الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن ” د- مبروك، وسيدنا المسيح والمريخ” !
الشيخ الدكتور مبروك عطية الاستاذ والعلامة والأزهرى المدقق لا ينفك يخرج علينا بكل ما هو طريف وغريب،،
أضحكنا على طقطوقته مع ” زينب” والتى حققت شهرة كبيرة وغير مسبوقة وأصبح لها مكانة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعى كنادرة طبيعية وغير مصطنعة،، ومن ذلك الحين أصبح الدكتور مبروك من أكثر الناس متابعة،، لطريقته المميزة وحديثه الدارج ووروده المبهجة وقفشاته اللطيفة وألفاظه الشعبية وبدأ مثيرا للجدل عندما حرص هو على تقديم أراؤه فى كل حدث وبات له حديث عن كل حديث وخلال الفترة الأخيرة لفت نظرى وصفه للحجاب بالقفة بعد حادثة ذبح الطالبة نيرة على باب جامعة المنصورة وربطه للواقعة بالحجاب وشدد على ضرورة ارتداء -القفة- حتى تحمى الفتاة نفسها من القتلة والمتحرشين والمتنمرين الخ … ونسى أو تناسى أن مصر ليست وطنا للمسلمين فقط وإنما يوجد مواطنين أخرين يعتقدون دينا سماويا أخر
فكيف لفتاة مسيحية أن تحمى نفسها فى الشارع والجامعة والمواصلات ؟هل عليها إرتداء القفة ؟؟وهاجت وماجت الأحاديث عن حديثه الغير طريف وغير المستصاغ عن الحجاب القفة ووجهت له كثيرا من الإنتقادات على نطاق واسع وخرج هو كعادته بشرح مقصوده وهوامش لعباراته ولكنها لم تلقى قبولا ولا قناعة أحد ثم سكت قليلا وخرج علينا حديثا بحديث تضمن فى السياق جملة ” لا مسيح ولا مريخ ” ولا أدرى كيف فاته أن سخريته من رمز دينى مقدس للجميع يمكن أن يفتح علينا بابا لا نقدر على غلقه بسهولة ؟
وكيف رضى أن يقول ما قاله وهو يعلم أن للأخر عقل ولسان ويمكن له أن يهزأ ويسخر من دين الإسلام ورسولنا الكريم بنفس منطق الشيخ المحترم ؟
ماذا لو خرج علينا رجل دين مسيحى أو كاتب وسخر من مظاهر الحج وطقوس الطواف والسعى وقذف إبليس بالجمرات والمسح على حجر – طاعة لله ورسولة –
هل سيمر ذلك علينا كمسلمين عادى أم ستنقلب الدنيا وتموج الأمواج وينقلب لون السماء بكل ألوان قوس قزح؟؟
فى الدين وأى دين وكل عقيدة أى عقيدة أمور خلافية قد يراها الأخر من السخف بحيث يمكن التندر عليها والحديث عنها بتنمر وتقزز وعدم إرتياح
فكيف يكون الحال لو فتحنا باب الشيطان وأقواس المزاح على المعتقدات وطقوس كل دين
لقد هالنا مافعله رسام هولندى بريشته الفاجرة عن رسولنا الكريم وأفزعنا وأغضبنا حديث هنا وأقوال هناك عن الرسول وزيجاته وسيرته الشخصية التى نحترمها ونتأسى بها والصحابة وأفعالهم
فكيف نسمح نحن بإرتكاب نفس الجريمة فى حق دين أخر يعتنقه الملايين بل المليارات من الناس؟؟
المسيحون فى العالم هو الأكثرية والدين الإسلامى يحظى بقبول كبير بين الناس لسماحته وإحترامه لعقائد الأخر مهما كان فيها من أمور لا نوافقها بل ونندهش لها ولكن فى صمت وبالقلب فقط
فكلنا فى قلوبنا أشياء لا نقوى على قولها لأنها لا توافق العقل والمنطق بالنسبة لكل شخص وقبولنا لها من باب الطاعة والقناعة بالقبول بلا جدال،، لا يمكن أن نقبل أن يكون الكلام عن الدين أى دين مجالا للسخرية ولا التندر ولا خفة الدم
فكما تقول يمكن أن يقال عليك وكما تسخر من نبى يمكن أن يرد عليك بما لا تقوى على قبوله عن نبيك فما بالك بالمسيح بن مريم؟؟
يا أهل العلم والدين أرجوكم لا يغرنكم شهرة ولا يجذبكم تريند ولا يغويكم التقول بسخف وتحدثوا عن ما يخصكم وإسكتوا عن ما هو مسكوت عليه إحتراما للسلم الإجتماعى ودرا لخطر الدخول فى مسابقات ” عجائب الدين وغرائب العبادات” التى قد يرفضها العقل والمنطق.. من بديهيات الدين ومن أساسيات شرائع السماء قبول الأخر وإحترام أرائه ومعتقداته وليس من الدين أى دين الإساءة والتلقيح والسخرية الدين حب وسلام وكلمة طيبة ومعاملة وأخلاق فهل نستقيم حتى يرحمنا الله برحمته ؟؟ ويا مسهل