الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب ” ألغام العقارات القديمة “

الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب ” ألغام العقارات القديمة “

 

 

هى فعلا ألغام تشكل خطر داهم على حياة القاطنين فيها، أرواح بشر ومبان بالآلاف فى كل محافظات الجمهورية.. فالعقارات القديمة تعتبر قنابل موقوتة قد تنفجر بين لحظة ولحظة!

وكما انهارت مئات العقارات بالإسكندرية والغربية والقاهرة الكبرى وكل الدلتا العتيقة، وكما حدث قبل أيام فى عقار حدائق القبة، ستنهار مئات المنازل التى تنتظر نفس المصير الحزين، وستزهق أرواح تحت أنقاضها بالضرورة والحتمية والواقع المؤلم!

فهناك آلاف العقارات متصدعة وتنتظر -تكة- لتسقط على رؤوس سكانها الذين يرفضون الإخلاء لأسباب إجتماعية وإقتصادية، والمحليات لا تحرك ساكنا ولا تستطيع تنفيذ ولو قرار ترميم واحد، فهى تخطر المالك ولا تتابعه وهو فى كل الأحوال يماطل فى الترميم لأنه يحلم بالهدم ليتخلص من سكان يعاكسوا أمله بالثراء! فكيف يصرف آلاف الجنيهات على صيانة منزل يريد إسقاطه وقد يسعى بذلك فعلا بطرق معروفة وتقليدية،

فكل الانقاض كانت لمنازل صادر لها قرارات إزالة حبيسة الادراج! بسبب قانون الايجارات القديمة والتمسك بها واعمال الصيانة الخ

كما لا يوجد فى المحليات ما يسمح لها أن تعاين منزل لم يطلب مالكه مناظرته وتقييم حالته، ولا هى تستطيع إجباره على تنفيذ قرارها بهذا الصدد! ولا تستطيع منع ساكن أو مالك من العبث بأى حائط أو سقف وعمود!

الثروة العقارية القديمة هى الخطر بعينه ولكن لا يستطيع القانون التعامل معها إلا إذا سقطت بنفسها لأى سبب جنائى تخريبى أو بالتصدع المتوقع والمنتظر.. ومع ايقاف المبانى زادت المشكلة وتأزمت، لأن هدم منزل قديم بقرار إزالة لا يحقق طموح مالكه الآن، لعدم إقبال المقاولين على شراء أراضى ستترك -خرابة-، فى انتظار فتح المبانى بالارتفاع الذى يجعل الملاك يربحون الملايين.

هناك عقارات تتهيأ للإنهيار الآن أو بعد لحظات، ويقيم فيها سكان بقانون الايجارات القديم

وفي المقابل تتهيأ سيارات الاسعاف لنقل الضحايا وكذلك الأوناش لرفع الأنقاض بعد السقوط، لانقاذ ما تحتها من أنفاس!

والحل هو حصر هذه العقارات وضمها مع الرقم المسجل بالفعل وإخلائها من سكانها بالقوة الجبرية وعدم الاعتداد بالمعارضة على تنفيذ الإزالة مع تعويض القاطنين غير القادرين على تدبير سكن بديل مع إرتفاع الأسعار بطريقة هرمية، وهذه مسئولية الدولة تجاه مواطنيها

ففى كل محافظات الجمهورية هناك مناطق كاملة تنتظر مصير عمارة الإسكندرية وعقار القبة! والتحرك السريع مطلوب لانقاذ أرواح تحت الخطر، مع سرعة فتح البناء بالقانون الذى ننتظره بفروغ الصبر، إنها اجراءات ضرورية وهذا ملف لا نملك معه رفاهية الإنتظار والتدقيق والحسم.

تحركوا قبل فوات الأوان لننقذ أرواح أصحابها مازال  -حسهم- بالدنيا!

ويا مسهل.

شاهد أيضاً

انطلاق مؤتمر هندسة القوى الميكانيكية الدولي الأول تحت عنوان “استدامة وترشيد الطاقة” بمدينة الإسماعيلية

بحضور القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا ولفيف من القيادات الجامعية وممثلي القطاع الصناعي: انطلاق مؤتمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *