الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب ” الملاكمة لعبة خطرة “
نعم الملاكمة لعبة خطرة، وعنيفة وليست من الرياضة فى شئ ، هذه وجهة نظرى، فلا أفهم كيف نعد حلبة ليتصارع فيها شابين أو حتى طفلين وتكون الأفضلية لمن يضرب أكثر عدد من اللكمات أو يسقط خصمه بالضربة القاضية؟!
حتى مع توفير كافة إحتياطات الأمان! ووجود فريق طبى فكل هذه الإجراءات لن تمنع سقوط لاعب مصابا بنزيف أو كدمات بالعين فالاطباء سيعالجون الاصابة ولكنهم كانوا شهودا عليها وليس لهم أن يمنعوها!
وفى طنطا توفى قبل ساعات الملاكم رامز حسام 17 عاما، ابن حلوان على أثر إصابته فى إحدى المباريات، ببطولة الجمهورية والتى أقيمت بنادى سكة حديد طنطا
ونقل على أثرها لمستشفى طنطا الجامعى، وتبين إصابته بنزيف فى المخ ودخل فى غيبوبة لم يفق منها! وربنا يرحمه ويحسن اليه!
نعم الملاكمة لعبة خطرة وتداعيات اللكمات يتراكم من مباراة لمباراة، وتظهر أعراضها حتى ولو فى أواخر العمر،
ما أعرفه ويستوعبه عقلى أن الرياضة لبناء البدن وليس لتشويهه والإساءة له، بإلحاق الأذى!
وهذه لعبة ضرب فى ضرب!
الخاسر فيها هو الذى يتلقى عدد أكبر من اللكمات والفائز هو الذى نال عدد أقل!واللاعبان يخرجان من الحلبة بالدم والتورم والكدمات الخ
ناهيك عن تأثير اللكمات على المدى البعيد!
نعم الملاكمة وكل الالعاب العنيفة لا منطق لها وليست حتى من الإنسانية
فكل الكلام عن التدابير تسقط فى الحلبة! فمن يستطيع أن يمنع ملاكم من توجيه لكمة لمنافسة؟ طالما سقوط أحدهما على الأرض فيه التصفيق والإنتصار؟!
اتمنى إعادة النظر فى منطق كل اللعبات العنيفة والتى يكون فيها كمية الضرب هى مناط نقاط الفوز
بعد سقوط لاعب الملاكمة الشاب لا بد من مراجعة اشتراطات هذه اللعبات العنيفة وتتخذ من الإجراءات التى تجعل التقييم خاليا من التأثير المميت والجارح وأن يكون لبس اللاعب فيه من الحماية ما يحفظ حياته وعينه وكافة تفاصيل الرأس والوجه والصدر الخ
اتمنى فعلا وضع قيود صارمة لحماية ابنائنا من خطر الرياضات العنيفة والذى يكون فيها الخطر ليس مجرد إحتمال بعيد الوقوع
خالص عزائى لفقيد اللعبة ولأسرته وإتحاد اللعبة الذى كان يتابع حالة اللاعب ومنطقة طنطا للملاكمة، فكل أبناء ومحبين اللعبة فى حالة حزن وأسف حقيقى ولكن الأسف هنا تجاوز المنطق
ويا مسهل