قالوا عنا
بقلم / لميس الحو
كثيراً ما يتحدث الناس عن بعضهم البعض بأشياء وصفات ليست فيهم، يلقون عليهم التهم جزافاً ويظهرون العيوب ظلماً وبهتاناُ»، كأنهم يسقطون ما بهم من صفات متأصلة فيهم على غيرهم، فكل يراك بعين طبعه وبقدر محبتك فى قلبه.
فالكاذب يراك كاذباً والمنافق يراك منافقاً والخائن يراك خائناً.
فى حياتك من يراك اطيب الناس ويتحدث عنك بطيب الكلام، وهناك من يراك اسوأهم ويتحدث عنك بما فيك وليس فيك.
ستقابل اشخاصاً تنكر عليك الجميل وتنسى لك مواقف كتيرة جميلة ، وتتذكر واحداً فقط ظناً منهم انك قصرت فيه، وفى المقابل ستجد اشخاصاً تبحث لك عن أعذار، وتحمل لك الجميل وتنصرك على من يعاديك، ويظهرون لك كم انت جميل، ستقابل اشخاصاً لا تكف عن إنتقادك ، وأخرين لا يكفيهم كل الكلام الجميل فيك.
ستقابل أشخاص تكرهك دون سبب وأشخاص تخترع اسباباً لتحبك،وفى النهاية انت نفس الشخص، ولكن كل عين تراك على قدر محبتها لك،وكل يراك من الزاوية التى تقف فيها من قلبه
وعلى سبيل التمثيل الافتراضى قالوا عنا اننا متمردين عندما غادرنا سربهم واخترنا التحليق بعيداً وحدنا، ولكن الحقيقة ان تمردنا لم يكن سوى قناعة بداخلنا تكرة الزيف والكذب والنفاق والخداع، لم نقل يوماً تلك الكلمات التى يريدون سماعها ولم نمتثل للقوانين التى لا تخضع للمنطق التى ارادونا ان نتبعها، ولم يستطيعوا تفصيل ثوبنا على مقاسات اثوابهم، ولا إخراس أفكارنا التى كانت دائما حرة كاشفة لخبث نواياهم ولاكاذيبهم التى تختفى وراء اقنعتهم المزيفة التى يرتدونها.
قالوا عنا متمردين لأننا رفضنا ان نساير مجاملاتهم ومظاهرهم الخادعة، ووضعنا حدوداً صارمة فى معاملاتنا لانقبل التقليل من شأننا أو عدم تقديرنا وأحترامنا ومعاملتنا بطريقة لا تتناسب مع قدرنا وقيمتنا الذاتية.
قالوا عنا متمردين لأننا لا نخضع للمساومة ونفعل ما نشعر به ونقنع ويرضى ضمائرنا، لانُخفى اخطائنا وعيوبنا ونعترف بها لأنها جزء من انسانيتنا نتعلم منها ونرتقى.
قالوا عنا متمردين لأننا نُحب إختلافنا صادقين فى مشاعرنا لا نسعى الى رضى الناس بل لرضى الله، لأننا لا ننافق ولا نتملق من اجل مصلحتنا .
قالوا عنا الكبر فينا والغرور ملينا، والحقيقة انهم لا يفرقون بين الكبر والكبرياء وعزة النفس والكرامة التى تسرى فى عروقنا كمجرى دمائنا ونرثها فى جيناتنا.
قالوا عنا متمردين لأننا اصحاب مبدأ وكلمة حق لا نقبل بالباطل والظلم، نخوض معارك الحياة بشرف وعزة واباء حتى لو كانت الهزيمة هى النهاية.
قالوا عنا لا احد بأعيننا، والحقيقة أننا نضع فى أعيننا وفوق رؤسنا وفى قلوبنا كل من يحترمنا ويقدرنا ويحتوينا ويحبنا كما نحن لا كما يريدون.
ببساطة القول البعض يسىء الظن بالاخرين ،ويسىء فهمهم، ويترجم افعالهم على حسب اهوائه ونواياه.
فالبعض حاسد والبعض كارهه والبعض يتمنى ان يكون مثلنا وعاجز.
فنحن الذين لا نقارن بغيرنا، ربما لا نكون الافضل فى حياة الأخرين لكننا حقيقيون وصادقون فى حياة كل من يمر بنا حباً ووجوداً.