قيم ضرورية للحوار الوطني
بقلم / ا د . محمد ابراهيم طه
استاذ اصول التربية
كلية التربية – جامعة طنطا
كل منا له مجموعة من المبادىء و القيم التى نشأ عليها وتم غرسها بداخله من خلال الاسرة و المدرسة و الاصدقاء و الجو المحيط وذلك فى السنين الاولى وفترة الطفولة التى تشكل معظم شخصياتنا و عاداتنا و تقاليدنا و عقائدنا …. وبعد ذلك تأتى فترة الشباب و تكثر المؤثرات الخارجية على حياتنا مثل وسائل الاعلام المختلفة و التعامل و الاحتكاك مع المزيد من النوعيات المختلفة من الناس من خلال الجامعة و النادى و العمل وجميع مجالات الحياة و يخوض الانسان تجارب عديدة تشكل الكثير من شخصيتة وتكسبه الكثير من الخبرات وهنا ياتى الاختبار هل تستطيع مواجهة الحياة و متغيراتها من خلال مجموعة القيم و المبادىء الكامنة بداخلك كما هى ؟ وهل تحتاج الى بعض التعديل لمواجهة و مواكبة التغيرات و الواقع الذى نعيشه وخصوصا في ظل جمهورية جديدة وحوار وطني مزمع عقده تشارك فيه كل مؤسسات واطياف المجتمع …… فالانسان عندما يواجه موقف جديد او فكرة جديدة فتلقائيا يبدأ قياسها على ما بداخلة من قيم و مبادىء و تجارب خاضها فى حياته شكلت بداخله انطباع مسبق معين لمواجهة الفكرة او الموقف الجديد عموما الافكار الجديدة و محاولة التجديد فى امور كثيرة غالبا ما تواجه بكثير من الرفض و المعارضة او على الاقل التحفظ ……. نتيجة ان المتلقى لم يجد لها فكرة مشابهة بداخلة لكى توافقها و لذلك يكون الرفض و الخوف من الجديد ولذلك يتعامل مع كل جديد من خلال قوالب جامدة و افكار صارمة لايمكن تغييرها و لايمكنها مواكبة تغيرات العصر و مواجهة التحديات الجديدة و لا حتى مناقشتها او تحليلها هذا الكلام ليس معناه ان نتخلى عن القيم و المبادىء او عاداتنا و تقاليدنا اثناء الحوار… ابدا ليس هذا ما اقصده ولكن لابد للقيم و المبادىء ان تواجه و تواكب و تتماشى مع كل التغيرات الجديدة لابد من المرونة فى مواجهة و تقبل كل ماهو جديد وهو ما يسمى بفقه الواقع ……. لابد من قياس الواقع و فهمه جيدا حتى لانطبق احكام معينة فى غير موضعها ……لابد من الواقعية فى التفكير و اتخاذ القرارت لو نظرنا لكل ما نحن فيه الان من افكار يتم تطبيقها فى شتى المجالات على مستوى العالم فسنجد انها كانت معظمها افكار جديدة قوبلت بالرفض و المعارضة فى الماضى و لكن بمرور الوقت فرضت نفسها واصبحت واقع ……..اذ لابد من تقبل الفكرة الجديدة و مناقشتها و تحليلها وقياسها جيدا و ان نفهم الواقع من ولنا جيدا لكى نستطيع ان نحكم ما الذى نقبله و ما الذى نرفضه هناك بعد آخر ان الانسان لابد ان يتلائم مع المجتمع الذى يعبش فيه ولا يعيش فى عزله سواء عاش فى مصر او الخليج او اوربا او الولايات المتجدة او اليابان او افريقيا ……. لايتخلى عن القيم و المبادىء ولكن يتلائم و يتعايش الشاهد هنا: • ان نتمسك بالقيم والمبادىء و لكن لابد لهذه القيم و المبادىء من المرونة لكى تواكب و تواجه التغيرات الجديدة فى حياتنا والا تجعلنا نعيش فى عزله على مستوى الفرد و الاسرة و المجتمع و العمل • الا نحكم على الافكار الجديدة من خلال قوالب جامدة صارمة تجعلنا نحكم مسبقا على الاشياء دون ان نعرفها او نفهمها جيدا • اهمية فقه الواقع ومايدور حولنا من احداث ومواكبة كل الوسائل الحديثة و اختيار ما هو مناسب للواقع الذى نعيشه و المرحلة التى نمر بها • فقه المرحلة فقد تكون المرحلة الان تختلف عما قبلها فلابد من التعامل معها بمنتهى الواقعية • طبعا الاخلاقيات لا تتجزأ ولا تتغير ولكن مراعاة التوقيت و الموقف و الظروف المحيطة وينبغي مراعاتها