الذكاء الاصطناعي من الخيال العلمي للواقع بقلم / أشرف عبوده

الذكاء الاصطناعي من الخيال العلمي للواقع

بقلم / أشرف عبوده

 

 

في الوقت الحالي، أصبح مفهوم الذكاء الاصطناعي هو مفهوم منتشر في كل المجالات. الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلات على أداء الوظائف المعرفية البشرية باستخدام أذكى الأساليب البشرية كما يفعل البشر مثل الإدراك والتعلم والتفكير وحل المشكلات. معيار الذكاء الاصطناعي هو المستوى البشري فيما يتعلق بفرق التفكير والكلام والرؤية.

يقصد بالذكاء الاصطناعي أنَّه الذكاء، والخصائص، والصفات، والسلوكيات المعينة التي تتسم بها الأجهزة والبرامج الحاسوبية، إذ يجعل الذكاء الاصطناعي هذه الأجهزة قادرة على محاكاة القدرات الذهنية لدى البشر، بحيث تستطيع هذه الأجهزة الاستنتاج، والتفكير، والتعلُّم، وتُعطي رد فعل على أمور هي ليست مُبرمجة عليها مسبقًا ويُمكن التعبير عنها

يُعتبَر الذكاء الاصطناعي واحدًا من العلوم التقنية الحديثة والمواكبة، حيث أنَّه ظهر في القرن العشرين حاملًا معه إنجازات كبيرة، وأصبح من المتوقع بحلول برهة من الزمن بأنَّ الآلات سوف تكون قادرة على القيام بكل عمل يقوم به الإنسان مع العلم أنَّه في الأصل يُستخدم في شتى المجالات؛ فهو يُستخدم في العمليات اللوجستية، وفي عمليات استخراج البيانات والتنقيب عنها، حتى أنَّه أصبح يُستخدم الآن في التشخيص الطبي، وتزداد المهام التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي، كلما ازداد التطوّر التكنولوجي ولعل هذه أهم الأسباب التي تجعل منه تخصصًا مطلوبًا في المستقبل.

ويشهد هذا المجال تطور سريع للغاية حتى أنه يفوق توقع العلماء والمختصين ، ويمكن أن تلمس هذا الأمر بشدة من خلال تطور برامج الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية والحواسيب كل يوم، وإذا عدنا قليلاً لأفلام الخيال العلمي الذي كانت تتحدث ” روبوت” استطاع أن يخرج عن السيطرة التحكم البشري وأصبح مستقل فكرياً مثل سلسلة أفلام “Terminator” عن روبوت أعلن الحرب على البشر.

هذا التحول سيخرج ملايين من البشر من دائرة النشاط الاقتصادي، كما سيغير بعمق في العلاقات الاجتماعية وفي منظومات القيم الحاكمة. نتحدث إذن عن تحول في المفاهيم والثقافة وسبل العيش، وليس فقط في التطبيقات.

هناك العديد من أخصائيي الأشعة أدوات تعمل بتقنيات “الذكاء الاصطناعي” لدراسة الأشعة السينية ورصد الكتل غير الطبيعية وتشخيص الحالات المرضية بشكل أسرع وبدقة يُحتمل أن تكون أعلى من ذي قبل.

في الواقع، يمكن لأي طبيب ممارس استخدام تقنيات “الذكاء الاصطناعي” لمراجعة صور الأشعة وتشخيص الحالات المرضية بفعالية أكبر، مثلاً في حالات البحث عن خلايا سرطانية في الخزعات أو البحث عن علامات الإصابة بمرض “الزهايمر” في أشعة المخ.

يتم تزويد أنظمة التصوير المعتمدة على تقنيات “الذكاء الاصطناعي” بآلاف من صور الأشعة حتّى تتمكَّن هذه الأنظمة من التعرُّف على الكتل غير الطبيعية التي يمكن أن تشير إلى بداية الإصابة بمرض. بعد ذلك، تصبح هذه الأنظمة قادرة على وضع علامة على منطقة محددة في صورة الأشعة السينية لكي يفحصها الطبيب بدقة أعلى، وبذلك تتكامل تقنيات “الذكاء الاصطناعي” مع جهود الأطباء.

بإمكان تقنيات “الذكاء الاصطناعي” الإسراع إلى حد كبير من وتيرة تحليل البيانات وتشخيص الأمراض.

يستعين الأطباء بقدرة تقنيات “الذكاء الاصطناعي” على إجراء عملية بحث تفصيلية في ثوانٍ، ما يتيح لهم إمكانية إجراء فحص شامل بشكل أسرع. ويسعى الأطباء الذين يخططون للمستقبل إلى التعرّف على كيفية الجمع بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي لتعزيز خدمات الرعاية الطبية.

ومن أجل زيادة قدرة هذه الأدوات على إنقاذ حياة الأشخاص، علينا فقط تزويدها بالمزيد من الصور المرجعية التي تغطي مجموعة أكثر تنوعًا من الحالات المرضية لشرائح أوسع من المرضى.

يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي مساعدة الصحفيين من خلال تقليل أعباء المهام الفرعية التي عليهم إنجازها حتى يتسنى لهم التركيز على إنجاز مهمتهم الرئيسية بشكل أفضل، وهي تغطية الأخبار العالمية ، حيث اكتشف العديد من صحفيون من جميع أنحاء العالم تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) أن تساعد في مراقبة مصادر الأخبار وتنظيم المعلومات والعثور على روابط مميّزة ونشر القصص.حيث تُستخدَم أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل عام لدعم مهام غرف الأخبار في ثلاثة مجالات:

أثناء عملية البحث عن أخبار: تتم الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لبرمجة عملية تحويل الصوت خلال المقابلات الشخصية إلى نص، ورصد الأحداث فور وقوعها، وترجمة مصادر الأخبار الأجنبية، وجمع المشاركات ذات الصلة من وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث ضمن القصص والتقارير والسجلّات المؤرشَفة للعثور على معلومات إضافية.

أثناء عملية كتابة المقالات: تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في التحقّق من صحة الأخبار، واقتراح تصحيحات نحوية وتحسينات في الصياغة، وتخصيص مقالات لمجموعة متنوّعة من شرائح الجمهور المختلفة من خلال رصد أمور مثل أحداث الجرائم المحلية وإحصاءات التعليم والإسكان.

أثناء النشر والتوزيع: يتم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأخبار ووضع علامات على الأخبار المهمة تلقائيًا حسب تصنيف مواضيع الأخبار بحيث يتسنّى للقرّاء الذين يتابعون عادة مواضيع مشابهة العثور على محتوى في دائرة اهتمامهم.

الخلاصة هي أنّ أنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد في تسريع عملية تقصّي الحقائق وبرمجة مهام غرف الأخبار اليومية. في عالم يُنتج فيه كم هائل من المعلومات في ظل تضاؤل عدد المصادر بشكل متزايد،

ومن إيجابيات دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي ، تطوير مهارات التفكير التحليلي والمنطقي. اكتساب قدرات ومهارات عالية في حل المشاكل على الصعيد الأكاديمي، والمهني، وحتى الشخصي. تطوير الكفاءات في مجال علم الحاسوب وتحديدًا في مجال استخراج البيانات والتنقيب عنها واسترجاع المعلومات، حيث تُعتبر من أهم المواضيع التي تتصدَّر الأبحاث العلمية في الآونة الأخيرة. فتح الباب أمام مسارات مهنية وأكاديمية وعلمية مثيرة ومُشوِّقة فضلًا عن حداثتها، وتطورها، ومواكبتها. العمل في واحدٍ من أكثر المجالات الآخذة بالتصاعد. إتاحة تخصصات مستقبلية جديدة لم تكن موجودة مسبقًا. المساعدة على ازدهار الحضارات. استخدام التكنولوجيا بالشكل الصحيح ممَّا يعود علينا بالنفع والفائدة. اختلاق طرق وسبل جديدة ومحسّنة لحفظ البيانات والمعلومات. تحويل المعلومات إلى علم ومعرفة. اكتساب معرفة علمية واسعة حيث يكتسب خريجي هذه التخصصات لمحة عن مواضيع عدة مثل أنظمة الشبكات، وعلم الروبوتات، والفيزياء، والرياضيات، والتفاضل، والتكامل. الوقوف أمام فرص العمل في كبرى الشركات العالمية التي يعتمد مجال عملها على التكنولوجيا مثل شركة مايكروسوفت، وشركة أوراكل، وشركة فيسبوك. اختراع تطبيقات تُسهِّل حياتنا العلمية.

