«المستريحين»
بقلم / أشرف عبوده
«المستريح»، فهذا المصطلح انتشر مؤخرا كالنار فى الهشيم وسمعنا كثيرا عن ضحايا هذا«المستريحين» وعن كيفية تضحيتهم بأموالهم طمعا فى جمع الأرباح والحصول على الأموال، بطرق غير مشروعة أو طرق موازية غير رسمية للبنوك والأماكن الرسمية للدولة، ليصبح المواطن بهذه الفعلة شريكا فى الجريمة وليس ضحية كما يعتقد البعض.
إن هناك صفات مشتركة تجمع بين المستريح والمجنى عليه، أهمها الحرمان المادى والجشع والتلهف والسخط وضعف الإيمان، وكلها أسباب وأمراض نفسية تجعل من المجنى عليه يلهث وراء المستريح لكسب الكثير من المال. وأيضا الأنانية تعد سببا من أسباب تعامل هؤلاء مع المستريح وأيضا التربية الاجتماعية السيئة والسلبية تعد سبب رئيسى من أسباب نشأة جيل طماع يلهث وراء الأموال بأى طريقة كانت. أن الطمع لا يفرق بين متعلم وجاهل، أو فقير وغنى
ففى سبعينيات القرن الماضى كانت بداية القصة عندما ظهرت “شركات توظيف الأموال”، وأشهرها “الريان”، «السعد» و«الهدى»، وهذه الشركات تحصلت على أموال من «المودعين» بغرض «استثمارها» مقابل عائد مادى عالي، بالمقارنة بأسعار الفائدة فى البنوك، وبالرغم من اختفاء ظاهرة “شركات توظيف الأموال” بهروب أو سجن من كانوا يعملون فيها، بعد أن عجزوا عن الوفاء بوعودهم بدفع الفوائد أو رد أموال المودعين. وتسببت قضاياهم وقتها فى هزة اقتصادية واجتماعية كبيرة للمجتمع المصري، بعد أن تبخرت أموالُ الناس فى مُضاربات وهمية وتجارة فى أسواق الذهب والبورصات العالمية بطريقة عشوائية غير مدروسة.
لماذا لا يتعلم المصريون الدرس.. ذلك هو التساؤل الذى يطرح نفسه بعد كل مرة يتم القبض على «مستريح جديد».
أن اختلاف طرق النصب والأمية العالية فى المجتمع وبخاصة فى الريف، وانعدام التوعية عبر وسائل الإعلام المرئي، هى الأسباب الرئيسية التى تدفع المصريين للوقوع فى فخ «المستريح».
أن المجتمع المصرى مجتمع بسيط، ولكن فى السنوات الأخيرة شهد الكثير منا لجرائم فى حق المجتمع، والإعلام المصرى المرئى له الدور الأكبر فى توعية المواطنين، ولكن فى الآونة الأخيرة نجد أن هناك تدنى حاد فى الجانب التوعوى ولم يعد الإعلام المرئى بشكل خاص يقوم بدوره على الوجه الأمثل، فنجد أن الدراما التليفزيونية تروج للنصب والبلطجة، ومسلسلات توضح كيفية تحويل المواطنين إلى محتالين.
هناك خلل كبير فى المحتوى وطريقة الرسالة التلفزيونية، ليصبح الصوت العالى هو السبيل الوحيد للتعبير عن الرأي، ولم يعد هناك مضامين فى البرامج التليفزيونية تروج للأخلاق والقيم المجتمعية، ونرى المسلسلات تروج للفجور وتوجيه الشباب نحو الفجور والجنس فنرى الفتاة تدعو الشباب لزيارتها فى منزلها دون حياء، والبحث فقط عن الأموال ونرى الممثل محمد رمضان يلقى بالأموال فى حمام السباحة ، فى الوقت الذى من المنتظر منه أن يكون قدوة للملايين من الشباب والأطفال الصغار، ولذلك افتقدت الشاشة الصغيرة للحياء والأخلاق.
أن الشاشات أيضا تحولت إلى قنوات للنصابين فنرى أشخاص يدعون أنهم أطباء ويروجون لمنتجات غير صالحة للاستهلاك الأدمى وأشياء أخرى مضرة بالصحة، فهؤلاء أيضا هم شكل جديد من أشكال «المستريح»، ولكن هذه المرة فى شكل أكثر «شياكة» ويبثون سمومهم عبر التليفزيون.
ومن خلال مقالى هذا أدعو الرئيس السيسى للنظر إلى الإعلام وتطويره وإعادته لرسالته الأولى فى نشر الأخلاق والقضاء على الأمية، وزيادة الوعى فى المجتمع، لذلك يجب أن تعود الصحافة للكتابة ومنها يستمد الإعلام المرئى المعلومات ويطلق رسالته التوعوية بشكل يليق بالمجتمع المصري.
وإنه لا شك أن التوعية تحتاج تضافر الجهود من المؤسسات الوطنية المختلفة الدينية والتعليمية والتربوية والإعلامية
والاجتماعية والرياضية ولابد من طرح البدائل للاستثمار الآمن من خلال الشركات الواعدة للمواطنين أصبح أمر هام جدًا، لأنه يعد سبب من الأسباب التى قد تساعد فى القضاء على مثل هذه الجرائم وانتشارها.
لأن التعامل مع مؤسسة أو شركة معلومة سيكون له من القدر الكافى من الأمان لدى الطرفان، وأضاف يجب التوعية بالمخاطر الاقتصادية التى تنتج عن مثل هذا اللون منالشراكات التى تزين للناس المكسب السريع غير الأمن.