الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب
” المستشفيات العامة والجامعية والأهلية.. حتى لا يختلط علينا”
حتى لا تختلط الأوراق لابد من التوضيح بأن المستشفيات العامة والجامعية هى المنوط بها علاج المرضى وهناك مستشفيات متخصصة للقلب والجراحات والأطفال والسرطان والكبد والكلى الخ …. هذه المستشفيات تخدم ما لا يقل عن 90 % من المرضى على نفقة الدولة بالكامل وهى تقوم بجهدها بلا ضجيج وتبرعات الناس لها تكاد تكون محدودة جدا رغم حاجتها الماسة لذلك، ولكنها لا تحصد إلا على الفتات وفى المناسبات ، أما المستشفيات الأخرى التى نسمع عنها وندعمها أيضا كمستشفى سرطان الأطفال فهى تتبع جمعيات أهلية وتمول من أعضائها وتبرعات المواطنين وتتبع وزارة التضامن الإجتماعى وتخضع لرقابتها من حيث مراجعة الميزانيات وطرق الصرف ، وتعتمد هذه المستشفيات على المجتمع بالكامل وبالتالى تلجأ للدعاية المكثفة لتظهر نشاطها وجهدها لتكسب ثقة الممولين أصحاب التبرعات،
وكلما كانت هناك شفافية وجدية كان نجاح هذه المستشفيات فى مواصلة نشاطها،، الفكرة أن المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والجامعية تقوم بجهد جبار لعلاج المرضى، ويكفى زيارة واحدة لمعهد أورام طنطا وطوارئ الجامعة والأطفال والكبد والفرنساوى الجامعى ومركز قلب المحلة وكبد كفر الشيخ وصدر طنطا ومنشاوى طنطا ، لتعرف كم وعظمة الجهد الذى يبذل لخدمة المرضى وسط ظروف صعبة وإمكانيات بسيطة ،وهذه المستشفيات ليس لديها رفاهية قبول حالات ورفض أخرى بحجة أن مرضها دخل منطقة الخطر كما تفعل المستشفيات الأهلية ومنها سرطان الأطفال 57357 التى لا تقبل الأطفال إلا فى حالات مرضية أولوية، الصحة عموما عندنا تحتاج لوقفة وبحث وإعادة توجيه الصرف وترشيدة ووضع قواعد صارمة على الإنفاق الضرورى وتوجيه كل الجهد لدعم المريض وفقط وليس لإسم المستشفى حتى يكسب ثقة الناس وبالتالى يغدقون عليه الأموال ، الناس ليست مغيبة وقادرة على الفرز بين الغث والثمين وبالتالى أنا أتمنى إعادة النظر فى منظومة الصحة حتى لا نترك المجال مفتوحا هكذا بلا سقف ثم نكتشف أن السقف أقيم على الخطأ وسقط من أول هزة ، أنا مع دعم المستشفيات العامة والجامعية والأهلية مع ضرورة الرقابة الجادة على ميزانيتها وكشوف أجورها ومكافأتها والخ وتعلن للمجتمع الذى يمولها حتى يعلم أن ما تبرع به، قد صرف بما يرضى الله، وليس بطريقة مستفزة ومبالغ فيها فينصرف عنها الناس والفكرة أن الناس لم يعد لها متنفس ولا فائض عن الحاجة للتبرع بعد الظروف الإقتصادية الجانحة والغلاء مع التضخم وضعف قيمة الجنيه مع أيضا زيادة أسعار الخدمة والأجهزة والمستلزمات وأيضا فكرة التهديد بغلق مستشفى ولو صغير فيه إستفزاز لمشاعر الناس وعدم مبالاة بمشاعر المرضى
حكاية الغلق قرار يأتى بعد قرارات كثيرة حتى لا نصل للغلق ولا التفكير فيه والحمد لله أن محافظ الغربية والمجتمع المدنى والسياسى تحرك ودعم وطبعا ننتظر المزيد
ويا مسهل