زيادة الطلب على التخصص في الأزمان والأماكن كافةً. مساندة العامل البشري في القيام بالأعمال الخطيرة بدلًا عنه. الأجور مرتفعة. تحدي عقل الإنسان ومعرفة قدراته. يُعتبر مجال مميز لجني المال حيث أنَّه لا يتطلَّب رأس مال ويُحقِّق أرباحًا كثيرة.

وبالرغم من انه له ايجايبات ايضا له سلبيات وهى يُعتبَر تواجد هذا التخصص من أكبر التحديات والحواجز التي تقف في طريق بعض العلوم المعرفية مثل تخصص علم الفلسفة، حيث يزعم تخصص الذكاء الاصطناعي أنَّه يستطيع إعادة بناء وتشكيل وصقل قدرات العقل البشري بينما يُنافي ذلك علم الفلسفة. تكاليف هذا التخصص عالية. مواجهة الكثير من الصعوبات عند القيام في تطوير البرمجيات. محدودية عدد خبراء وعلماء وخريجي هذا التخصص. قلة الحياة الاجتماعية، وقلة الاختلاط بالناس بسبب التفرُّغ الكامل للدراسة، والعمل، وتطوير الذات، وإجراء البحوث. من الممكن أن يؤدِّي هذا التخصص إلى الاستغناء عن الموارد البشرية وهذا من شأنه أن يُؤدِّي إلى زيادة نسبة البطالة بسبب الاعتماد التام على التكنولوجيا. العمل بتركيز شديد جدًا، والعمل والسهر لساعات متواصلة وطويلة. مستوى الذكاء العالي والتميز الأكاديمي مطلوب من أجل أن يستطيع الخريج إثبات جدارته والتطوير من نفسه. دراسة صعبة ومعقّدة نوعًا ما. قد يُصبح إدمانًا حيث يُسيطر على تفكير الشخص وحياته. مجالات عمل تخصص الذكاء الاصطناعي يُمكن للطلبة العمل في العديد من المجالات وذلك بعد تخرّجهم وحصولهم على الشهادة: الاختصاص في البرمجة. تحليل النظم وتصميمها. الإشراف على أعمال الكمبيوتر والروبوتات. الاختصاص في قواعد البيانات. العمل في مجال التعليم. هندسة الكمبيوتر.

كان وما زال الذكاء الاصطناعي واحدًا من أسباب ازدهار العلوم والمعرفة والمجتمعات، بغض النظر عن أنَّه واجه العديد من الصعوبات والنكسات، وذلك قبل أن يُصبح من أكثر المواضيع والعلوم تقدمًا وشيوعًا ولا تستطيع التكنولوجيا الاستغناء عنه لما يحمله من عبء المشاكل التي تقِف في طريق علم الحاسوب.

لا بد على الشباب وطلاب الجامعات  والمدارس إدراك أنَّ اتخاذ قرار دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي ليس سهلًا ويتطلَّب هذا التخصص تكريس الكثير من الوقت للدراسة والتحليل والتفكير وقضاء الكثير من الوقت على جهاز الحاسوب، وحتى يستطيع الطلبة الوصول إلى الفهم العميق لتخصصهم ومهامهم في المستقبل؛ فعليهم التفكير جيدًا قبل ارتيادهم لمقاعد علم الحاسوب بشكلٍ عام.

في الختام، لا بد من أن نعرف دور الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي. الذكاء الاصطناعي هو التقنية المسيطرة اليوم ولا شك أن الذكاء الاصطناعي هو المسيطر في المستقبل. يلعب الذكاء الاصطناعي دور كبير في مختلف المجالات الآن وفي السنوات القادمة بكل تأكيد. دخل مفهوم الذكاء الاصطناعي في كثير من المجالات المختلفة وقلل من الحاجة إلى العمال في بعض المجالات لأن الذكاء الاصطناعي يجمع بين مهارات عديدة في وقت واحد.  

 

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *