الكلمة ..
بقلم / دكتور أنس عبد الرحمن الذهبي
استشاري طب الأطفال – طنطا
الكلمة هي الافصاح عن مكنون القلب ، وعصارة الفكر ، الكلمة قد ترفع إنسانا إلي عنان السماء ، وقد تهبط بآخر إلي أسفل سافلين . الزواج كلمة ، الطلاق كلمة ، الحب كلمة ، الكره كلمة ، المدح كلمة ، الذم كلمة .. وكما قال الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمه الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية ولكن مع الأسف الشديد كانت الكلمة ومازالت وستظل أهون الأمور بالنسبة للكثيرين لا يلقون لها بالا ولا يعلمون لها قيمة أو قدرا
إعلانات الأطباء ..
رحم الله زمانا كانت فيه لافتات الأطباء تتميز بالوقار والبساطة والاحترام ، وكانت الإشارة لاسم الطبيب أو تخصصه لا تزيد عن كلمتين أو ثلاثة وذلك مهما علا شأنه ومهما كان مؤهلاته العلمية وخبراته العملية . وتبدلت الأحوال وأصاب يعض الأطباء ما أصاب غيرهم من فئات المجتمع ، وصارت إعلاناتهم تملأ الشوارع بألوانها المختلفة وأنوارها المبهرة تحمل صورهم البهية وصور مرضاهم دون مراعاة لحرمة أو خلق ، مع تسطير مؤهلات لم يحصلوا عليها ، وخبرات لم يكتسبوها ، وزاد الطين بلة برامج الإعلانات التليفزيونية الطبية مدفوعة الأجر مع مذيعين جهلة وأشخاص مستأجرين يتحدثون عن عظمة الطبيب وخبرته النادرة . ومع تطور هذه الحالة من الانفلات ، رأينا من الأطباء من يعلن عن إجراء عملية جراحية ومعها عملية مجانية أخري ، أو إجراء عمليات جراحية بالتقسيط المريح . هذا غيض من فيض ، أصبحنا لا ندري معه ما هو القادم وذلك في ظل صمت رهيب غير مبرر من وزارة الصحة ونقابة الأطباء .