعض الآخر ، بل يمتد إلى شتى نواحي الحياة الاقتصادية والإجتماعية والسياسية.
لما تروح لدكتور ويقولك حتحتاج جلسات كيماوي او ابنك محتاج كيماوي متستغربش ….. – عصير المانجو اللي في محلات العصير 70% منه مالهوش علاقه بالمانجو اصلا..ده قرع عسل والفواكه بتدخل المفرمه وهي بايظه وكل ال اشتغل ف المصانع عارف الكلام ده .. – اللانشون والبيف اللي المفروض مكتوب عليها لحم بقري خالص حلال.. مفيهاش ريحة اللحمة اصلا.. دي سقط حيوانات مدبوحه مفروم مع بهارات وتوابل وجيلاتين وعضم فراخ ده غير الفاسد بيرجع للشركه بيتعمل ليه اعادة تصنيع وبردو ال اشتغلوا في المصانع دي عرفين الكلام ده .. – انواع الهامبورجر المنتشره في السوق (عدا نوعين تلاتة) كوكتيل من البهارات وماده جيلاتينية بتبقي مبطنة لجلد الحيوانات بعد الذبح وبتتباع من المسلخ الحلاوة الطحينية اللي في المحلات.. عليه اكسيد تيتانيوم عشان تاخد اللون بتاعها وبعضها مفيهوش ريحة السمسم اصلاً.. عليها دقيق وفورمالين عشان تمسك نفسها.. اصل الدولار بقي غالي فالسمسم غالي والزبون عاوز الارخص مش الانضف. – فلاتر ميه الشرب.. بتفلتر الطعم (عبر ازالة الكلور) والريحة (عن طريق الفلتر الكربوني) لكن المعادن التقيله اغلبها مبيتفلترش اصلا الا في الفلاتر الاكتر من 3 مراحل. – سمك المزارع السمكية..بياكل دم ومخلفات عمليات الذبح وفراخ المزارع الميته ده غير الهرمونات – فراخ المزارع.. من كتكوت عمره يوم لفرخه كاملة وزنها كيلو علي الاقل الي كيلو و200 جرام بياخد 19 يوم..حقن هرمونات في الاكل وميه الشرب.. علما ان الفرخة الطبيعه عاوزه 4 شهور عشان تقرب من الحجم ده. – اغلب اشهر المحال التجاريه للشاورما تشتري فراخ المزارع الميته ب 4 جنيهات لعمل اجمل فتة شاورما .. – الكبده اغلبها الان ليست مستورده لغلاء سعرها بل تأخد من المجازر بعد عدم تصريح الذبح واعدام الذبيحه لوجود مرض مخيف بداخلها … – محلات الحلويات اللي بتبيع الحلويات الشرقية بالسمن البلدي.. ولابلدي ولانيلة دي معموله بسمنة صناعي وعليها مكسبات طعم زي اللي بيستخدموها فى المصانع.
لقد ظهرت فى الفترة الاخيرة عدة قضايا من خلال حملات مفتشى التموين الصحة والطب البيطرى فى مطاعم ومحلات مشهورة تم ضبط لحوم و دجاج واسماك فاسد غير صالح لاستخدام الادمى بالرغم من ذلك ارى ان القانون غير رادع لهؤلاء الفاسدين .
ان الفساد والغش جريمة في حق المجتمع كله, وبنظرة عميقة في باب الغش بصوره المختلفة والمتعددة, سنجد أنه قد اجتمعت فيه مجموعة من الأخلاق المذمومة, مثل:( الخداع, والكذب, والتحايل, والتدليس, والظلم للنفس وللغير, والخيانة, والتزوير, وضياع الحقوق, والشره, والطمع, والمكر, والكسب غير المشروع, والاعتداء علي مال الغير, والكفر بالنعمة, وأكل المال بغير حق). وينهي الله عن أكل الأموال بيننا بالباطل وهذا من صور الغش فيقول: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل.
ضعف العقوبة يفاقم الظاهرة والسؤال هنا : هل عقوبة الفاسد أو الغشاش كافية للردع العام لدرجة ان تجعل الفاسد يرتكب جريمته الأخلاقية وهو مطمئن انه فى حماية القانون وثغراته أم ماذا؟ وكيف يرى خبراء القانون مدى فعالية العقوبة الحالية وماذا عن اقتراحاتهم فى هذا الصدد.. وهل يمنع الدستور تشريعا جديدا بتغليظ العقوبة ؟ وكيف يمكن مواجهة هذا الخطر الذى يداهم المجتمع أحيانا؟
كما قال تعالي:( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان) وأن الغش خطوة من خطوات الشيطان, وله آثار سلبية علي الفرد والمجتمع, وهو من كبائر الذنوب, وعظائم المعاصي, ويدل علي أن فاعله خبيث النفس, ضعيف الدين, ويجب معاقبته.