راقت لي
بقلم/ لميس الحو
احياناً نكتب ما نشعر به، واحياناً نكتب ما نتمنى، وأحياناً أخرى نكتب ما فات وانتهى، وفى الأغلب اننا نكتب ما نمر به من مواقف وخبرات سواء فى الماضى او فى الحاضر ومايمر به غيرنا، وقد تروق لنا كلمات نقرأها فتلامس قلوبنا، وتخترق عقولنا، وتستقر فى وجداننا وكأنها تتحدث عنا او نابعة منا .
الكلمات الطيبة هى عطور تفوح من الذوق الراقى والاخلاق قد لا تجدها بين مفردات عابرة، الكلمة الطيبة هى صدقة وود ومواساه لشخص ما ، هى بلسم لروحه وقلبه وجروحه وعطر فى وجدانه.
ازرع الود بين كلماتك تحصد الحب والاهتمام والتقدير فى قلوب الأخرين
الكلمات التى تخلو من المشاعرتكون مجرد حروف على ورق.
وتبقى المشاعر كالفراشات ان وجدت الامان استقرت وهبطت وان لم تجده طارت وهربت.
لكل انسان بصمة يمتاز بها عن الغير، البعض بصمته الحكمة واخرون بصمتهم الصدق واناس بصمتهم العقل والاتزان ولكن الاخلاق الجميلة تجمع كل هذة البصمات وتبقى لك بصمة لا تزول حتى بعد رحيلك.
تمسك بأخلاقك لترتقى وتصبح انساناً جميل الروح، فجمال اخلاقك يكفيك عن جميع البصمات .
رأس مال الانسان ف هذه الدنيا ضمير مرتاح وخلق حسن وسمعة طيبة، من ارضى ربه وارضى ضميره زانت حياته وطاب حظه .
الافعال دائما هى التى تؤكد صدق المحبة اما الكلام فالجميع متحدثون جيدون، وعند الحاجه يهربون ، فلا تهتم بما يقال لك ، بل اهتم بما يٌفعل من اجلك، فالكلمات قد تكذب ولكن التصرفات لا تكذب ابداً عندما تصطدم بالحقيقة لا تبالغ ف الدهشة، فبعض اللامعقول تضعه تصوراتنا الخاطئة عن الاخرين، ان لم يكن الود من القلب منبعه فسلاما على الود ومتصنعه.
قلوب البشر مثل الكؤوس البعض يجتهد فى ملؤها حباً ووفاءاً، والبعض يملؤها حقداً وعداوة، واخرون لا يعبأون يتركون قلوبهم خاوية من المشاعر، وفى النهاية كل انسان سيتجرع بما وضع فى وعائه.
تبقى الحنية سيدة الطباع والخصال الجيدة فليس هناك ما يضاهى رقة القلب، وما ارانا جميعا نميل الا لمن بطبعه اللين، وما نأمن لاحد بقدر ما نأمن للشخص الرحيم، فطالما كانت وستكون مواقف الحنية هى الباقية اثراً بالقلب والاطول امداً وحضوراً بالذاكرة.
لا تستهين بالطيب الذى يرى ويفهم ويتغافل بمزاجه حتى لا يخسرك، فلا يوجد احد والا كان له مدى مهما كان قوياً قادراً على التحمل ومهما كان صبوراً، ومهما كان متسامحاً، فى النهاية لابد وان يقف عند اشياء محددة لا يستطيع تمريرها ولا يستطيع تقبلها باى شكل من الأشكال.
الطيبون يدركون مكمن الجمال فى جوهر الاشياء، كلما مروا على القلب ملؤه حباً وسعادة، اذا صادفك احدهم تشبث به.
كن كما تحب ان ترى نفسك، ليس كما يحب ان يراك الاخرون، عش بعفويتك واخلاقك، افعل ما يجعلك راض عن نفسك، حرر نفسك واطلق لها العنان، ماالدنيا الا رحلة سفر بلا عودة وما تراه فيها لن يتكرر، لا شىء فيها لنا، ولا شىء يعطى الحياة طعما غير ُطهر قلوبنا ونقاء يسكن ارواحنا.
لا تخجل من لحظات ضعفك لانها صادقة، لا احد يمكن ان يظل واقفاً يقاوم ويقاتل دائما، حتى الشجرة يرهقها الوقوف فى وجه الريح، فتنهار اوراقها ولكن يظل قلبها اخضر لتزهر من جديد .
كل شىء سنفتقده مهما اردناه واعتقدنا انه ابدياً، فالمشاعر مهما بلغت ذروتها ستتغير ويتغير معها الاشخاص والأماكن والازمنة ايضاً
هناك دائماً ضوء لا ينطفىء، وإن اجتاحك الظلام ، هناك امل لا يكترث وان اشتد الألم ، هناك رغبة فى الحياة لا تنهزم وان ازداد الفقد ، هناك دائما نور من الله يرفع الظلمات عنا، هناك دائماً قوة ترافقنا وتدركنا ونحن على فم الهوة ، هناك دائماً نسمه تهب على جروح الروح حتى تنجلى الغمة.
وأخيراً تبقى بعض الكلمات لها رائحة الورد تعطر الأجواء ولا نمل من تكرارها لأنها تلامس الروح وتترك اثراً جميلاً لا ُيمحى.
فنحن لا نكتب مجرد حروف وكلمات بل هى همسات تخرج من القلب لكى تصل الى القلب، فسلام على قلوب لمستها همس حروفنا، وسلاما على من يقرأها وان لم تمثل له شيئاً، سلاماً عليكم اينما كنتم.