أحقاً ماتت الشهامة؟ بقلم / أشرف عبوده

أحقاً ماتت الشهامة؟

بقلم / أشرف عبوده

 

نشأنا و ترعرعنا علي الشهامة والجدعنة وابن البلد وعلي الصفات الأصيلة للرجل المصري الذي يتميز بها عن باقي الشعوب، الرجل الذي يتدخل لانهاء المشاكل بين الناس لمجرد فعل الخير، الشاب المصري الذي يقف ويتصدي لمنع معاكسة فتاة بالشارع، الشاب المصري الذي يترك مكانه بالمواصلات لاي رجل او سيدة مسنة او رجل قعيد ليجلس مكانه، ولكن تبدلت الاحوال و تغيرت الشخصية المصرية الي حد التبلد، واصبح الشاب المصري يشاهد الفتيات يتم التحرش بهن ولا يحرك ساكنا وفي حاله لا مبالاة ويري المشاجرات بين المواطنين ولا يتحرك لفض المشاجرة خوفاً من ان يصاب بالاذي بل كل ما في الامر يقول وانا مالي ويكتفي بإخراج هاتفه المحمول للتصوير و الفرجة

ياعم أنا مالى”.. “ابعد عن الشر وغنيله”.. “خليها تولع”، مصطلحات وعبارات أصبحت تتردد فى الشارع المصرى عند مشاهدة أى أخطاء أو وقوع جريمة فى “عز الظهر”، أو عند تعرض فتاة للمعاكسة والتحرش أو حتى عند نشوب مشاجرة لفظية وكان اخرها حادثة الطالبة” نيرة ” رحمة الله عليها.

اين المروءة والنخوة و اين الشهامة اتسائل ما الذي طرأ علي حياة الرجل و الشاب المصري الذي اصيب بحالة اللا مبالاة و تغيير سلوكه الي شخص سلبي تجاه المجتمع و لكن هل السبب وراء ذلك هو انتشار المخدرات والبلطجة والعشوائيات والنهب والسرقة والعنف الدموي والبعد عن الدين هما السبب في نتاج شخص (سيكوباتي) سلوكه سلبي تجاه المجتمع، ام ان تغير المواطن المصري و تحوله الي شخص سلبي نتيجة شعوره بأنه لا يأخذ حقه في بلدة و شعوره بأن هناك أشخاص تتقاضي الملايين مثل الفنانين ولاعبي الكره بينما هو لا يستطيع أن يكفي حياته اليومية و يؤمن مستقبل اولاده مما يجعله ناقما علي المجتمع و يمتنع عن فعل اي شيء ايجابي.

هل بالفعل كانت ثورة 25 يناير كانت لها أثر كبير فى تغيير سلوك المواطن المصرى وانحطاط الأخلاق بسبب الأحداث والمشاهد المؤسفة التى أعقبت قيام الثورة من إهانة رموز الدولة والفوضى والغوغائية والنهب والسرقة والعنف الدموى الذى أعقب الثورة.

فضلا عن أن مصر مسجلة أعلى نسبة مشاهدة للمواقع الإباحية وحالات التحرش غيرت من شخصية المواطن المصرى وكل هذه وسائل استخدمتها دول أجنبية فى تغيير الشخصية المصرية بالاضافة الى قسوة القلب.الأنانية، وخذلان المسلمين، واللامبالاة بمعاناتهم: إنَّ خذلان المسلم لأخيه المسلم أمرٌ تنكِره الشَّريعة، وإنَّ مِن حقِّ المسلم على المسلم ألّا يخذله ، الجبن والبخل: فالشَّهامة إنما تقوم على الشَّجاعَة لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحابِ الحاجات؛ فمَن فقدهما ضعفَت شهامتُه، وماتَت مروءته.الذلُّ، والهوان، وضعف النفس: فالإنسان الذَّليل والأُمَّة الذَّليلة أبعد الناس عن النُّصرة، وتلبية نِداء الإغاثة؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.

ان قتل طالبة المنصورة على أبواب الجامعة نتيجة طبيعية لسياق من العنف يتم تغذيته من أطراف كثيرة ، وقف بعض المارة يصورون الجريمة بدلا من إنقاذ الفتاة والمحزن انه يطاردها منذ سنتين ومتحرر ضده محضر فى مباحث الانترنت.

كثيرون بيكون على دماء نيرة لكن الحقيقة أن الشركاء فى دمها، بامتداد الوطن، والوجع، كل المجتمع مسئول عما حدث وما وصلنا إليه من تردٍ وتدنٍ أخلاقى وقيمى.. الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة.. كلنا شركاء . لقد ماتت شهامة المصريين .. الكل يتفرج ويقوم بالتصوير ليحصل على الترند.

جيل القاتل (٢١سنة) والشهيدة (٢٠ سنة) نشأ وقدوته إبراهيم الأبيض وعبده موته والألمانى ورفاعه الدسوقى نشأ على حمو بيكا ومجدى شطه وحسن شاكوش وعمر كمال نشأ على أغنية (مفيش صاحب بيتصاحب) (ومفيش راجل بقى راجل!) وهؤلاء هم من كونوا ثروات بينما بعض خريجى الطب والهندسة يعملون سائقين فى اوبر… هذا الجيل الذى يستمع يوميا لتسريبات كلها سباب ومناخ مخدرات، وانسحاب كل القيم النبيلة وتواريها وتمجيد التفاهات والسخافات.

والمطلوب الآن عدالة ناجزة وسريعة وعقاب فورى يتناسب وبشاعة الجريمة واعادة الاعتبار لمراكز البحوث الاجتماعية.

إذا كانت الرجولة تعني في اسم دلالاتها الشهامة والمروءة والكرم والاعتماد على النفس ونصرة الضعفاء ، النَّخوة هي مقياس الرُّجولة عند الكثير من شعوب الأرض، ولذا خُصَّ بها الرجال دون النِّساء، وهي خُلُق عربيٌّ أصيل منذ فجر التاريخ، وقد حث الدِّين الإسلامي الحنيف على كل خُلق كريم، وكلما زادت أخلاقُ المرء وعاداته الطيبة زادَت نخوته، فالنَّخوة هي التطبيق العملي حين الحاجة لِما هو مخزون في النفس من صلاحٍ في الأخلاق.

الرجولة هي ليست كلمة تدل على المذكر بل هي أكثر من ذلك فهي الشهامة والأخلاق والمواقف البطولية والإنسانية
فلنتتبع “الرجولة” في القرآن الكريم… فسنجدها صفة أهل الوفاء مع الله، الذين باعوا نفوسهم لربهم، وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة، وصفة الأبرار الأطهار الدعاة إلى الله، وصفة أهل الشهامة والمروءة والنجدة

والمربي الفاضل هو من يغرس في نفوس أبنائه معنى “الرجولة الحقيقية”.. تعالوا نأخذ جولة في المعنى الحقيقي للرجولة… اعرفها.. أتقنها.. تمثلها.. وعلمها لأولادكالرجولة… كلمة شرف وموقف عز . الرجولة… هي البذل والعطاء والتضحية والفداء .
الرجولة… أن تحسن لمن أحسن إليك.. ولا تسيء لمن أساء إليك .
الرجولة… أن تحترم الآخرين وآراءهم ولا تستصغرهم أو تسفههم .
الرجولة… قول الحق.. وأن تجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم.
الرجولة… هي الشهامة والمروءة في أجلى معانيها.
الرجولة… أن تعطي كل ذي حق حقه .
الرجولة… هي الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة .
الرجولة… أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك .
الرجولة… هي إنصاف المظلوم من الظالم .
الرجولة… أن تمد يد العون للمحتاج في كل الظروف .
الرجولة… معرفتك قدر نفسك… فلا تتجاوز بها الحد.
الرجولة… أن تغفر وتعفو عند المقدرة وتملك نفسك عند الغضب .
الرجولة… هي أن تمسح بيد حانية دمعة ألم عن وجه بائس .
الرجولة… أن تنام قرير العين مرتاح الضمير غير ظالم .

وفى نهاية مقالى … اقول ان الشهامة والجدعنة وابن البلد والصفات الأصيلة للرجل والشاب المصري الذي يتميز بها عن باقي الشعوب.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *