الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن ” عذاب المواطنين أمام مكاتب توثيق الخارجية”

الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن ” عذاب المواطنين أمام مكاتب توثيق الخارجية”

 

 

كنت أعتقد أن عذاب المواطن أمام مكاتب توثيق الخارجية يقتصر على مكتب طنطا وهو الحائر بمقره ومديره وموظفيه بعددهم البسيط، فى مساحة غرفتين وطرقة بديوان عام المحافظة ثم نقله أخيرا على سبيل الإستضافة لمبنى المجلس المحلى للمحافظة! فى انتظار عودة المجالس المحلية، والنظر فى أمره ونبحث له عن مقر أخر جديد!!

ولكنى اكتشفت أن الشكوى تكاد تكون عامة وعلى مستوى جميع المحافظات بما فيهم القاهرة نفسها!

جمهور المتعاملين هم جميع المواطنين الذين يرغبون فى توثيق شهاداتهم بداية من الميلاد والتخرج الخ سواء للسفر أو إرسال أوراقهم موثقة للخارج للتعامل والعمل والدراسة الخ، ومن جميع المستويات والفئات،

فلا بد من اعتماد وزارة الخارجية بختمها على كل هذه الأوراق، حيث يكون فى هذا الختم إقرار بصلاحيتها وصحتها ولا يمكن اعتماد مستند فى تعاملنا مع الخارج إلا بتوثيق الخارجية والممثلة فى هذه المكاتب المزدحة بالمحافظات وتكاد تعرفها من تجمع المواطنين أمامها من الفجر -كما الحال فى طنطا – بعد تسجيل الإسم وطوابير ممتدة تجعلك تتعجب من فكرة الحكومة الإلكترونية وكيف لا يتم هذا التوثيق إلكترونيا وبأى صيغة وشكل يتفق عليه!؟

معظم المتعاملين مع هذه المكاتب إما مسافر للعمل أو الدراسة وإما عائد لعمله بعد أجازة قضاها وسط الأهل والأحباب،

ويوم – مشوار- مكتب التوثيق تعد له العدة ويشد له الرحال! ناهيك عن محاولة البحث عن حبيب ذو نفوذ أو وسيط موثوق يسهل الأحوال!

وتوثيق المستندات والشهادات العلمية والصحية والإجتماعية،، أمر لا يمكن التغاضى عنه فهو ضرورة من ضروريات السفر ودواعى التعامل مع الخارج

ومعاناة المواطن فى ذلك تبدأ من مجرد التوجه لمكتب توثيق الخارجية والتصديقات،

وتسأل وأنت تشاهد الزحام فى عز الحر والشرد عن سبب الوقوف بالساعات وكيف لا توجد وسيلة لجمع المستندات وتوثيقها بالختم فى أسرع وقت، ولماذا لا يتم توفير موظفين أكثر ومنافذ أوسع؟

ولماذا لا يستمر العمل بهذه المكاتب فترتين لمواجهة الزحام وشدة الطلب على التوثيق؟ فتواجه بعدم وجود موظفين كفاية لان التعيين يكاد يكون موقوف،

ثم تسأل، لماذا لا يمتد العمل للساعة الرابعة مثلا، لإنهاء مصالح الناس، خصوصا أن المواطن يدفع كثير مقابل الختم والخدمة الخ فالتوثيق ليس مجانى بطبيعة الحال!  ولكن الخدمة إحتكارية وبالتالى لا مجال للتوثيق إلا من مكاتب التوثيق،،

تردد المواطن على مكتب التوثيق أيا كان محل إقامته ومحافظته لم يعد موسميا ولكنه بات تعاملا يوميا وعدد الجمهور فى الزيادة المتضخمة!

وبالتالى فهذا حديث يحتاج لنظر وتلك مشكلة تقتضى بحثها والعمل على حلها

وكما حسنت وزارة الداخلية من منظومة الأحوال المدنية بجميع المحافظات،، فقد وجب على وزارة الخارجية الدخول فى هذا التطوير الوجوبى وفورا ، تلك مسألة  تحسمها أعداد المتعاملين وحجم مايدفعوه من حصيلة رسوم وتوثيق، فلا أقل من مبان حديثة ومعده ومكيفة وواسعة تستوعب الجمهور الغفير ومنهم من سافر ويعيش بالخارج من سنوات ويتعجب مما يحدث له ويراه!

لم يعد مناسبا أن ننظر لمكاتب التوثيق بالمحافظات على أنها مجرد منفذ بسيط يقوم بمهمة بسيطة وندخل فى مباحثات دبلوماسية مع المحافظين لتدبير مقر! بأى وضع! يستوعب عدد من الموظفين

فالموضوع بات كبيرا ووجب التعامل معه بما يناسبه كبره وتأثيره، ويا مسهل

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *