قصة قصيرة_______ نهاية مكالمة تليفونية.. بقلم – وفاء غباشى

قصة قصيرة_______
نهاية مكالمة تليفونية..

بقلم – وفاء غباشى

وقفت في شرفتها تراقب الظلام الدامس الذي تسلل إلى كيانها المضطرب.
احست برجفة تسري في بدنها الهزيل، فدخلت تلملم شتاتها وترتدي معطفا عله يمنحها بعض الدفء.
اتجهت صوب مرسمها وكشفت عن صورة حبيبها، التي لم تنهها بعد.
اخذت تتأمل وجهه وإبتسامته الجميلة المضيئة، التي افتقدتها منذ وقت طويل.
كان عندما يبتسم وكأن العالم كله يبتهج.
مدت أناملها المرتعشة إلى وجنتيها، لتمسح دموعا خذلتها، وسالت عنوة من عينيها، دموع تحكي لوعة فراق طال ولم تظهر بوادر نهايته.
إلى الآن، هي تجهل مكان حبيبها، أخبرها بسفره من أجل الاسترزاق و جمع الاموال التي تمكنه من بناء أسرة والتأسيس لعش الزوجية.
هي لا تعلم اسم البلاد التي شد الرحال إلبها، ولا أي شيء عنه.
مرت ثلاث سنوات منذ رحيله، ولا أخبار عنه ولاحتى إتصالات هاتفية منه.
دوما كانت تروي معاناتها
ومأساة رحيل حبيبها لصديقتها المقربة لديها سحر، مستودع أسرارها و اليد الحانية التي تربت على كتفها، فتهدئ من روعها وتقاسمها أحزانها.
ذات يوم، تواعدت وصديقاتها على الخروج، علهن يلتمسن بعض الترويح عن النفس.
دخلن الكافيه وجلسن، أخدت تجوب المكان بنظراتها وهي قلقه حائرة، لكأن المكان يعبق بعطر حبيبها أو كأن انفاسه تملأ قاعة المقهى .
راودها شعور غريب بأنها لم تعد هي، وأن قلقها تحول إلى نوع من الهستيريا المرضية.
الموسيقى الصاخبة والانوار الخافتة، والدخان المنبعث من نرجيلات الجالسين، زلزل كيانها وزاد من حدة قلقها ورعبها من المجهول.
أغمضت عينيها وكتمت انفاسها، ولكن بالرغم من ذلك ظلت مضطربة خائفة من شيء ما يصعب تحديد ماهيته.
فجأة، لفت انتباهها وجود صديقتها سحر، ، وهى تجلس بعيدا و بجوارها شخص، لم تتبين ملامحه جيدا.
الشخص الذي يجالس صديقتها يقف ثم يراقص هاته الاخيرة، ملامحه تتضح شيئا فشيئا وياليتها لم تفعل.
إنه حبيبها و الذي مثل الاغتراب عن الوطن و الغياب عنها، ها هو يحتضن صديقتها سحر، تهدهدهما موسيقى هادئة.
لم تصدق ما رأته، دنت منه كي تدقق النظر في ملامحه.
إنه هو، متأكدة هي أنه هو.
وقفت بمحاذاته وحدقت في وجهه، أحست حينها أن الارض قد غاصت بها، فأغمي عليها
ووقعت فاقدة للوعي.
افاقت بعد دقائق، لم تجدهما، لا هو ولا سحر صديقتها.
غادرت إلى منزلها تجر أذيال الخيبة، من حب كانت تعيشه مع فارس أحلام، طعنها بغدر في قلبها وخانها مع اعز صديقة لها.
نامت ليلتها ونظراتها تجوب في أرجاء الحجرة، كتائهة قد فقدت بوصلتها، لا تدري من هي، ولا تقوى على تصديق احداث أليمة عاشتها في ذاك المقهى الشؤم.
يرن هاتف المنزل صباحا، تتجه مذعورة نحوه، تلتقط السماعة
وتقريها من أذنها، صوت حبيبها ينبعث منها:
“آسف جدا..لقد ارتبطت بأخرى..كل شيء قسمة ونصيب”
و كانت نهاية المكالمة.

شاهد أيضاً

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس المال البشرى لتحقيق التنمية)

مركز النيل للإعلام بطنطا وتعليم الغربية: ندوة إعلامية حول ( بناء الإنسان والاستثمار فى رأس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *