الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب عن “صندوق القناة لا يعرف على بابا”
•• طبعا قناة السويس كنز مصر حفرها أجدادنا بأظافر كفوفهم! وهى كيان طبيعى ووطنى لا يمس وهذا مفهوم بالضرورة ودخلها وهيكلها الرسمى مصان وبعيد عن كل ما خطر على الأذهان
لكن -الصندوق- ده حاجة كده لتخصيص وتجنيب قرشين على جنب من دخلها والتصرف فيهم وفق الظروف ومناخ الإستثمار ومشاريع الإتاحة بحرية وبفكر خارج الصندوق،
•• مثلا محافظة الغربية كيان لا يباع طبعا كبمنى وموظفين الخ ولا يتعامل عليه ولكن عندها صناديق مالية خاصة عديدة، مثل صندوق مشروع المواقف، وده له دخل كبير وبيصرف منه على أشياء كثيرة تحقق هدف للمحافظة!
والجامعة أيضا كيان علمى ولكن مراكزه الخاصة المتولده عنه كتير وبرضه لها موردها وكل مركز بصندوقه،
وجميع الصناديق تحكمها لوائح خاصة يقررها مجلس الصندوق ورئيس مجلس الإدارة، وهو خاضع فى كل الأحوال لرقابة الجهة العليا مع حرية الحركة بعيدا عن ميزانيات معروفة وثابتة وممولة من المالية
•• وفكرة الصندوق تتلخص فى أنه حاجة كده على جنب والهدف منه إستقطاع جزء من دخل الكيان بعيدا عن ميزانية الدولة وقوانين الصرف المقررة
أسماء كتير تطلق على الصناديق الخاصة ولكن ما هو متفق عليه أنه كنز الجهات وحريتها فى التصرف والصرف وفى تعريف أخر هو -مغارة على بابا – وهذا هو التعريف الشعبى الكريه والدارج- بحكم التجارب! وكل صندوق وقاعدته وفكر القائمين عليه وصدقهم وإخلاصهم ونزاهتم، بطبيعة الحال، فتلك الأخيرة هى الحاكمة والناهية!
وتوجه حصيلته وفق ما يتفق عليه
•• طبعا هو مال عام ولكنه خاص فى فكرة الصرف وتوزيع المكافأت وتوجيه مبالغ لأى شأن وفق ما يتفق عليه،
فحرية التصرف فى الصناديق تعطى مجال للحركة والتخصيص بالإتفاق والأمر المباشر وتحقيق أهداف تنموية وإقتصادية تحقق مصالح عليا للجهة وتزيد من طاقتها وقدرتها التنافسية والمالية والإقتصادية
•• وكان الرئيس السيسى قد وجه فى إحدى اللقاءات بتحقيق هدف يحقق لهيئة قناة السويس توفير جزء من دخلها لصالح مشروعات القناة وتوسعاتها، حتى تكون قادرة على النمو على كل مستويات المشروعات وتنفيذ كافة الأفكار الإستثمارية،
ففكرة الصندوق الخاص لا غبار عليها بشرط ترشيد الصرف وإدارته بطريقة نموذجية ولكن تجربتنا فى الصناديق مخيفة وهذا سر قلق الكثيرين من تخصيص صندوق خاص لإستثمار موارد القناة
•• الخلاصة هنا بأنه لا مجال للخوف على القناة لانها شريان حياتنا، فلا أحد يفكر فى بيع محافظة أو جامعة مثلا، ولكن الخوف فى أن يتحول الصندوق عن هدفه كما تحولت معظم الصناديق الخاصة بعوائدها التى تتخطى المليارات
ولكنى أثق أن فكر القائمين على إدارة هيئة قناة السويس تختلف فى عقيدتها عن فكر معظم مجالس إدارات الصناديق -إياها- وهذا لا شك فيه، وأثق أن قناة السويس قادرة على تحقيق أهداف إقتصادية وإستثمارية عظيمة لا ينالها شك ولا باطل من سيئات المحليات وتجاوزاتها الشيطانية!
صندوق قناة السويس مختلف بعقلية رجال الهيئة ووطنيتهم المخلصة!
ويا مسهل